يَشْعُرُ أَرْنُوبُ بِالْمَلَلِ مِنْ حَيَاتِهِ، فَيَنْطَلِقُ مَعَ صَدِيقِهِ بَطُّوطَ فِي رِحْلَةٍ لِاكْتِشَافِ أَنَّ السَّعَادَةَ الْحَقِيقِيَّةَ تَكْمُنُ فِي مُسَاعَدَةِ الْآخَرِينَ.
أَرْنُوبُ وَبَطُّوطُ: مَعْنَى السَّعَادَةِ الْحَقِيقِيِّ
اسْتَيْقَظَ الْأَرْنَبُ الصَّغِيرُ "أَرْنُوبُ" وَشَعَرَ بِمَلَلٍ شَدِيدٍ. اشْتَكَى لِأُمِّهِ قَائِلًا: "كُلُّ يَوْمٍ يُشْبِهُ الْآخَرَ يَا أُمِّي. أَسْتَيْقِظُ، آكُلُ، أَلْعَبُ، ثُمَّ أَنَامُ. أُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ شَيْئًا مُخْتَلِفًا!" اقْتَرَحَتْ عَلَيْهِ أُمُّهُ بِحُبٍّ أَنْ يَفْعَلَ شَيْئًا جَدِيدًا وَمُفِيدًا فِي حَيَاتِهِ.
أَعْجَبَتِ الْفِكْرَةُ أَرْنُوبَ، فَذَهَبَ مُسْرِعًا لِيُخْبِرَ صَدِيقَهُ الْبَطَّةَ "بَطُّوطَ" بِقَرَارِهِ. سَأَلَهُ بَطُّوطُ بِفُضُولٍ: "وَمَاذَا يَعْنِي أَنْ تَكُونَ مُفِيدًا؟" أَدْرَكَ أَرْنُوبُ أَنَّهُ لَا يَعْرِفُ الْجَوَابَ، فَعَادَ لِيَسْأَلَ أُمَّهُ مَرَّةً أُخْرَى. أَوْضَحَتْ لَهُ أُمُّهُ أَنَّ الْعَمَلَ الْمُفِيدَ هُوَ أَنْ يَقُومَ بِعَمَلٍ يُسَاعِدُ الْآخَرِينَ وَيُدْخِلُ السُّرُورَ إِلَى قُلُوبِهِمْ.
عَادَ أَرْنُوبُ إِلَى بَطُّوطَ وَهُوَ يَفْهَمُ الْمَعْنَى الْآنَ، لَكِنَّهُمَا ظَلَّا يُفَكِّرَانِ فِي شَيْءٍ مُفِيدٍ يُمْكِنُهُمَا فِعْلُهُ. جَلَسَا تَحْتَ شَجَرَةٍ لِوَقْتٍ طَوِيلٍ حَتَّى ارْتَطَمَ رَأْسَاهُمَا بِبَعْضِهِمَا بِالْخَطَأِ وَسَقَطَا يَضْحَكَانِ.
فَجْأَةً، حَلَّ الظَّلَامُ وَبَدَأَتِ الْغَابَةُ تُصْبِحُ مُعْتِمَةً. قَالَ بَطُّوطُ بِخَوْفٍ: "أَنَا أَخَافُ الْعَوْدَةَ إِلَى مَنْزِلِي فِي هَذِهِ الظُّلْمَةِ." هُنَا، لَمَعَتْ عَيْنَا أَرْنُوبَ وَصَاحَ: "وَجَدْتُهَا! وَجَدْتُ الْفِكْرَةَ الْمُفِيدَةَ!"
اقْتَرَحَ عَلَى بَطُّوطَ أَنْ يَضَعَا مَصَابِيحَ عَلَى طُولِ الطَّرِيقِ حَتَّى لَا يَخَافَ أَحَدٌ فِي اللَّيْلِ أَوْ يَسْقُطَ فِي الْحُفَرِ. فِي صَبَاحِ الْيَوْمِ التَّالِي، أَحْضَرَ الصَّدِيقَانِ سُلَّمًا وَبَدَآ بِجِدٍّ وَنَشَاطٍ فِي تَثْبِيتِ الْقَنَادِيلِ الزُّجَاجِيَّةِ عَلَى أَعْمِدَةٍ خَشَبِيَّةٍ عَلَى جَانِبَيِ الطَّرِيقِ.
مَعَ حُلُولِ الظَّلَامِ، أَشْعَلَا الْقَنَادِيلَ، فَأَضَاءَتِ الْمَصَابِيحُ الطَّرِيقَ بِنُورٍ ذَهَبِيٍّ دَافِئٍ. خَرَجَ الْجَمِيعُ مِنْ بُيُوتِهِمْ وَفَرِحُوا بِهَذَا الْعَمَلِ الْمُفِيدِ. شَكَرَتِ الْحَيَوَانَاتُ أَرْنُوبَ وَبَطُّوطَ عَلَى عَمَلِهِمَا الرَّائِعِ الَّذِي جَعَلَ الطَّرِيقَ آمِنًا لِلْجَمِيعِ فِي اللَّيْلِ.
فِي نِهَايَةِ الْيَوْمِ، شَعَرَ أَرْنُوبُ وَبَطُّوطُ بِسَعَادَةٍ غَامِرَةٍ لَمْ يَشْعُرَا بِهَا مِنْ قَبْلُ. لَقَدِ اكْتَشَفَا أَنَّ فِعْلَ الْأَشْيَاءِ النَّافِعَةِ لِلْآخَرِينَ يَجْلِبُ فَرَحًا أَكْبَرَ مِنْ أَيِّ لُعْبَةٍ.
القيم والدروس الأخلاقية
- السَّعَادَةُ فِي الْعَطَاءِ: مُسَاعَدَةُ الْآخَرِينَ وَخِدْمَةُ الْمُجْتَمَعِ تَجْلِبُ شُعُورًا بِالسَّعَادَةِ وَالرِّضَا أَعْمَقَ مِنْ التَّسْلِيَةِ الشَّخْصِيَّةِ.
- الْعَمَلُ الْجَمَاعِيُّ: بِالتَّعَاوُنِ مَعَ صَدِيقِهِ، اسْتَطَاعَ أَرْنُوبُ تَحْقِيقَ فِكْرَتِهِ وَجَعْلِهَا وَاقِعًا.
- تَحْوِيلُ الْمَشَاكِلِ إِلَى فُرَصٍ: خَوْفُ بَطُّوطَ مِنَ الظَّلَامِ كَانَ هُوَ مَصْدَرَ الْإِلْهَامِ لِلْفِكْرَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي أَفَادَتِ الْجَمِيعَ.
- الْمُبَادَرَةُ الْإِيجَابِيَّةُ: بَدَلًا مِنَ الشَّكْوَى فَقَطْ، بَحَثَ أَرْنُوبُ عَنْ حَلٍّ وَقَامَ بِتَنْفِيذِهِ.
أسئلة لفهم القصة
أسئلة بسيطة
- مَاذَا كَانَ شُعُورُ أَرْنُوبَ فِي بِدَايَةِ الْقِصَّةِ؟
- مَا هُوَ مَعْنَى "أَنْ تَكُونَ مُفِيدًا" كَمَا شَرَحَتِ الْأُمُّ؟
- لِمَاذَا خَافَ بَطُّوطُ عِنْدَمَا حَلَّ الظَّلَامُ؟
- مَا هِيَ الْفِكْرَةُ الْمُفِيدَةُ الَّتِي اقْتَرَحَهَا أَرْنُوبُ؟
- كَيْفَ شَعَرَ أَرْنُوبُ وَبَطُّوطُ فِي النِّهَايَةِ بَعْدَ أَنْ شَكَرَهُمُ الْجَمِيعُ؟
أسئلة للتفكير النقدي
- لِمَاذَا لَمْ يَكُنِ اللَّعِبُ وَحْدَهُ كَافِيًا لِيَجْعَلَ أَرْنُوبَ سَعِيدًا؟
- هَلْ كَانَ بِإِمْكَانِ أَرْنُوبَ أَنْ يُنَفِّذَ فِكْرَتَهُ بِمُفْرَدِهِ؟ مَا أَهَمِّيَّةُ مُسَاعَدَةِ بَطُّوطَ لَهُ؟
- كَيْفَ يُمْكِنُ لِعَمَلٍ بَسِيطٍ (مِثْلِ إِضَاءَةِ طَرِيقٍ) أَنْ يُحْدِثَ فَرْقًا كَبِيرًا لِلْكَثِيرِينَ؟
أسئلة لربط القصة بحياتك
- اذْكُرْ مَرَّةً شَعَرْتَ فِيهَا بِالْمَلَلِ. مَا هُوَ الشَّيْءُ الْمُفِيدُ الَّذِي كَانَ بِإِمْكَانِكَ فِعْلُهُ؟
- مَا هُوَ الْعَمَلُ الْمُفِيدُ الصَّغِيرُ الَّذِي يُمْكِنُكَ أَنْ تَقُومَ بِهِ لِتُسَاعِدَ عَائِلَتَكَ أَوْ أَصْدِقَاءَكَ هَذَا الْأُسْبُوعَ؟
- صِفْ شُعُورَكَ عِنْدَمَا يَقُولُ لَكَ أَحَدُهُمْ "شُكْرًا" بَعْدَ أَنْ تُسَاعِدَهُ.
أنشطة تفاعلية ممتعة
- خُطَّةُ مَشْرُوعٍ مُفِيدٍ: بِالْمُشَارَكَةِ مَعَ أَصْدِقَائِكَ، فَكِّرُوا فِي مَشْرُوعٍ صَغِيرٍ لِتَحْسِينِ مَكَانٍ مَا (مِثْلَ تَنْظِيفِ جُزْءٍ مِنَ الْحَدِيقَةِ أَوْ صُنْعِ لَافِتَاتٍ لَطِيفَةٍ لِلْفَصْلِ). ارْسُمُوا الْخُطَّةَ مَعًا.
- صُنْعُ قِنْدِيلٍ: بِاسْتِخْدَامِ بُرْطُمَانٍ زُجَاجِيٍّ فَارِغٍ وَوَرَقٍ مُلَوَّنٍ وَشَمْعَةٍ إِلِكْتِرُونِيَّةٍ، قُومُوا بِصُنْعِ قَنَادِيلَ جَمِيلَةٍ لِتُضِيءَ غُرْفَتَكُمْ.
- ارْسُمِ الطَّرِيقَ الْمُضَاءَ: ارْسُمِ الطَّرِيقَ فِي الْغَابَةِ قَبْلَ وَبَعْدَ وَضْعِ الْمَصَابِيحِ. أَظْهِرْ كَيْفَ كَانَ مُظْلِمًا وَمُخِيفًا ثُمَّ أَصْبَحَ مُشْرِقًا وَآمِنًا.