القنفذ الذي لا يحب الخير

الْقُنْفُذُ الَّذِي لَا يُحِبُّ الْخَيْرَ

القصة

كَانَ يَا مَا كَانَ، فِي غَابَةٍ بَعِيدَةٍ، يَعِيشُ قُنْفُذٌ لَا يُحِبُّ فِعْلَ الْخَيْرِ أَبَدًا. كَانَ يَجِدُ مُتْعَتَهُ فِي إِزْعَاجِ الْآخَرِينَ وَإِلْحَاقِ الْأَذَى بِهِمْ. فِي أَحَدِ الْأَيَّامِ، رَأَى أَرْنَبًا صَغِيرًا يَبْكِي لِأَنَّهُ تَاهَ عَنْ أُمِّهِ. بَدَلًا مِنْ أَنْ يُسَاعِدَهُ، أَشَارَ الْقُنْفُذُ إِلَى طَرِيقٍ وَعْرٍ وَقَالَ: "لَقَدْ رَأَيْتُ أُمَّكَ تَذْهَبُ مِنْ هُنَاكَ." وَعِنْدَمَا الْتَقَى بِالْأُمِّ الْقَلِقَةِ، أَضَلَّهَا وَأَرْسَلَهَا فِي اتِّجَاهٍ مُعَاكِسٍ.

بَعْدَ ذَلِكَ، الْتَقَى بِسُلَحْفَاةٍ عَجُوزٍ تَلْهَثُ مِنَ الْعَطَشِ. سَأَلَتْهُ: "أَيْنَ أَجِدُ الْمَاءَ يَا بُنَيَّ؟" وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ الْجَدْوَلَ كَانَ قَرِيبًا، أَشَارَ الْقُنْفُذُ إِلَى مَكَانٍ بَعِيدٍ وَقَالَ بِخُبْثٍ: "هُنَاكَ يُوجَدُ أَفْضَلُ مَاءٍ فِي الْغَابَةِ." ذَهَبَتِ السُّلَحْفَاةُ الْمِسْكِينَةُ وَلَمْ تَجِدْ شَيْئًا.

لَمْ يَتَوَقَّفْ شَرُّهُ عِنْدَ هَذَا الْحَدِّ. فَقَدْ حَاوَلَ إِفْسَادَ رِحْلَةٍ بَيْنَ الْغَزَالِ وَأَصْدِقَائِهِ، حَيْثُ أَرْسَلَ كُلًّا مِنْهُمْ فِي طَرِيقٍ مُخْتَلِفٍ حَتَّى تَاهُوا جَمِيعًا.

وَفِي النِّهَايَةِ، وَبَيْنَمَا كَانَ الْقُنْفُذُ يَتَجَوَّلُ، ظَهَرَ صَيَّادٌ فِي الْغَابَةِ. رَكَضَتِ الْحَيَوَانَاتُ وَحَذَّرَتْ بَعْضَهَا الْبَعْضَ، وَقَالُوا لِلْقُنْفُذِ: "لَا تَسْلُكْ ذَلِكَ الطَّرِيقَ، فَقَدْ نَصَبَ الصَّيَّادُ فِخَاخَهُ هُنَاكَ!"

لَكِنَّ الْقُنْفُذَ، بِسَبَبِ سُوءِ ظَنِّهِ الدَّائِمِ بِالْآخَرِينَ، ظَنَّ أَنَّهُمْ يَخْدَعُونَهُ لِيُبْعِدُوهُ عَنْ شَيْءٍ جَيِّدٍ. قَالَ بِتَكَبُّرٍ: "لَنْ تَخْدَعُونِي!" وَسَلَكَ بِعِنَادٍ نَفْسَ الطَّرِيقِ الَّذِي حَذَّرُوهُ مِنْهُ.

وَمَا هِيَ إِلَّا خُطُوَاتٌ قَلِيلَةٌ حَتَّى وَقَعَ فِي فَخِّ الصَّيَّادِ الْكَبِيرِ. صَرَخَ طَالِبًا النَّجْدَةَ، لَكِنْ لِأَنَّهُ لَمْ يُسَاعِدْ أَحَدًا مِنْ قَبْلُ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ لِمُسَاعَدَتِهِ. وَهَكَذَا، كَانَتْ نِهَايَتُهُ جَزَاءً لِأَفْعَالِهِ السَّيِّئَةِ.

القيم والدروس الأخلاقية

  • مَنْ يَفْعَلِ الشَّرَّ يَلْقَهُ: الْأَفْعَالُ السَّيِّئَةُ تَعُودُ دَائِمًا عَلَى صَاحِبِهَا، وَمَنْ يُؤْذِي النَّاسَ غَالِبًا مَا يَقَعُ فِي شَرِّ أَعْمَالِهِ.
  • أَهَمِّيَّةُ الثِّقَةِ: لِأَنَّ الْقُنْفُذَ لَمْ يَكُنْ يَثِقُ بِأَحَدٍ، لَمْ يُصَدِّقِ النَّصِيحَةَ الصَّادِقَةَ الَّتِي كَانَتْ سَتُنْقِذُ حَيَاتَهُ.
  • فِعْلُ الْخَيْرِ يَبْنِي الْعَلَاقَاتِ: مُسَاعَدَةُ الْآخَرِينَ تَجْعَلُهُمْ يُسَاعِدُونَنَا عِنْدَمَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِمْ.
  • الْغُرُورُ يُؤَدِّي لِلهَلَاكِ: تَكَبُّرُ الْقُنْفُذِ وَاعْتِقَادُهُ أَنَّهُ أَذْكَى مِنَ الْجَمِيعِ كَانَ السَّبَبَ الْرَئِيسِيَّ فِي نِهَايَتِهِ.

أسئلة لفهم القصة

أسئلة بسيطة

  1. مَا هِيَ الصِّفَةُ الرَّئِيسِيَّةُ لِلْقُنْفُذِ؟
  2. اذْكُرْ فِعْلَيْنِ سَيِّئَيْنِ قَامَ بِهِمَا الْقُنْفُذُ.
  3. مَنْ ظَهَرَ فِي الْغَابَةِ وَأَخَافَ الْحَيَوَانَاتِ؟
  4. بِمَاذَا حَذَّرَتِ الْحَيَوَانَاتُ الْقُنْفُذَ؟
  5. مَاذَا كَانَتْ نِهَايَةُ الْقُنْفُذِ؟

أسئلة للتفكير النقدي

  1. لِمَاذَا كَانَ الْقُنْفُذُ يَسْتَمْتِعُ بِإِيذَاءِ الْآخَرِينَ؟
  2. لِمَاذَا قَرَّرَتِ الْحَيَوَانَاتُ تَحْذِيرَ الْقُنْفُذِ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ سُوءِ مُعَامَلَتِهِ لَهُمْ؟
  3. هَلْ تَعْتَقِدُ أَنَّ الْقُنْفُذَ كَانَ سَيَتَغَيَّرُ لَوْ أَنَّهُ نَجَا مِنَ الْفَخِّ؟

أسئلة لربط القصة بحياتك

  1. مَاذَا يَعْنِي لَكَ أَنْ تَكُونَ شَخْصًا "طَيِّبًا"؟
  2. صِفْ شُعُورَكَ عِنْدَمَا تُقَدِّمُ مُسَاعَدَةً لِشَخْصٍ مَا.
  3. كَيْفَ يُمْكِنُ لِسُوءِ الظَّنِّ بِالْآخَرِينَ أَنْ يُؤْذِيَنَا نَحْنُ فِي النِّهَايَةِ؟

أنشطة تفاعلية ممتعة

  • ارْسُمِ "الطَّرِيقَ الصَّحِيحَ وَالطَّرِيقَ الْخَطَأَ": ارْسُمْ مُفْتَرَقَ طُرُقٍ. أَحَدُ الطُّرُقِ آمِنٌ وَمَلِيءٌ بِالْأَزْهَارِ وَيُؤَدِّي إِلَى مَكَانٍ جَمِيلٍ. وَالْآخَرُ مُظْلِمٌ وَفِيهِ فَخٌّ.
  • لُعْبَةُ "ثِقْ بِصَدِيقِكَ": يَقُومُ طِفْلٌ بِتَغْمِيضِ عَيْنَيْهِ، وَيَقُومُ صَدِيقُهُ بِتَوْجِيهِهِ صَوْتِيًّا لِيَتَجَنَّبَ "عَقَبَاتٍ" (مِثْلَ وِسَادَاتٍ عَلَى الْأَرْضِ). هَذِهِ اللُّعْبَةُ تُعَلِّمُ الثِّقَةَ.
  • تَمْثِيلُ مَشْهَدِ النُّصْحِ: قُمْ بِتَمْثِيلِ الْمَشْهَدِ الَّذِي تُحَذِّرُ فِيهِ الْحَيَوَانَاتُ الْقُنْفُذَ، وَأَظْهِرْ تَكَبُّرَهُ وَرَفْضَهُ لِلنَّصِيحَةِ.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

لحظة من فضلك!

يبدو أنك تستخدم أداة لمنع الإعلانات. لدعم استمرارية الموقع، نرجو منك التكرم بتعطيلها ثم تحديث الصفحة.

شكرًا لدعمك وتقديرك.