تَتَجَنَّبُ حَيَوَانَاتُ الْغَابَةِ فِيلًا ضَخْمًا، لَكِنْ عِنْدَمَا يَنْدَلِعُ حَرِيقٌ، يُصْبِحُ هُوَ بَطَلَهُمُ الْوَحِيدَ فِي قِصَّةٍ عَنِ التَّسَامُحِ.
الْفِيلُ الطَّيِّبُ فَلْفُولُ
رَكَضَ كَتْكُوتٌ صَغِيرٌ إِلَى أُمِّهِ وَقَالَ: "أُمِّي، لَقَدْ رَأَيْتُ الدُّبَّ دُبْدُوبَ جَالِسًا وَحْدَهُ خَلْفَ الْأَشْجَارِ." سَأَلَتْهُ أُمُّهُ: "وَلِمَاذَا لَا تَدْعُونَهُ لِيَلْعَبَ مَعَكُمْ؟" أَجَابَ الْكَتْكُوتُ بِقَلَقٍ: "لِأَنَّ أَلْعَابَنَا صَغِيرَةٌ، وَهُوَ قَوِيٌّ جِدًّا وَقَدْ يَكْسِرُهَا." لَمْ تُوافِقِ الْأُمُّ وَقَالَتْ: "الْقُوَّةُ لَيْسَتْ سَبَبًا لِنَتْرُكَ أَصْدِقَاءَنَا وَحْدَهُمْ. سَأَحْكِي لَكَ قِصَّةً عَنِ الْفِيلِ فَلْفُولَ."
فِي غَابَةٍ خَضْرَاءَ بَعِيدَةٍ، كَانَتْ كُلُّ الْحَيَوَانَاتِ تَعِيشُ بِسَعَادَةٍ وَتَلْعَبُ مَعًا، إِلَّا الْفِيلَ الطَّيِّبَ "فَلْفُولَ". كَانَ الْجَمِيعُ يَبْتَعِدُ عَنْهُ بِسَبَبِ حَجْمِهِ الْكَبِيرِ، وَلِذَلِكَ كَانَ دَائِمًا يَجْلِسُ وَحِيدًا وَحَزِينًا.
ذَاتَ يَوْمٍ، سَمِعَ فَلْفُولُ السُّلَحْفَاةَ الْحَكِيمَةَ وَهِيَ تُعْلِنُ عَنِ السِّبَاقِ السَّنَوِيِّ الْكَبِيرِ لِلْغَابَةِ. تَحَمَّسَ فَلْفُولُ وَقَرَّرَ أَنْ يُشَارِكَ، فَرُبَّمَا إِذَا رَأَوْهُ يَرْكُضُ وَيَلْعَبُ، سَيُصْبِحُونَ أَصْدِقَاءَهُ.
بَدَأَ السِّبَاقُ، وَانْطَلَقَ فَلْفُولُ بِخُطُوَاتٍ وَاسِعَةٍ. لَكِنْ سُرْعَانَ مَا أَوْقَفَهُ السِّنْجَابُ صَائِحًا: "تَوَقَّفْ يَا فَلْفُولُ! أَقْدَامُكَ الْكَبِيرَةُ تُثِيرُ الْغُبَارَ فِي كُلِّ مَكَانٍ!" وَأَيَّدَهُ الْأَرْنَبُ قَائِلًا: "أَنْتَ تُدَهْدِسُ الْأَرْضَ وَتُخِيفُنَا!" شَعَرَ فَلْفُولُ بِحُزْنٍ عَمِيقٍ وَغَادَرَ السِّبَاقَ بِهُدُوءٍ لِيَجْلِسَ وَحْدَهُ مَرَّةً أُخْرَى.
فَجْأَةً، انْدَلَعَ حَرِيقٌ كَبِيرٌ فِي طَرَفِ الْغَابَةِ! بَدَأَتِ النِّيرَانُ تَنْتَشِرُ بِسُرْعَةٍ. حَاوَلَتِ الْحَيَوَانَاتُ إِخْمَادَهُ بِالدِّلَاءِ الصَّغِيرَةِ لَكِنَّهَا لَمْ تَسْتَطِعْ. صَاحَ الْقِرْدُ: "نَحْتَاجُ إِلَى فَلْفُولَ! هُوَ الْوَحِيدُ الْقَادِرُ عَلَى إِطْفَاءِ هَذَا الْحَرِيقِ!" طَارَ الْغُرَابُ سَرِيعًا حَتَّى وَجَدَهُ وَأَخْبَرَهُ بِمَا حَدَثَ.
عَلَى الرَّغْمِ مِنَ الطَّرِيقَةِ السَّيِّئَةِ الَّتِي عَامَلَتْهُ بِهَا الْحَيَوَانَاتُ، هَرَعَ فَلْفُولُ لِلْمُسَاعَدَةِ. مَلَأَ خُرْطُومَهُ الْكَبِيرَ بِمَاءِ النَّهْرِ وَبَدَأَ يَرُشُّ النِّيرَانَ بِقُوَّةٍ حَتَّى أَطْفَأَهَا بِالْكَامِلِ.
عِنْدَمَا هَدَأَ كُلُّ شَيْءٍ، حَاوَلَ فَلْفُولُ الْمُغَادَرَةَ بِصَمْتٍ، لَكِنَّ السُّلَحْفَاةَ أَوْقَفَتْهُ وَقَالَتْ بِاسْمِ الْجَمِيعِ: "نَحْنُ آسِفُونَ يَا فَلْفُولُ. لَقَدْ أَخْطَأْنَا فِي حَقِّكَ." أَدْرَكَتِ الْحَيَوَانَاتُ أَنَّ حَجْمَهُ لَمْ يَكُنْ مَشْكَلَةً، بَلْ كَانَ مَصْدَرَ قُوَّةٍ أَنْقَذَهُمْ جَمِيعًا. لَقَدْ كَانَ بَطَلًا حَقِيقِيًّا.
القيم والدروس الأخلاقية
- لَا تَحْكُمْ عَلَى الْآخَرِينَ مِنْ مَظْهَرِهِمْ: قَدْ يَكُونُ الشَّخْصُ الَّذِي نَبْتَعِدُ عَنْهُ هُوَ أَكْثَرُ مَنْ سَيُسَاعِدُنَا فِي وَقْتِ الْحَاجَةِ.
- الْقُوَّةُ الْحَقِيقِيَّةُ فِي الْقَلْبِ الطَّيِّبِ: عَلَى الرَّغْمِ مِنْ قُوَّتِهِ الْبَدَنِيَّةِ، كَانَتْ أَعْظَمُ قُوَّةٍ لَدَى فَلْفُولَ هِيَ قَلْبُهُ الْمُسَامِحُ وَاسْتِعْدَادُهُ لِلْمُسَاعَدَةِ.
- الِاعْتِذَارُ عِنْدَ الْخَطَأِ: مِنَ الشَّجَاعَةِ أَنْ نَعْتَرِفَ بِأَخْطَائِنَا وَنَعْتَذِرَ لِمَنْ أَسَأْنَا إِلَيْهِمْ.
- لِكُلٍّ مِنَّا مَوْهِبَةٌ خَاصَّةٌ: قَدْ تَكُونُ الصِّفَةُ الَّتِي نَرَاهَا غَرِيبَةً فِي الْآخَرِينَ هِيَ فِي الْوَاقِعِ مَوْهِبَتُهُمُ الْفَرِيدَةُ.
أسئلة لفهم القصة
أسئلة بسيطة
- مَا اسْمُ الْفِيلِ فِي الْقِصَّةِ؟
- لِمَاذَا كَانَ فَلْفُولُ حَزِينًا فِي الْبِدَايَةِ؟
- مَا هُوَ الْحَدَثُ الَّذِي أَرَادَ فَلْفُولُ أَنْ يُشَارِكَ فِيهِ؟
- مَا هُوَ الْخَطَرُ الْكَبِيرُ الَّذِي حَدَثَ فِي الْغَابَةِ؟
- كَيْفَ أَنْقَذَ فَلْفُولُ الْغَابَةَ؟
أسئلة للتفكير النقدي
- لِمَاذَا خَافَتِ الْحَيَوَانَاتُ مِنْ فَلْفُولَ فِي الْبِدَايَةِ؟ هَلْ كَانَ لَدَيْهِمْ سَبَبٌ حَقِيقِيٌّ؟
- لَوْ كُنْتَ مَكَانَ فَلْفُولَ، هَلْ كُنْتَ سَتُسَامِحُ الْحَيَوَانَاتِ وَتُسَاعِدُهُمْ؟ لِمَاذَا؟
- كَيْفَ تُظْهِرُ هَذِهِ الْقِصَّةُ أَنَّ الْحُكْمَ عَلَى شَخْصٍ مَا قَبْلَ مَعْرِفَتِهِ هُوَ أَمْرٌ خَاطِئٌ؟
أسئلة لربط القصة بحياتك
- هَلْ شَعَرْتَ بِالْوَحْدَةِ مِنْ قَبْلُ لِأَنَّكَ مُخْتَلِفٌ عَنِ الْآخَرِينَ؟
- صِفْ مَوْقِفًا قُمْتَ فِيهِ بِمُسَامَحَةِ شَخْصٍ أَسَاءَ إِلَيْكَ.
- مَا هِيَ "الْقُوَّةُ الْخَاصَّةُ" الَّتِي تَمْتَلِكُهَا وَالَّتِي تَجْعَلُكَ مُمَيَّزًا؟
أنشطة تفاعلية ممتعة
- ارْسُمِ الْبَطَلَ فَلْفُولَ: ارْسُمْ صُورَةً كَبِيرَةً لِلْفِيلِ فَلْفُولَ وَهُوَ يُطْفِئُ حَرِيقَ الْغَابَةِ بِخُرْطُومِهِ، وَبَاقِي الْحَيَوَانَاتِ تَنْظُرُ إِلَيْهِ بِإِعْجَابٍ.
- لُعْبَةُ "مَا هِيَ قُوَّتِي؟": يَجْلِسُ الْأَطْفَالُ فِي دَائِرَةٍ، وَيَقُولُ كُلُّ طِفْلٍ بِدَوْرِهِ شَيْئًا مُمَيَّزًا وَجَيِّدًا فِي الشَّخْصِ الَّذِي عَلَى يَمِينِهِ (مِثْلَ: "أَنْتَ رَسَّامٌ مَاهِرٌ"، "أَنْتَ صَدِيقٌ وَفِيٌّ").
- تَمْثِيلُ مَشْهَدِ الِاعْتِذَارِ: قُمْ بِتَمْثِيلِ الْمَشْهَدِ الْأَخِيرِ الَّذِي تَعْتَذِرُ فِيهِ الْحَيَوَانَاتُ لِفَلْفُولَ. أَظْهِرُوا كَيْفَ شَعَرُوا بِالنَّدَمِ وَكَيْفَ قَبِلَ فَلْفُولُ اعْتِذَارَهُمْ.
.png)