صورة الشيطان!

صورة الشيطان!

الجاحظ يقف مذهولاً أمام النقاش بعد أن أحضرته المرأة كنموذج لصورة الشيطان

القصة

طلب غريب

يقول الجاحظ في واحدة من طرائفه الساخرة: بينما كنتُ جالسًا عند باب داري ذات يوم، جاءتني امرأة غريبة لا أعرفها. كانت تنظر إليّ بإمعان، ثم قالت لي بنبرة جدية: "لي إليك حاجة، وأريد أن تسير معي."

تعجّبت من طلبها، لكن الفضول غلبني، فقمتُ معها ومشيت صامتًا. سارت بي حتى وصلنا إلى دكان رجل صانع، يبدو عليه أنه حفّار أو نقّاش.

مثل هذا تمامًا!

وقفت المرأة أمام الصانع وأشارت إليّ بإصبعها ثم قالت: "مثل هذا تمامًا!" ثم انصرفت من فورها، دون أن تشرح أي شيء، وتركتني واقفًا في حيرة من أمري!

فاستدرت نحو الصانع وسألته بدهشة: "ما قصدها؟ ما حكايتها؟!"

فابتسم الصانع وهو يكتم ضحكة وقال لي بلطف: "لا تؤاخذني يا سيدي... جاءتني هذه المرأة قبل قليل تحمل قطعة من الحصى، وطلبت مني أن أنقش لها عليها صورة شيطان! فقلت لها: سيدتي، أنا ما رأيت الشيطان قط، فكيف أنقش صورته؟! فانطلقت، وعادت بعد قليل... ومعها أنت!"


الدروس المستفادة

  • الفكاهة والسخرية يمكن أن تكونا وسيلة قوية للنقد الاجتماعي أو للتعبير عن رأي.
  • لا يجب أن نأخذ كل شيء على محمل شخصي، ففي بعض الأحيان يكون الضحك هو أفضل رد فعل.
  • تُظهر القصة ذكاء المرأة وسرعة بديهتها في إيجاد حل طريف لمشكلتها.
  • حتى المواقف المحرجة يمكن أن تتحول إلى طرائف تُروى وتُضحك الناس لأجيال.

أسئلة للمناقشة

  1. ما هو شعور الجاحظ عندما فهم الموقف في النهاية برأيك؟
  2. هل تعتقد أن المرأة كانت تقصد إهانة الجاحظ، أم أنها كانت تبحث عن حل لمشكلتها فقط؟
  3. لو كنت مكان الجاحظ، كيف كنت ستتصرف بعد أن أخبرك الصانع بالقصة؟
  4. ماذا تعلمنا هذه القصة عن أهمية الفكاهة وتقبل المزاح في حياتنا؟

أنشطة مقترحة

  • ارسم مشهدًا من القصة يصور المرأة وهي تشير إلى الجاحظ أمام الصانع المبتسم.
  • اكتب نهاية مختلفة للقصة، حيث يرد الجاحظ على المرأة برد ذكي وساخر.
  • ابحث عن نادرة أخرى من نوادر الجاحظ وشاركها مع عائلتك أو أصدقائك.

إرسال تعليق

أحدث أقدم