جَاسِرٌ وَدَرْسُ الْأَمَانَةِ

يَأْكُلُ جَاسِرُ قِطْعَةَ شُوكُولَاتَةٍ صَغِيرَةٍ دُونَ أَنْ يَدْفَعَ ثَمَنَهَا، فَيَتَعَلَّمُ أَنَّ الْأَمَانَةَ، حَتَّى فِي أَصْغَرِ الْأُمُورِ، هِيَ الْكَنْزُ الْحَقِيقِيُّ.

جَاسِرٌ وَدَرْسُ الْأَمَانَةِ

قَالَ كَتْكُوتٌ صَغِيرٌ لِأُمِّهِ وَهُوَ يَنْظُرُ بِشَوْقٍ إِلَى بَائِعِ الْمُثَلَّجَاتِ: "أُمِّي، أُرِيدُ مُثَلَّجَاتٍ! سَأَدْفَعُ ثَمَنَهَا غَدًا، أَعِدُكِ." أَجَابَتْهُ أُمُّهُ بِحَنَانٍ: "هَذَا لَا يَجُوزُ يَا صَغِيرِي. يَجِبُ أَنْ نَدْفَعَ ثَمَنَ مَا نَأْخُذُهُ. دَعْنِي أَحْكِ لَكَ قِصَّةً عَنْ وَلَدٍ اسْمُهُ جَاسِرٌ لِتَفْهَمَ السَّبَبَ."

ذَاتَ يَوْمٍ، ذَهَبَتْ أُمُّ جَاسِرَ إِلَى الْمَتْجَرِ لِشِرَاءِ الْحَاجِيَّاتِ وَأَخَذَتْهُ مَعَهَا. وَبَيْنَمَا كَانَتِ الْأُمُّ مَشْغُولَةً بِاخْتِيَارِ الْخُضْرَاوَاتِ، لَمَحَ جَاسِرٌ عُلْبَةَ شُوكُولَاتَةٍ مَفْتُوحَةً. أَخَذَ قِطْعَةً صَغِيرَةً بِسُرْعَةٍ وَوَضَعَهَا فِي فَمِهِ. أَعْجَبَهُ طَعْمُهَا اللَّذِيذُ جِدًّا، فَطَلَبَ مِنْ أُمِّهِ أَنْ تَشْتَرِيَ لَهُ عُلْبَةً، لَكِنَّهَا لَمْ تَنْتَبِهْ لِطَلَبِهِ لِأَنَّهَا كَانَتْ مُنْشَغِلَةً.

بَعْدَ أَنْ خَرَجَا مِنَ الْمَتْجَرِ، لَاحَظَتِ الْأُمُّ بُقْعَةَ شُوكُولَاتَةٍ عَلَى وَجْهِ جَاسِرَ. سَأَلَتْهُ: "مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذِهِ الشُّوكُولَاتَةُ؟" فَأَخْبَرَهَا بِبَرَاءَةٍ أَنَّهُ تَذَوَّقَ قِطْعَةً مِنَ الْعُلْبَةِ الْمَفْتُوحَةِ. غَضِبَتِ الْأُمُّ وَقَالَتْ بِحَزْمٍ: "هَذَا تَصَرُّفٌ خَاطِئٌ جِدًّا يَا جَاسِرُ! هَذِهِ سَرِقَةٌ."
قَالَ جَاسِرُ بِحُزْنٍ: "لَكِنَّهَا كَانَتْ مُجَرَّدَ قِطْعَةٍ صَغِيرَةٍ!"

أَجَابَتْهُ أُمُّهُ: "لَا يَهُمُّ حَجْمُهَا. الصَّوَابُ صَوَابٌ وَالْخَطَأُ خَطَأٌ. يَجِبُ أَنْ نَعُودَ لِنَدْفَعَ ثَمَنَهَا." شَعَرَ جَاسِرُ بِالْخَجَلِ وَاقْتَنَعَ بِأَنَّهُ أَخْطَأَ. عَادَ مَعَ أُمِّهِ إِلَى الْمَتْجَرِ وَتَقَدَّمَ نَحْوَ الْمُوَظَّفِ. أَعْطَاهُ النُّقُودَ وَحَكَى لَهُ مَا حَدَثَ بِصِدْقٍ.

نَظَرَ الْمُوَظَّفُ إِلَى جَاسِرَ بِدَهْشَةٍ، ثُمَّ ابْتَسَمَ بِدِفْءٍ. قَالَ: "أَنَا سَعِيدٌ جِدًّا بِأَمَانَتِكَ يَا بُنَيَّ. أَنْتَ وَلَدٌ صَالِحٌ." وَرَفَضَ أَنْ يَأْخُذَ ثَمَنَ الْقِطْعَةِ الصَّغِيرَةِ. وَلِمُكَافَأَتِهِ عَلَى صِدْقِهِ، أَعْطَاهُ عُلْبَةَ شُوكُولَاتَةٍ كَامِلَةً كَهَدِيَّةٍ.

أَنْهَتِ الدَّجَاجَةُ الْأُمُّ قِصَّتَهَا، فَهِمَ الْكَتْكُوتُ الدَّرْسَ. لَقَدْ أَدْرَكَ أَنَّ الْأَمَانَةَ وَفِعْلَ الصَّوَابِ، حَتَّى فِي أَصْغَرِ الْأُمُورِ، لَا يَجْلِبَانِ الرَّاحَةَ لِلضَّمِيرِ فَحَسْبُ، بَلْ يَجْلِبَانِ الْخَيْرَ وَالْمُكَافَآتِ أَيْضًا.

القيم والدروس الأخلاقية

  • الْأَمَانَةُ فِي الصَّغَائِرِ وَالْكَبَائِرِ: الْأَمَانَةُ لَا تَتَجَزَّأُ؛ فَأَخْذُ شَيْءٍ صَغِيرٍ بِدُونِ إِذْنٍ هُوَ خَطَأٌ مِثْلُ أَخْذِ شَيْءٍ كَبِيرٍ.
  • الشَّجَاعَةُ فِي الِاعْتِرَافِ بِالْخَطَأِ: الِاعْتِرَافُ بِالْخَطَأِ وَالسَّعْيُ لِإِصْلَاحِهِ هُوَ تَصَرُّفٌ يَدُلُّ عَلَى الشَّجَاعَةِ وَقُوَّةِ الشَّخْصِيَّةِ.
  • الصِّدْقُ يُكَافَأُ دَائِمًا: عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ الْخَطَأَ قَدْ يُسَبِّبُ الْخَوْفَ، إِلَّا أَنَّ الصِّدْقَ فِي النِّهَايَةِ يَجْلِبُ النَّتَائِجَ الْإِيجَابِيَّةَ وَاحْتِرَامَ الْآخَرِينَ.
  • دَوْرُ الْأَهْلِ فِي التَّوْجِيهِ: عَلَّمَتِ الْأُمُّ ابْنَهَا دَرْسًا مُهِمًّا بِهُدُوءٍ وَحَزْمٍ، وَشَجَّعَتْهُ عَلَى فِعْلِ الصَّوَابِ بِنَفْسِهِ.

أسئلة لفهم القصة

أسئلة بسيطة

  1. مَاذَا أَكَلَ جَاسِرُ فِي الْمَتْجَرِ دُونَ أَنْ يَدْفَعَ ثَمَنَهُ؟
  2. كَيْفَ اكْتَشَفَتِ الْأُمُّ مَا فَعَلَهُ ابْنُهَا؟
  3. مَاذَا طَلَبَتِ الْأُمُّ مِنْ جَاسِرَ أَنْ يَفْعَلَ لِيُصَحِّحَ خَطَأَهُ؟
  4. هَلْ أَخَذَ الْمُوَظَّفُ ثَمَنَ قِطْعَةِ الشُّوكُولَاتَةِ؟
  5. مَاذَا كَانَتْ مُكَافَأَةُ الْمُوَظَّفِ لِجَاسِرَ عَلَى أَمَانَتِهِ؟

أسئلة للتفكير النقدي

  1. لِمَاذَا شَعَرَ جَاسِرُ فِي الْبِدَايَةِ أَنَّ أَكْلَ قِطْعَةٍ صَغِيرَةٍ لَيْسَ خَطَأً كَبِيرًا؟
  2. هَلْ كَانَ مِنْ السَّهْلِ عَلَى جَاسِرَ أَنْ يَعُودَ وَيَعْتَرِفَ بِخَطَئِهِ؟ مَا الَّذِي جَعَلَهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ؟
  3. لِمَاذَا قَرَّرَ الْمُوَظَّفُ أَنْ يُكَافِئَ جَاسِرَ بَدَلًا مِنْ أَنْ يُعَاقِبَهُ؟

أسئلة لربط القصة بحياتك

  1. هَلْ سَبَقَ لَكَ أَنْ أَخْطَأْتَ ثُمَّ اعْتَرَفْتَ بِخَطَئِكَ؟ صِفْ شُعُورَكَ بَعْدَ ذَلِكَ.
  2. مَاذَا تَفْعَلُ إِذَا أَعْطَاكَ الْبَائِعُ بَقِيَّةَ النُّقُودِ بِالزِّيَادَةِ عَنِ الْخَطَأِ؟
  3. لِمَاذَا تُعْتَبَرُ الْأَمَانَةُ صِفَةً مُهِمَّةً جِدًّا فِي الشَّخْصِ؟

أنشطة تفاعلية ممتعة

  • تَمْثِيلُ مَشْهَدِ الِاعْتِرَافِ: قُمْ بِتَمْثِيلِ الْمَشْهَدِ الَّذِي يَعُودُ فِيهِ جَاسِرُ إِلَى الْمُوَظَّفِ لِيَعْتَرِفَ بِخَطَئِهِ. حَاوِلْ أَنْ تُظْهِرَ مَشَاعِرَ الْخَجَلِ وَالشَّجَاعَةِ فِي نَفْسِ الْوَقْتِ.
  • ارْسُمِ الْمُكَافَأَةَ: ارْسُمْ صُورَةً لِلْمُوَظَّفِ وَهُوَ يُقَدِّمُ عُلْبَةَ الشُّوكُولَاتَةِ لِجَاسِرَ السَّعِيدِ، وَأُمُّهُ تَنْظُرُ إِلَيْهِ بِفَخْرٍ.
  • لُعْبَةُ "مَاذَا كُنْتَ سَتَفْعَلُ؟": اطْرَحُوا سِينَارِيُوهَاتٍ مُخْتَلِفَةً عَنِ الْأَمَانَةِ (مِثْلَ: وَجَدْتَ مِحْفَظَةً، أَعْطَاكَ صَدِيقُكَ سِرًّا) وَنَاقِشُوا مَا هُوَ التَّصَرُّفُ الصَّحِيحُ فِي كُلِّ حَالَةٍ.

إرسال تعليق

أحدث أقدم