أَرْنُوبٌ مَحْبُوبٌ لِرَائِحَتِهِ الْجَمِيلَةِ، لَكِنَّهُ يَفْقِدُهَا عِنْدَمَا يَتَرَدَّدُ فِي مُسَاعَدَةِ صَدِيقٍ، فَيَكْتَشِفُ أَنَّ رَائِحَةَ الْعَطَاءِ هِيَ أَجْمَلُ الْعُطُورِ.
أَرْنُوبُ وَرَائِحَةُ الْعَطَاءِ
كَانَ يَا مَا كَانَ، أَرْنَبٌ صَغِيرٌ اسْمُهُ "أَرْنُوبُ" عَاشَ فِي غَابَةٍ جَمِيلَةٍ. لَمْ يَكُنْ أَرْنُوبُ مَعْرُوفًا بِسُرْعَتِهِ فَقَطْ، بَلْ بِرَائِحَتِهِ الْجَمِيلَةِ الَّتِي تَفُوحُ مِنْهُ كَرَائِحَةِ الْأَزْهَارِ فِي الرَّبِيعِ. كَانَتْ كُلُّ حَيَوَانَاتِ الْغَابَةِ تُحِبُّهُ وَتُحِبُّ اللَّعِبَ مَعَهُ، وَكَانَ هُوَ سَعِيدًا بِمُسَاعَدَةِ الْجَمِيعِ دَائِمًا.
فِي إِحْدَى اللَّيَالِي الْبَارِدَةِ، وَبَيْنَمَا كَانَ أَرْنُوبُ يَسْتَعِدُّ لِلنَّوْمِ، طُرِقَ بَابُهُ بِضَعْفٍ. كَانَ السِّنْجَابُ الصَّغِيرُ يَقِفُ هُنَاكَ وَهُوَ يَرْتَجِفُ. قَالَ بِصَوْتٍ مُتْعَبٍ: "أَرْنُوبُ، أَنَا مَرِيضٌ وَجَائِعٌ، هَلْ لَدَيْكَ أَيُّ طَعَامٍ؟" بَحَثَ أَرْنُوبُ فِي خِزَانَتِهِ، لَكِنَّهُ لَمْ يَجِدْ سِوَى الْقَلِيلِ جِدًّا مِنَ الطَّعَامِ. شَعَرَ بِالْأَنَانِيَّةِ لِلَحْظَةٍ وَقَالَ: "لَيْسَ لَدَيَّ مَا يَكْفِي." فَأَغْلَقَ الْبَابَ بِهُدُوءٍ وَعَادَ إِلَى فِرَاشِهِ.
فِي صَبَاحِ الْيَوْمِ التَّالِي، خَرَجَ أَرْنُوبُ لِيَلْعَبَ كَعَادَتِهِ، لَكِنَّهُ لَاحَظَ شَيْئًا غَرِيبًا. كَانَتِ الْحَيَوَانَاتُ تَبْتَعِدُ عَنْهُ وَتُغَطِّي أُنُوفَهَا. هَمَسَ الْغَزَالُ لِصَدِيقِهِ: "مَا هَذِهِ الرَّائِحَةُ الْبَشِعَةُ؟" أَدْرَكَ أَرْنُوبُ بِرُعْبٍ أَنَّ الرَّائِحَةَ تَصْدُرُ مِنْهُ هُوَ! لَقَدِ اخْتَفَتْ رَائِحَتُهُ الزَّكِيَّةُ وَحَلَّتْ مَحَلَّهَا رَائِحَةٌ كَرِيهَةٌ.
جَلَسَ أَرْنُوبُ وَحِيدًا وَحَزِينًا، وَفَهِمَ السَّبَبَ. لَقَدْ ظَهَرَتْ هَذِهِ الرَّائِحَةُ لِأَنَّ قَلْبَهُ أَصْبَحَ بَخِيلًا وَلَمْ يُسَاعِدْ صَدِيقَهُ الْمُحْتَاجَ. شَعَرَ بِنَدَمٍ عَمِيقٍ وَأَسْرَعَ إِلَى بَيْتِ السِّنْجَابِ حَامِلًا مَعَهُ كُلَّ الطَّعَامِ الْقَلِيلِ الَّذِي كَانَ يَمْلِكُهُ.
قَدَّمَ الطَّعَامَ لِلسِّنْجَابِ وَاعْتَذَرَ مِنْهُ، وَبَقِيَ بِجَانِبِهِ طَوَالَ الْيَوْمِ يَعْتَنِي بِهِ حَتَّى شُفِيَ وَاسْتَعَادَ قُوَّتَهُ. لَقَدْ شَعَرَ أَرْنُوبُ بِسَعَادَةٍ غَامِرَةٍ وَهُوَ يُسَاعِدُ صَدِيقَهُ.
فِي الصَّبَاحِ التَّالِي، اسْتَيْقَظَ أَرْنُوبُ لِيَجِدَ أَنَّ رَائِحَتَهُ الطَّيِّبَةَ قَدْ عَادَتْ، بَلْ أَصْبَحَتْ أَجْمَلَ مِنْ قَبْلُ! خَرَجَ إِلَى الْغَابَةِ فَاسْتَقْبَلَتْهُ الْحَيَوَانَاتُ بِفَرَحٍ وَعَادَتْ تَلْعَبُ مَعَهُ. تَعَلَّمَ أَرْنُوبُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ رَائِحَةَ الْعَطَاءِ وَالْإِحْسَانِ هِيَ أَجْمَلُ عِطْرٍ يُمْكِنُ أَنْ يَفُوحَ مِنْ أَيِّ مَخْلُوقٍ.
القيم والدروس الأخلاقية
- الْعَطَاءُ وَمُسَاعَدَةُ الْآخَرِينَ: مُسَاعَدَةُ الْمُحْتَاجِينَ تَجْلِبُ السَّعَادَةَ لِأَنْفُسِنَا قَبْلَ أَنْ تَجْلِبَهَا لَهُمْ.
- الْأَنَانِيَّةُ تُفْسِدُ الْجَمَالَ الدَّاخِلِيَّ: عِنْدَمَا نُصْبِحُ أَنَانِيِّينَ، نَفْقِدُ جَمَالَنَا الْحَقِيقِيَّ الَّذِي يَشْعُرُ بِهِ الْآخَرُونَ.
- إِصْلَاحُ الْخَطَأِ: لَيْسَ عَيْبًا أَنْ نُخْطِئَ، لَكِنَّ الْعَيْبَ هُوَ أَلَّا نُحَاوِلَ إِصْلَاحَ خَطَئِنَا عِنْدَمَا نُدْرِكُهُ.
- الْجَمَالُ الْحَقِيقِيُّ يَنْبُعُ مِنَ الْقَلْبِ: الْجَمَالُ الْخَارِجِيُّ (مِثْلُ الرَّائِحَةِ) هُوَ مُجَرَّدُ انْعِكَاسٍ لِجَمَالِ أَفْعَالِنَا وَقُلُوبِنَا.
أسئلة لفهم القصة
أسئلة بسيطة
- بِمَاذَا كَانَ أَرْنُوبُ مَعْرُوفًا فِي الْغَابَةِ؟
- مَنْ طَرَقَ بَابَ أَرْنُوبَ فِي اللَّيْلِ؟ وَمَاذَا أَرَادَ؟
- مَاذَا حَدَثَ لِرَائِحَةِ أَرْنُوبَ فِي الْيَوْمِ التَّالِي؟
- كَيْفَ أَصْلَحَ أَرْنُوبُ خَطَأَهُ؟
- هَلْ عَادَتْ رَائِحَةُ أَرْنُوبَ الطَّيِّبَةُ فِي النِّهَايَةِ؟
أسئلة للتفكير النقدي
- هَلْ تَعْتَقِدُ أَنَّ رَائِحَةَ أَرْنُوبَ تَغَيَّرَتْ حَقًّا، أَمْ أَنَّ الْقِصَّةَ تَسْتَخْدِمُ الرَّائِحَةَ كَرَمْزٍ لِشَيْءٍ آخَرَ؟ مَا هُوَ؟
- لِمَاذَا تَرَدَّدَ أَرْنُوبُ فِي مُسَاعَدَةِ السِّنْجَابِ فِي الْبِدَايَةِ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّهُ كَانَ مَعْرُوفًا بِطِيبَتِهِ؟
- كَيْفَ أَثَّرَتْ مُعَامَلَةُ الْحَيَوَانَاتِ لِأَرْنُوبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَتْهُ يُدْرِكُ خَطَأَهُ؟
أسئلة لربط القصة بحياتك
- صِفْ شُعُورَكَ عِنْدَمَا تُسَاعِدُ شَخْصًا مُحْتَاجًا.
- هَلْ سَبَقَ لَكَ أَنْ ارْتَكَبْتَ خَطَأً ثُمَّ قُمْتَ بِإِصْلَاحِهِ؟ مَاذَا حَدَثَ؟
- مَا هِيَ "الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَةُ" الَّتِي تُرِيدُ أَنْ يَعْرِفَكَ النَّاسُ بِهَا (مِثْلَ: الصِّدْقُ، الْأَمَانَةُ، اللَّطَافَةُ)؟
أنشطة تفاعلية ممتعة
- ارْسُمِ التَّحَوُّلَ: ارْسُمْ صُورَتَيْنِ لِأَرْنُوبَ: الْأُولَى وَهُوَ حَزِينٌ وَحَوْلَهُ رَائِحَةٌ بَشِعَةٌ وَالْحَيَوَانَاتُ تَبْتَعِدُ عَنْهُ. وَالثَّانِيَةَ وَهُوَ سَعِيدٌ وَحَوْلَهُ رَائِحَةُ أَزْهَارٍ وَأَصْدِقَاؤُهُ يَلْعَبُونَ مَعَهُ.
- جَرَّةُ الْأَعْمَالِ الطَّيِّبَةِ: زَيِّنْ جَرَّةً أَوْ صُنْدُوقًا. كُلَّمَا قُمْتَ بِعَمَلٍ طَيِّبٍ (مُسَاعَدَةُ أُمِّكَ، مُشَارَكَةُ لُعْبَةٍ)، اكْتُبْهُ عَلَى وَرَقَةٍ وَضَعْهَا فِي الْجَرَّةِ.
- تَمْثِيلُ مَشْهَدِ الِاعْتِذَارِ: قُمْ بِتَمْثِيلِ الْمَشْهَدِ الَّذِي يَذْهَبُ فِيهِ أَرْنُوبُ إِلَى السِّنْجَابِ لِيَعْتَذِرَ وَيُقَدِّمَ لَهُ الطَّعَامَ.