الْكَتْكُوتُ الَّذِي أَرَادَ أَنْ يَطِيرَ
كَانَ هُنَاكَ كَتْكُوتٌ صَغِيرٌ يَنْظُرُ إِلَى الطُّيُورِ الْكَبِيرَةِ وَهِيَ تُحَلِّقُ فِي السَّمَاءِ. قَالَ لِأُمِّهِ بِحَمَاسٍ: "أُرِيدُ أَنْ أَطِيرَ عَالِيًا مِثْلَ الْأَبْطَالِ الْخَارِقِينَ يَا أُمِّي!" حَذَّرَتْهُ أُمُّهُ بِلُطْفٍ وَقَالَتْ: "جَنَاحَاكَ مَا زَالَا صَغِيرَيْنِ وَضَعِيفَيْنِ يَا حَبِيبِي. يَجِبُ أَنْ تَنْتَظِرَ حَتَّى تَكْبُرَ." وَلِتُقْنِعَهُ، قَرَّرَتْ أَنْ تَحْكِيَ لَهُ قِصَّةَ جَاسِرَ.
كَانَ "جَاسِرٌ" طِفْلًا صَغِيرًا يَحْلُمُ كُلَّ لَيْلَةٍ بِأَنَّهُ بَطَلٌ خَارِقٌ. فِي حُلْمِهِ، كَانَ يَطِيرُ عَالِيًا فِي السَّمَاءِ الزَّرْقَاءِ، يَعْبُرُ الْغُيُومَ النَّاعِمَةَ كَالْقُطْنِ وَيُحَلِّقُ فَوْقَ الْمَدِينَةِ.
فِي أَحَدِ أَحْلَامِهِ، وَبَيْنَمَا كَانَ يَطِيرُ، لَمَحَ عُصْفُورًا صَغِيرًا عَلَى الْأَرْضِ. قَالَ لِنَفْسِهِ بِحَمَاسِ الْأَبْطَالِ: "يَجِبُ أَنْ أَنْقُضَّ عَلَيْهِ لِأُمْسِكَ بِهِ!" وَفِي الْحَالِ، جَمَعَ قُوَّتَهُ وَانْدَفَعَ بِأَقْصَى سُرْعَةٍ نَحْوَ الْأَسْفَلِ.
لَكِنَّ الْوَاقِعَ كَانَ مُخْتَلِفًا. لَمْ يَكُنْ جَاسِرُ يَطِيرُ حَقًّا، بَلْ كَانَ نَائِمًا فِي سَرِيرِهِ. وَبِسَبَبِ انْدِفَاعِهِ فِي الْحُلْمِ، قَفَزَ مِنْ عَلَى السَّرِيرِ وَسَقَطَ عَلَى الْأَرْضِ مُحْدِثًا صَوْتَ ارْتِطَامٍ!
اسْتَيْقَظَ جَاسِرُ عَلَى الْفَوْرِ وَهُوَ يَتَأَلَّمُ قَلِيلًا. نَظَرَ حَوْلَهُ لِيَجِدَ نَفْسَهُ فِي غُرْفَتِهِ، لَا فِي السَّمَاءِ. أَدْرَكَ أَنَّ كُلَّ ذَلِكَ كَانَ مُجَرَّدَ حُلْمٍ جَمِيلٍ وَمُثِيرٍ.
شَعَرَ بِالارْتِيَاحِ الشَّدِيدِ لِأَنَّ سُقُوطَهُ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَعْلَى السَّمَاءِ، بَلْ مِنْ فَوْقِ سَرِيرِهِ فَقَطْ. وَتَعَلَّمَ أَنَّ الْأَحْلَامَ رَائِعَةٌ، لَكِنَّ الْوَاقِعَ لَهُ قَوَانِينُهُ الْخَاصَّةُ.
أَنْهَتِ الْأُمُّ قِصَّتَهَا، فَنَامَ الْكَتْكُوتُ الصَّغِيرُ وَهُوَ يُفَكِّرُ فِي الدَّرْسِ، وَيَحْلُمُ بِالْيَوْمِ الَّذِي سَتَقْوَى فِيهِ أَجْنِحَتُهُ لِيُحَلِّقَ بِأَمَانٍ فِي السَّمَاءِ الْوَاسِعَةِ.
القيم والدروس الأخلاقية
- الصَّبْرُ وَانْتِظَارُ الْوَقْتِ الْمُنَاسِبِ: لِكُلِّ شَيْءٍ أَوَانُهُ، وَالتَّسَرُّعُ فِي فِعْلِ الْأَشْيَاءِ قَبْلَ أَنْ نَكُونَ مُسْتَعِدِّينَ قَدْ يُعَرِّضُنَا لِلْخَطَرِ.
- الِاسْتِمَاعُ لِنَصِيحَةِ الْوَالِدَيْنِ: نَصَائِحُ الْأُمِّ تَأْتِي مِنْ حُبِّهَا وَخِبْرَتِهَا، وَهَدَفُهَا حِمَايَتُنَا.
- الْفَرْقُ بَيْنَ الْحُلْمِ وَالْوَاقِعِ: الْأَحْلَامُ مَكَانٌ رَائِعٌ لِتَحْقِيقِ الْمُسْتَحِيلِ، لَكِنْ يَجِبُ أَنْ نَعْرِفَ حُدُودَ قُدُرَاتِنَا فِي الْوَاقِعِ.
- السَّلَامَةُ أَوَّلًا: قَبْلَ الْقِيَامِ بِأَيِّ مُغَامَرَةٍ، يَجِبُ التَّأَكُّدُ مِنْ أَنَّنَا نَفْعَلُهَا بِطَرِيقَةٍ آمِنَةٍ.
أسئلة لفهم القصة
أسئلة بسيطة
- مَاذَا كَانَ حُلْمُ الْكَتْكُوتِ الصَّغِيرِ؟
- بِمَاذَا نَصَحَتْهُ أُمُّهُ؟
- فِي الْقِصَّةِ الَّتِي حَكَتْهَا الْأُمُّ، بِمَاذَا كَانَ يَحْلُمُ جَاسِرٌ؟
- مَاذَا حَدَثَ لِجَاسِرَ عِنْدَمَا حَاوَلَ "الِانْقِضَاضَ" وَهُوَ نَائِمٌ؟
- مَاذَا أَدْرَكَ جَاسِرٌ عِنْدَمَا اسْتَيْقَظَ؟
أسئلة للتفكير النقدي
- لِمَاذَا يُعْتَبَرُ التَّسَرُّعُ فِي الْقِيَامِ بِالْأَشْيَاءِ قَبْلَ وَقْتِهَا أَمْرًا خَطِيرًا؟
- كَيْفَ تُشْبِهُ قِصَّةُ جَاسِرَ مَوْقِفَ الْكَتْكُوتِ؟ مَا هُوَ الدَّرْسُ الْمُشْتَرَكُ؟
- هَلْ يَعْنِي هَذَا أَنَّنَا لَا يَجِبُ أَنْ نَحْلُمَ أَحْلَامًا كَبِيرَةً؟ أَمْ أَنَّ الْقِصَّةَ تُعَلِّمُنَا شَيْئًا آخَرَ؟
أسئلة لربط القصة بحياتك
- اذْكُرْ مَهَارَةً تَتَمَنَّى أَنْ تَتَعَلَّمَهَا عِنْدَمَا تَكْبُرُ.
- هَلْ سَبَقَ لَكَ أَنْ حَلُمْتَ حُلْمًا وَشَعَرْتَ بِأَنَّهُ حَقِيقِيٌّ جِدًّا؟
- كَيْفَ تَعْرِفُ أَنَّكَ أَصْبَحْتَ مُسْتَعِدًّا لِتَجْرِبَةِ شَيْءٍ جَدِيدٍ (مِثْلَ: رُكُوبِ الدَّرَّاجَةِ بِلَا عَجَلَاتِ مُسَاعَدَةٍ)؟
أنشطة تفاعلية ممتعة
- ارْسُمْ حُلْمَكَ: ارْسُمْ صُورَةً لِأَكْبَرِ حُلْمٍ تَتَمَنَّى تَحْقِيقَهُ، حَتَّى لَوْ كَانَ يَبْدُو مُسْتَحِيلًا الْآنَ.
- صُنْعُ "طَائِرَةٍ آمِنَةٍ": بِاسْتِخْدَامِ الْوَرَقِ الْمُلَوَّنِ، اصْنَعُوا طَائِرَاتٍ وَرَقِيَّةً وَتَسَابَقُوا لِمَعْرِفَةِ أَيِّ طَائِرَةٍ تَطِيرُ لِأَبْعَدِ مَسَافَةٍ.
- تَمْثِيلُ السُّقُوطِ مِنَ السَّرِيرِ: قُمْ بِتَمْثِيلِ مَشْهَدِ جَاسِرَ وَهُوَ يَحْلُمُ بِالطَّيَرَانِ ثُمَّ يَسْقُطُ مِنَ السَّرِيرِ وَيَسْتَيْقِظُ. (بِالطَّبْعِ، عَلَى سِجَّادَةٍ أَوْ وِسَادَةٍ آمِنَةٍ!)