أرنوب والطريق القَصير الخطير

أَرْنُوبُ وَالطَّرِيقُ الْقَصِيرُ الْخَطِيرُ

بَعْدَ يَوْمٍ طَوِيلٍ مِنَ اللَّعِبِ فِي الْغَابَةِ، قَالَ الْأَرْنَبُ "أَرْنُوبُ" لِصَدِيقَيْهِ "بَطُّوطَ" وَ"قُنْفُذَ": "الشَّمْسُ عَلَى وَشْكِ الْغُرُوبِ، يَجِبُ أَنْ نَعُودَ إِلَى مَنَازِلِنَا الْآنَ." وَفِي طَرِيقِهِمْ، اقْتَرَحَ أَرْنُوبُ بِحَمَاسٍ: "هَيَّا نَسْلُكُ الطَّرِيقَ الْقَصِيرَ لِنَصِلَ بِسُرْعَةٍ!"

اعْتَرَضَ بَطُّوطُ عَلَى الْفَوْرِ وَقَالَ بِقَلَقٍ: "كَلَّا يَا أَرْنُوبُ! لَقَدْ حَذَّرَتْنِي أُمِّي مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ، قَالَتْ إِنَّهُ خَطِيرٌ." أَكَّدَ قُنْفُذُ كَلَامَهُ قَائِلًا: "وَأُمِّي حَذَّرَتْنِي أَيْضًا."

لَكِنَّ أَرْنُوبَ سَخِرَ مِنْهُمَا قَائِلًا: "أُمَّهَاتُنَا دَائِمًا تَقْلَقْنَ أَكْثَرَ مِنَ اللَّازِمِ! لَا تَخَافَا، أَنَا مَعَكُمْ." وَبَعْدَ إِصْرَارٍ، نَجَحَ أَرْنُوبُ فِي إِقْنَاعِ صَدِيقَيْهِ بِسُلُوكِ الطَّرِيقِ الْقَصِيرِ.

كَمَا تَوَقَّعَ بَطُّوطُ، كَانَ الطَّرِيقُ مُظْلِمًا وَمُخِيفًا. كَانَتِ الْأَشْجَارُ تَبْدُو كَالْأَشْبَاحِ، وَفَجْأَةً، ظَهَرَ أَمَامَهُمْ الثَّعْلَبُ الْمَاكِرُ "ثَعْلُوبُ" بِابْتِسَامَةٍ شِرِّيرَةٍ. لَقَدْ كَانَ يَنْتَظِرُهُمْ بِفَارِغِ الصَّبْرِ.

صَرَخَ الْأَصْدِقَاءُ بِرُعْبٍ وَبَدَأُوا بِالْهَرَبِ بِأَقْصَى سُرْعَةٍ. اسْتَمَرَّ ثَعْلُوبُ فِي مُطَارَدَتِهِمْ، لَكِنْ لِحُسْنِ حَظِّهِمْ، كَانَ بَطْنُهُ مُمْتَلِئًا بِالطَّعَامِ وَالْمَاءِ، مِمَّا جَعَلَهُ يَتْعَبُ بِسُرْعَةٍ وَيَتَوَقَّفُ عَنْ مُلَاحَقَتِهِمْ.

وَصَلَ الْأَصْدِقَاءُ إِلَى بُيُوتِهِمْ وَهُمْ يَلْهَثُونَ مِنَ الْخَوْفِ. فِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ، ظَهَرَتْ أُمُّ أَرْنُوبَ الَّتِي كَانَتْ تَبْحَثُ عَنْهُ بِقَلَقٍ. قَصَّ الْأَصْدِقَاءُ عَلَيْهَا مَا حَدَثَ وَاعْتَرَفُوا بِخَطَئِهِمْ. وَعَدَ أَرْنُوبُ أُمَّهُ قَائِلًا: "أَعِدُكِ أَنْ أَسْتَمِعَ دَائِمًا لِنَصَائِحِ الْكِبَارِ وَلَنْ أُخَالِفَ كَلَامَكِ أَبَدًا."

ضَمَّتِ الْأُمُّ ابْنَهَا وَقَالَتْ لِلْجَمِيعِ: "أَتَرَوْنَ؟ نَحْنُ الْكِبَارَ لَا نَمْنَعُكُمْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا لِحِمَايَتِكُمْ. طَاعَةُ الْوَالِدَيْنِ هِيَ الطَّرِيقُ الْأَكْثَرُ أَمَانًا دَائِمًا."

القيم والدروس الأخلاقية

  • طَاعَةُ الْوَالِدَيْنِ: نَصَائِحُ الْآبَاءِ وَالْأُمَّهَاتِ تَأْتِي مِنْ خِبْرَتِهِمْ وَحُبِّهِمْ، وَتَجَاهُلُهَا يُمْكِنُ أَنْ يُعَرِّضَنَا لِلْخَطَرِ.
  • الْحِكْمَةُ ضِدَّ التَّهَوُّرِ: أَظْهَرَ بَطُّوطُ الْحِكْمَةَ بِاتِّبَاعِ نَصِيحَةِ أُمِّهِ، بَيْنَمَا أَظْهَرَ أَرْنُوبُ التَّهَوُّرَ بِإِصْرَارِهِ عَلَى الطَّرِيقِ الْخَطِرِ.
  • الِاعْتِرَافُ بِالْخَطَأِ: مِنَ الشَّجَاعَةِ أَنْ نَعْتَرِفَ بِأَخْطَائِنَا وَنَتَعَلَّمَ مِنْهَا لِلْمُسْتَقْبَلِ.
  • ضَغْطُ الْأَقْرَانِ: تُعَلِّمُنَا الْقِصَّةُ أَلَّا نَنْصَاعَ لِضُغُوطِ أَصْدِقَائِنَا لِفِعْلِ شَيْءٍ نَعْرِفُ أَنَّهُ خَاطِئٌ أَوْ خَطِيرٌ.

أسئلة لفهم القصة

أسئلة بسيطة

  1. مَنْ هُمُ الْأَصْدِقَاءُ الثَّلَاثَةُ فِي الْقِصَّةِ؟
  2. أَيُّ طَرِيقٍ اقْتَرَحَ أَرْنُوبُ أَنْ يَسْلُكُوهُ؟
  3. لِمَاذَا اعْتَرَضَ بَطُّوطُ فِي الْبِدَايَةِ؟
  4. مَنِ الَّذِي ظَهَرَ أَمَامَهُمْ فِي الطَّرِيقِ الْقَصِيرِ؟
  5. لِمَاذَا لَمْ يَسْتَطِعِ الثَّعْلَبُ الْإِمْسَاكَ بِهِمْ؟

أسئلة للتفكير النقدي

  1. لِمَاذَا أَصَرَّ أَرْنُوبُ عَلَى رَأْيِهِ رَغْمَ تَحْذِيرِ صَدِيقَيْهِ؟
  2. هَلْ أَخْطَأَ بَطُّوطُ وَقُنْفُذُ عِنْدَمَا وَافَقَا عَلَى الذَّهَابِ مَعَ أَرْنُوبَ؟ مَاذَا كَانَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَفْعَلَا؟
  3. كَيْفَ كَانَتْ سَتَنْتَهِي الْقِصَّةُ لَوْ أَنَّ بَطْنَ الثَّعْلَبِ لَمْ يَكُنْ مُمْتَلِئًا؟

أسئلة لربط القصة بحياتك

  1. اذْكُرْ مَوْقِفًا نَصَحَكَ فِيهِ وَالِدَاكَ بِشَيْءٍ لِحِمَايَتِكَ.
  2. هَلْ طَلَبَ مِنْكَ صَدِيقُكَ مِنْ قَبْلُ أَنْ تَفْعَلَ شَيْئًا تَعْرِفُ أَنَّهُ خَطَأٌ؟ كَيْفَ تَصَرَّفْتَ؟
  3. مَاذَا تَفْعَلُ لِتَتَأَكَّدَ مِنْ أَنَّ الطَّرِيقَ الَّذِي تَسْلُكُهُ (فِي الْحَيَاةِ الْحَقِيقِيَّةِ) هُوَ طَرِيقٌ آمِنٌ؟

أنشطة تفاعلية ممتعة

  • ارْسُمِ الطَّرِيقَيْنِ: ارْسُمْ صُورَةً لِلطَّرِيقِ الطَّوِيلِ وَالْآمِنِ وَعَلَيْهِ أَزْهَارٌ وَطُيُورٌ. وَبِجَانِبِهِ، ارْسُمِ الطَّرِيقَ الْقَصِيرَ وَالْمُخِيفَ وَعَلَيْهِ أَشْجَارٌ غَرِيبَةٌ وَظِلُّ الثَّعْلَبِ.
  • لُعْبَةُ "نَصِيحَةُ مَامَا": يَذْكُرُ أَحَدُكُمْ نَصِيحَةً عَادَةً مَا تَقُولُهَا الْأُمُّ (مِثْلَ: "لَا تَتَحَدَّثْ مَعَ الْغُرَبَاءِ")، وَيَقُومُ الْآخَرُونَ بِتَمْثِيلِ الْمَوْقِفِ الصَّحِيحِ لِتَطْبِيقِ النَّصِيحَةِ.
  • تَمْثِيلُ مَشْهَدِ الْهُرُوبِ: قُمْ أَنْتَ وَأَصْدِقَاؤُكَ بِتَمْثِيلِ مَشْهَدِ مُطَارَدَةِ الثَّعْلَبِ لِلْأَصْدِقَاءِ الثَّلَاثَةِ وَشُعُورِهِمْ بِالرَّاحَةِ عِنْدَمَا وَصَلُوا إِلَى بَرِّ الْأَمَانِ.

إرسال تعليق

أحدث أقدم