الْأَصْدِقَاءُ الثَّلَاثَةُ وَالثَّعْلَبُ الْغَدَّارُ

الْأَصْدِقَاءُ الثَّلَاثَةُ وَالثَّعْلَبُ الْغَدَّارُ

يُحَاوِلُ ثَعْلَبٌ غَدَّارٌ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ ثَلَاثَةِ أَصْدِقَاءَ أَوْفِيَاءَ بِاسْتِغْلَالِ الْغُرُورِ، لَكِنَّهُ يَكْتَشِفُ أَنَّ رَابِطَةَ الصَّدَاقَةِ الْحَقِيقِيَّةِ لَا تُكْسَرُ.

الْأَصْدِقَاءُ الثَّلَاثَةُ وَالثَّعْلَبُ الْغَدَّارُ

كَانَ يَا مَا كَانَ، فِي غَابَةٍ جَمِيلَةٍ، يَعِيشُ ثَلَاثَةُ أَصْدِقَاءَ لَا يَفْتَرِقُونَ أَبَدًا: "أَرْنُوبُ" الْأَرْنَبُ، وَ"سَنْجُوبُ" السِّنْجَابُ، وَالْقِرْدُ. كَانُوا أَصْدِقَاءَ مُنْذُ الصِّغَرِ وَتَعَاهَدُوا عَلَى الْبَقَاءِ مَعًا وَعَدَمِ السَّمَاحِ لِأَيِّ شَيْءٍ بِتَفْرِيقِهِمْ.

لَكِنَّ الثَّعْلَبَ الْمَاكِرَ كَانَ يَغَارُ مِنْ صَدَاقَتِهِمْ وَيُحَاوِلُ دَائِمًا أَنْ يُوَقِعَ بَيْنَهُمْ. ذَهَبَ أَوَّلًا إِلَى أَرْنُوبَ وَقَالَ لَهُ: "أَنْتَ أَسْرَعُهُمْ، لِمَاذَا لَا نُصْبِحُ صَدِيقَيْنِ؟" رَفَضَ أَرْنُوبُ لِأَنَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ الثَّعْلَبَ غَدَّارٌ. ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى سَنْجُوبَ، فَرَفَضَ سَنْجُوبُ أَيْضًا وَقَالَ إِنَّ لَدَيْهِ مَا يَكْفِي مِنَ الْأَصْدِقَاءِ الْأَوْفِيَاءِ.

أَدْرَكَ الثَّعْلَبُ أَنَّ الْقِرْدَ يُحِبُّ الْمَدِيحَ، فَذَهَبَ إِلَيْهِ وَقَالَ بِمَكْرٍ: "أَنْتَ أَذْكَاهُمْ وَأَقْوَاهُمْ، يَجِبُ أَنْ تَكُونَ "مُسْتَشَارَ الْغَابَةِ"! وَأَنَا سَأُسَاعِدُكَ." أُعْجِبَ الْقِرْدُ بِالْفِكْرَةِ وَوَافَقَ عَلَى عَرْضِ الثَّعْلَبِ، مُتَنَاسِيًا عَهْدَهُ مَعَ أَصْدِقَائِهِ.

بَدَأَ الْقِرْدُ يَتَصَرَّفُ بِغُرُورٍ، وَيُصْدِرُ الْأَوَامِرَ لِأَرْنُوبَ وَسَنْجُوبَ. لَكِنَّ الثَّعْلَبَ اسْتَغَلَّ الْوَضْعَ بِسُرْعَةٍ، وَبَدَلًا مِنْ أَنْ يَجْعَلَ الْقِرْدَ مُسْتَشَارًا، حَوَّلَهُ إِلَى خَادِمٍ لَهُ، يُنَظِّفُ بَيْتَهُ وَيُحْضِرُ لَهُ الطَّعَامَ.

فِي أَحَدِ الْأَيَّامِ، رَأَى أَرْنُوبُ وَسَنْجُوبُ صَدِيقَهُمَا الْقِرْدَ فِي حَالَةٍ سَيِّئَةٍ وَهُوَ يَعْمَلُ كَخَادِمٍ. عَلَى الرَّغْمِ مِنْ غَضَبِهِمَا مِنْهُ، تَذَكَّرَا عَهْدَهُمَا الْقَدِيمَ وَقَرَّرَا أَنْ يَمْنَحَاهُ فُرْصَةً ثَانِيَةً. تَسَلَّلَا إِلَيْهِ وَأَخْبَرَاهُ أَنَّهُمَا يُسَامِحَانِهِ.

فَرِحَ الْقِرْدُ وَعَادَ إِلَى صَدِيقَيْهِ، وَوَعَدَ بِأَلَّا يَتَخَلَّى عَنْهُمَا مَرَّةً أُخْرَى أَبَدًا. وَعِنْدَمَا عَادَ الثَّعْلَبُ وَلَمْ يَجِدِ الْقِرْدَ، ذَهَبَ إِلَى بَيْتِهِ لِيُحَاوِلَ خِدَاعَهُ مَرَّةً أُخْرَى.

لَكِنَّهُ وَجَدَ الْأَصْدِقَاءَ الثَّلَاثَةَ يَنْتَظِرُونَهُ. تَعَاوَنُوا مَعًا وَطَرَدُوا الثَّعْلَبَ مِنَ الْغَابَةِ إِلَى الْأَبَدِ. وَفِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، تَعَاهَدُوا مُجَدَّدًا عَلَى أَنْ تَظَلَّ صَدَاقَتُهُمْ قَوِيَّةً، وَأَنَّ الثِّقَةَ وَالْوَفَاءَ هُمَا أَثْمَنُ كَنْزٍ.

القيم والدروس الأخلاقية

  • قِيمَةُ الصَّدَاقَةِ الْحَقِيقِيَّةِ: الصَّدَاقَةُ الْقَائِمَةُ عَلَى الْوَفَاءِ وَالثِّقَةِ يُمْكِنُ أَنْ تَتَغَلَّبَ عَلَى أَكْبَرِ التَّحَدِّيَاتِ.
  • خَطَرُ الْغُرُورِ وَالْمَدِيحِ الْكَاذِبِ: الْغُرُورُ يَجْعَلُنَا ضُعَفَاءَ أَمَامَ الْخِدَاعِ، وَالْمَدِيحُ الْكَاذِبُ يُمْكِنُ أَنْ يُفْقِدَنَا أَصْدِقَاءَنَا الْحَقِيقِيِّينَ.
  • التَّسَامُحُ وَإِعْطَاءُ فُرْصَةٍ ثَانِيَةٍ: الْأَصْدِقَاءُ الْأَوْفِيَاءُ يَقِفُونَ مَعَ بَعْضِهِمْ حَتَّى عِنْدَمَا يُخْطِئُ أَحَدُهُمْ، وَيُؤْمِنُونَ بِقُدْرَتِهِ عَلَى التَّغَيُّرِ.
  • الْوَحْدَةُ تُوَلِّدُ الْقُوَّةَ: عِنْدَمَا اتَّحَدَ الْأَصْدِقَاءُ الثَّلَاثَةُ مَرَّةً أُخْرَى، اسْتَطَاعُوا التَّغَلُّبَ عَلَى عَدُوِّهِمْ بِسُهُولَةٍ.

أسئلة لفهم القصة

أسئلة بسيطة

  1. مَنْ هُمُ الْأَصْدِقَاءُ الثَّلَاثَةُ؟
  2. مَنْ حَاوَلَ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَهُمْ؟
  3. مَا هُوَ الْعَرْضُ الَّذِي قَدَّمَهُ الثَّعْلَبُ لِلْقِرْدِ؟
  4. كَيْفَ تَغَيَّرَ تَصَرُّفُ الْقِرْدِ بَعْدَ أَنْ صَادَقَ الثَّعْلَبَ؟
  5. كَيْفَ انْتَهَتِ الْقِصَّةُ لِلثَّعْلَبِ؟

أسئلة للتفكير النقدي

  1. لِمَاذَا نَجَحَ الثَّعْلَبُ فِي خِدَاعِ الْقِرْدِ بَيْنَمَا فَشِلَ مَعَ الْأَرْنَبِ وَالسِّنْجَابِ؟
  2. هَلْ كَانَ الْقِرْدُ صَدِيقًا سَيِّئًا؟ أَمْ أَنَّهُ فَقَطْ ارْتَكَبَ خَطَأً؟ مَا الْفَرْقُ؟
  3. لَوْ كُنْتَ مَكَانَ أَرْنُوبَ وَسَنْجُوبَ، هَلْ كُنْتَ سَتُسَامِحُ الْقِرْدَ؟ لِمَاذَا؟

أسئلة لربط القصة بحياتك

  1. صِفْ صِفَاتِ صَدِيقِكَ الْحَقِيقِيِّ.
  2. هَلْ حَاوَلَ أَحَدٌ مِنْ قَبْلُ أَنْ يُفْسِدَ صَدَاقَتَكَ بِشَخْصٍ آخَرَ؟ مَاذَا فَعَلْتَ؟
  3. مَاذَا تَعْنِي لَكَ عِبَارَةُ "أَنْ نُعْطِيَ فُرْصَةً ثَانِيَةً"؟

أنشطة تفاعلية ممتعة

  • ارْسُمِ "عَهْدَ الصَّدَاقَةِ": مَعَ أَصْدِقَائِكَ، ارْسُمُوا أَوْ اكْتُبُوا عَهْدًا لِصَدَاقَتِكُمْ، تَذْكُرُونَ فِيهِ الْأَشْيَاءَ الْمُهِمَّةَ مِثْلَ الْوَفَاءِ وَالثِّقَةِ وَالْمُسَاعَدَةِ.
  • تَمْثِيلُ مَشْهَدِ الْخِدَاعِ: قُمْ بِتَمْثِيلِ الْمَشْهَدِ الَّذِي يُحَاوِلُ فِيهِ الثَّعْلَبُ إِقْنَاعَ الْقِرْدِ بِالْمَنْصِبِ الْجَدِيدِ. أَظْهِرْ كَيْفَ يَسْتَخْدِمُ الثَّعْلَبُ الْكَلِمَاتِ الْمَعْسُولَةَ.
  • بُرْجُ الثِّقَةِ: ابْنِ بُرْجًا مِنَ الْمُكَعَّبَاتِ مَعَ صَدِيقِكَ. لِيَقُمْ كُلُّ وَاحِدٍ بِوَضْعِ مُكَعَّبٍ بِالدَّوْرِ. الْهَدَفُ هُوَ بِنَاءُ بُرْجٍ عَالٍ دُونَ أَنْ يَسْقُطَ، مِمَّا يَتَطَلَّبُ الثِّقَةَ وَالتَّعَاوُنَ.

إرسال تعليق

أحدث أقدم