يَتَعَلَّمُ دُبٌّ خَائِفٌ أَنَّ الشَّجَاعَةَ لَيْسَتْ غِيَابَ الْخَوْفِ، بَلْ هِيَ الدِّفَاعُ عَنِ الْأَصْدِقَاءِ الْحَقِيقِيِّينَ فِي قِصَّةٍ عَنِ الثِّقَةِ بِالنَّفْسِ.
دُبْدُوبُ يَكْتَشِفُ شَجَاعَتَهُ
كَانَ "دُبْدُوبُ" دُبًّا صَغِيرًا لَطِيفًا، لَكِنَّهُ كَانَ يَخَافُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ تَقْرِيبًا. كَانَ يَخَافُ مِنَ الظَّلَامِ، وَمِنَ الْأَصْوَاتِ الْعَالِيَةِ، وَحَتَّى مِنْ ظِلِّهِ. وَلِهَذَا السَّبَبِ، كَانَ أَصْدِقَاؤُهُ فِي الْغَابَةِ يَسْخَرُونَ مِنْهُ بِاسْتِمْرَارٍ وَيُنَادُونَهُ "دُبْدُوبُ الْجَبَانُ."
فِي أَحَدِ الْأَيَّامِ، بَيْنَمَا كَانَ جَالِسًا وَحِيدًا وَحَزِينًا، حَطَّتْ بِجَانِبِهِ نَحْلَةٌ صَغِيرَةٌ وَقَالَتْ بِلُطْفٍ: "مَا بِكَ يَا دُبْدُوبُ؟" شَكَى لَهَا دُبْدُوبُ مِنْ خَوْفِهِ وَمِنْ سُخْرِيَةِ أَصْدِقَائِهِ. أَجَابَتِ النَّحْلَةُ بِحِكْمَةٍ: "رُبَّمَا الْمُشْكِلَةُ لَيْسَتْ فِيكَ، بَلْ فِي أَصْدِقَائِكَ. الصَّدِيقُ الْحَقِيقِيُّ يُشَجِّعُ صَدِيقَهُ وَلَا يَسْخَرُ مِنْهُ."
فِي الْبِدَايَةِ، رَفَضَ دُبْدُوبُ الْفِكْرَةَ، لَكِنَّهُ قَرَّرَ أَنْ يُجَرِّبَ نَصِيحَةَ النَّحْلَةِ. فِي الصَّبَاحِ التَّالِي، ذَهَبَ مَعَهَا إِلَى الْبُحَيْرَةِ. كَانَ دُبْدُوبُ يَخَافُ مِنَ الْمَاءِ، لَكِنَّ النَّحْلَةَ ظَلَّتْ تُشَجِّعُهُ قَائِلَةً: "أَنْتَ قَوِيٌّ يَا دُبْدُوبُ! أَنْتَ تَسْتَطِيعُ!" وَبِالتَّشْجِيعِ، اسْتَطَاعَ أَنْ يَتَغَلَّبَ عَلَى خَوْفِهِ وَوَضَعَ قَدَمَيْهِ فِي الْمَاءِ الْبَارِدِ.
وَبَيْنَمَا كَانَا يَلْعَبَانِ، ظَهَرَ ضِفْدَعٌ كَبِيرٌ وَأَخْضَرُ مِنَ الْمَاءِ، وَفَتَحَ فَمَهُ الْوَاسِعَ لِيَلْتَقِطَ النَّحْلَةَ! فِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ، نَسِيَ دُبْدُوبُ كُلَّ خَوْفِهِ. كُلُّ مَا فَكَّرَ فِيهِ هُوَ حِمَايَةُ صَدِيقَتِهِ الْجَدِيدَةِ.
وَقَفَ دُبْدُوبُ بِشَجَاعَةٍ وَأَطْلَقَ زَئِيرًا قَوِيًّا فِي وَجْهِ الضِّفْدَعِ. ارْتَعَدَ الضِّفْدَعُ خَوْفًا مِنْ هَذَا الدُّبِّ الْغَاضِبِ وَهَرَبَ بِسُرْعَةٍ مُخْتَبِئًا بَيْنَ النَّبَاتَاتِ. نَظَرَتِ النَّحْلَةُ إِلَى دُبْدُوبَ بِإِعْجَابٍ وَقَالَتْ: "لَقَدْ كُنْتَ شُجَاعًا جِدًّا!"
أَدْرَكَ دُبْدُوبُ حِينَئِذٍ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ جَبَانًا عَلَى الْإِطْلَاقِ، بَلْ كَانَ بِحَاجَةٍ فَقَطْ إِلَى صَدِيقٍ حَقِيقِيٍّ لِيُظْهِرَ شَجَاعَتَهُ. لَقَدْ فَهِمَ أَنَّ الصَّدِيقَ الْحَقِيقِيَّ هُوَ مَنْ يَقِفُ بِجَانِبِكَ وَيُؤْمِنُ بِكَ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ، تَعَاهَدَ دُبْدُوبُ وَالنَّحْلَةُ عَلَى أَنْ يَكُونَا أَفْضَلَ الْأَصْدِقَاءِ إِلَى الْأَبَدِ.
القيم والدروس الأخلاقية
- مَعْنَى الصَّدَاقَةِ الْحَقِيقِيَّةِ: الصَّدِيقُ الْحَقِيقِيُّ يُقَدِّمُ الدَّعْمَ وَالتَّشْجِيعَ، وَلَا يَسْخَرُ مِنْ مَخَاوِفِ صَدِيقِهِ.
- الشَّجَاعَةُ الْكَامِنَةُ: دَاخِلَ كُلٍّ مِنَّا شَجَاعَةٌ عَظِيمَةٌ، وَقَدْ نَحْتَاجُ فَقَطْ إِلَى الْمَوْقِفِ الصَّحِيحِ لِنُطْلِقَهَا.
- الثِّقَةُ بِالنَّفْسِ: التَّشْجِيعُ مِنَ الْآخَرِينَ يُمْكِنُ أَنْ يُسَاعِدَنَا عَلَى التَّغَلُّبِ عَلَى مَخَاوِفِنَا وَاكْتِشَافِ قُدُرَاتِنَا.
- اخْتِيَارُ الْأَصْدِقَاءِ: مِنَ الْمُهِمِّ أَنْ نُحِيطَ أَنْفُسَنَا بِأَشْخَاصٍ يُؤْمِنُونَ بِنَا وَيُخْرِجُونَ أَفْضَلَ مَا فِينَا.
أسئلة لفهم القصة
أسئلة بسيطة
- مَا هِيَ الْمُشْكِلَةُ الرَّئِيسِيَّةُ لِدُبْدُوبَ فِي بِدَايَةِ الْقِصَّةِ؟
- مَنْ هِيَ الشَّخْصِيَّةُ الَّتِي أَعْطَتْ دُبْدُوبَ نَصِيحَةً جَيِّدَةً؟
- أَيُّ خَوْفٍ تَغَلَّبَ عَلَيْهِ دُبْدُوبُ عِنْدَ الْبُحَيْرَةِ؟
- مَاذَا فَعَلَ دُبْدُوبُ لِيُدَافِعَ عَنِ النَّحْلَةِ؟
- مَاذَا تَعَلَّمَ دُبْدُوبُ عَنِ الصَّدَاقَةِ الْحَقِيقِيَّةِ؟
أسئلة للتفكير النقدي
- لِمَاذَا كَانَ أَصْدِقَاءُ دُبْدُوبَ الْقُدَامَى يَسْخَرُونَ مِنْهُ بَدَلًا مِنْ مُسَاعَدَتِهِ؟
- هَلْ كَانَ دُبْدُوبُ سَيَكْتَشِفُ شَجَاعَتَهُ لَوْ لَمْ يُقَابِلِ النَّحْلَةَ؟ لِمَاذَا؟
- كَيْفَ يُمْكِنُ لِكَلِمَاتِ التَّشْجِيعِ أَنْ تُغَيِّرَ مِنْ تَصَرُّفَاتِ شَخْصٍ مَا؟
أسئلة لربط القصة بحياتك
- اذْكُرْ مَوْقِفًا شَعَرْتَ فِيهِ بِالْخَوْفِ، وَكَيْفَ تَغَلَّبْتَ عَلَيْهِ.
- مَنْ هُوَ صَدِيقُكَ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُشَجِّعُكَ دَائِمًا؟
- كَيْفَ يُمْكِنُكَ أَنْ تَكُونَ صَدِيقًا مُشَجِّعًا لِشَخْصٍ يَشْعُرُ بِالْخَوْفِ؟
أنشطة تفاعلية ممتعة
- ارْسُمِ الشَّجَاعَةَ: ارْسُمْ صُورَةً لِدُبْدُوبَ وَهُوَ يَزْأَرُ بِقُوَّةٍ فِي وَجْهِ الضِّفْدَعِ لِيَحْمِيَ صَدِيقَتَهُ النَّحْلَةَ.
- لُعْبَةُ "كَلِمَاتُ التَّشْجِيعِ": اجْلِسُوا فِي دَائِرَةٍ. يَقُولُ كُلُّ شَخْصٍ جُمْلَةَ تَشْجِيعٍ لِلشَّخْصِ الْجَالِسِ بِجَانِبِهِ (مِثْلَ: "أَنْتَ ذَكِيٌّ"، "أَنَا أُحِبُّ لُطْفَكَ").
- صُنْعُ صَدِيقَيْنِ: بِاسْتِخْدَامِ الْمَعْجُونِ أَوْ الْوَرَقِ الْمُقَوَّى، اصْنَعْ شَكْلًا لِدُبٍّ وَآخَرَ لِنَحْلَةٍ، ثُمَّ قُمْ بِتَمْثِيلِ أَجْمَلِ مَشْهَدٍ فِي الْقِصَّةِ بِهِمَا.