الدرس الذي تعلمته ليلى ذات الرداء الاحمر

الدَّرْسُ الَّذِي تَعَلَّمَتْهُ لَيْلَى ذَاتُ الرِّدَاءِ الْأَحْمَرِ

مَرْحَبًا، اسْمِي لَيْلَى، وَلَكِنَّ الْجَمِيعَ يُنَادُونَنِي "ذَاتَ الرِّدَاءِ الْأَحْمَرِ" بِسَبَبِ رِدَائِي الَّذِي أَرْتَدِيهِ دَائِمًا، فَهُوَ هَدِيَّةٌ مِنْ جَدَّتِي. أَنَا مِثْلُ مُعْظَمِ الْأَطْفَالِ، أُطِيعُ الْكِبَارَ عَادَةً. لَكِنِّي أَعْتَرِفُ أَنَّ فُضُولِي يَتَغَلَّبُ عَلَيَّ أَحْيَانًا. ذَاتَ يَوْمٍ، كَادَ هَذَا الْفُضُولُ أَنْ يُوقِعَنِي فِي مُشْكِلَةٍ كَبِيرَةٍ، وَأُرِيدُ أَنْ أُخْبِرَكُمْ بِهَا لِتَتَعَلَّمُوا مِنْ خَطَئِي.

بَدَأَ كُلُّ شَيْءٍ فِي صَبَاحٍ جَمِيلٍ. أَعْطَتْنِي أُمِّي سَلَّةً فِيهَا خُبْزٌ دَافِئٌ وَزُجَاجَةُ عَصِيرٍ لِآخُذَهَا لِجَدَّتِي الَّتِي كَانَتْ مَرِيضَةً. قَالَتْ لِي بِجِدِّيَّةٍ: "كُونِي حَذِرَةً يَا عَزِيزَتِي. الْزَمِي الطَّرِيقَ وَلَا تَخْرُجِي مِنْهُ أَبَدًا. عِدِينِي بِذَلِكَ". وَعَدْتُهَا، لَكِنِّي لَمْ أَفْهَمْ حَقًا لِمَاذَا كَانَ الْأَمْرُ مُهِمًّا لِهَذِهِ الدَّرَجَةِ.

كَانَ الطَّرِيقُ فِي الْغَابَةِ سَاحِرًا. تَتَسَلَّلُ أَشِعَّةُ الشَّمْسِ مِنْ بَيْنِ الْأَشْجَارِ وَتُغَرِّدُ الطُّيُورُ. لَكِنْ بَعْدَ ذَلِكَ رَأَيْتُ شَيْئًا رَائِعًا: بِقْعَةٌ مَلِيئَةٌ بِالزُّهُورِ الْبَرِّيَّةِ الْمُلَوَّنَةِ، بَعِيدَةً قَلِيلًا عَنِ الطَّرِيقِ. قُلْتُ فِي نَفْسِي: "لِدَقِيقَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ. سَأَقْطِفُ بَاقَةً صَغِيرَةً لِجَدَّتِي". كَانَ هَذَا أَوَّلَ خَطَأٍ لِي. وَبَيْنَمَا كُنْتُ أَقْطِفُ الزُّهُورَ، اقْتَرَبَ مِنِّي ذِئْبٌ يَتَصَنَّعُ اللُّطْفَ.

قَالَ بِصَوْتٍ نَاعِمٍ: "يَا لَهَا مِنْ زُهُورٍ جَمِيلَةٍ أَيَّتُهَا الطِّفْلَةُ الصَّغِيرَةُ. إِلَى أَيْنَ تَذْهَبِينَ؟". بِسَذَاجَةٍ، أَخْبَرْتُهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَنْ جَدَّتِي. فَقَالَ: "يَا لَهُ مِنْ قَلْبٍ طَيِّبٍ! لَكِنْ لِمَاذَا لَا تَقْطِفِينَ تِلْكَ الزُّهُورَ هُنَاكَ؟ إِنَّهَا أَجْمَلُ". أَلْهَانِي لِوَقْتٍ طَوِيلٍ حَتَّى أُتِيحَ لَهُ الْوَقْتُ الْكَافِي لِيَرْكُضَ إِلَى بَيْتِ جَدَّتِي قَبْلِي.

عِنْدَمَا وَصَلْتُ أَخِيرًا، كَانَ الْبَابُ مَفْتُوحًا قَلِيلًا. فِي الدَّاخِلِ، كَانَتْ جَدَّتِي فِي الْفِرَاشِ، لَكِنَّهَا بَدَتْ... غَرِيبَةً. قُلْتُ: "يَا جَدَّتِي، مَا أَكْبَرَ أُذُنَيْكِ!". فَأَجَابَ الذِّئْبُ بِصَوْتٍ مُتَحَشْرِجٍ: "لِكَيْ أَسْمَعَكِ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ". "وَمَا أَكْبَرَ عَيْنَيْكِ!". "لِكَيْ أَرَاكِ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ". "وَمَا أَكْبَرَ فَمَكِ!" تَلَعْثَمْتُ. صَرَخَ قَائِلًا: "لِكَيْ آكُلَكِ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ!"، وَفِي لَحْظَةٍ وَاحِدَةٍ، أَظْلَمَتِ الدُّنْيَا.

لِحُسْنِ الْحَظِّ، سَمِعَ صَيَّادٌ شُجَاعٌ الْجَلَبَةَ وَأَتَى لِإِنْقَاذِنَا. أَخْرَجَنِي أَنَا وَجَدَّتِي، سَالِمَتَيْنِ، مِنْ بَطْنِ الذِّئْبِ. كَانَ الْعِنَاقُ الَّذِي أَعْطَيْتُهُ لِأُمِّي ذَلِكَ الْيَوْم هُوَ الْأَقْوَى فِي حَيَاتِي. فَهِمْتُ حِينَئِذٍ أَنَّ قَاعِدَتَهَا لَمْ تَكُنْ لِإِفْسَادِ مُتْعَتِي، بَلْ لِحِمَايَتِي مِنْ خَطَرٍ لَمْ أَكُنْ أَتَخَيَّلُهُ. كَانَتْ قَاعِدَتُهَا عَمَلًا نَابِعًا مِنَ الْحُبِّ. لَا أَزَالُ أُحِبُّ الْقِرَاءَةَ لِوَقْتٍ مُتَأَخِّرٍ وَاللَّعِبَ مِنْ كُلِّ قَلْبِي، لَكِنِّي الْآنَ أَتَحَدَّثُ مَعَ أُمِّي وَنَجِدُ الْوَقْتَ الْمُنَاسِبَ مَعًا. لِأَنِّي تَعَلَّمْتُ أَنَّ الْأَمَانَ، مَعَ مَنْ تُحِبُّ، هُوَ أَجْمَلُ مُغَامَرَةٍ عَلَى الْإِطْلَاقِ.

قِيَمٌ وَدُرُوسٌ أَخْلَاقِيَّةٌ

  • طَاعَةُ الْوَالِدَيْنِ: قَوَاعِدُ الْوَالِدَيْنِ، خَاصَّةً تِلْكَ الْمُتَعَلِّقَةُ بِالسَّلَامَةِ، مُهِمَّةٌ وَتهْدِفُ إِلَى حِمَايَتِكَ مِنَ الْمَخَاطِرِ الَّتِي قَدْ لَا تَعْرِفُهَا.
  • عَدَمُ التَّحَدُّثِ مَعَ الْغُرَبَاءِ: بَدَا الذِّئْبُ لَطِيفًا، لَكِنَّ نَوَايَاهُ كَانَتْ سَيِّئَةً. مِنَ الضَّرُورِيِّ عَدَمُ إِعْطَاءِ مَعْلُومَاتٍ شَخْصِيَّةٍ لِلْغُرَبَاءِ.
  • الْعِصْيَانُ الصَّغِيرُ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ لَهُ عَوَاقِبُ كَبِيرَةٌ: الْخُرُوجُ عَنِ الطَّرِيقِ "لِدَقِيقَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ" أَدَّى إِلَى وَضْعٍ خَطِيرٍ جِدًّا.
  • قِيمَةُ السَّلَامَةِ: تُعَلِّمُنَا الْقِصَّةُ أَنَّ السَّلَامَةَ وَالرَّفَاهِيَةَ أَهَمُّ مِنْ أَيِّ إلهاءٍ أَوْ رَغْبَةٍ لَحْظِيَّةٍ.

أَسْئِلَةٌ حَوْلَ الْقِصَّةِ

أَسْئِلَةُ الْفَهْمِ

  1. مَاذَا كَانَ فِي السَّلَّةِ الَّتِي كَانَتْ تَحْمِلُهَا لَيْلَى لِجَدَّتِهَا؟
  2. مَا هِيَ الْقَاعِدَةُ الْمُهِمَّةُ الَّتِي أَعْطَتْهَا لَهَا أُمُّهَا قَبْلَ أَنْ تَغَادِرَ؟
  3. لِمَاذَا قَرَّرَتْ لَيْلَى الْخُرُوجَ عَنِ الطَّرِيقِ؟
  4. كَيْفَ خَدَعَهَا الذِّئْبُ فِي الْغَابَةِ؟
  5. مَا هُوَ الدَّرْسُ الْمُهِمُّ الَّذِي تَعَلَّمَتْهُ لَيْلَى فِي نِهَايَةِ الْقِصَّةِ؟

أَسْئِلَةُ التَّفْكِيرِ النَّقْدِيِّ

  1. هَلْ تَعْتَقِدُ أَنَّ الذِّئْبَ كَانَ سَيَتَمَكَّنُ مِنْ خِدَاعِهَا لَوْ لَمْ تَخْرُجْ عَنِ الطَّرِيقِ؟ لِمَاذَا؟
  2. كَيْفَ جَعَلَ الْوَعْدُ الَّذِي قَطَعَتْهُ لِأُمِّهَا خَطَأَهَا أَكْبَرَ؟
  3. تَقُولُ الْقِصَّةُ إِنَّ قَاعِدَةَ أُمِّهَا كَانَتْ "عَمَلًا نَابِعًا مِنَ الْحُبِّ". مَاذَا يَعْنِي ذَلِكَ بِرَأْيِكَ؟

أَسْئِلَةُ الرَّبْطِ بِالْحَيَاةِ الْيَوْمِيَّةِ

  1. مَا هِيَ الْقَاعِدَةُ الْمُهِمَّةُ الَّتِي أَعْطَاكَ إِيَّاهَا وَالِدَاكَ لِلْحِفَاظِ عَلَى سَلَامَتِكَ؟
  2. هَلْ شَعَرْتَ بِالْإِغْرَاءِ مِنْ قَبْلُ لِفِعْلِ شَيْءٍ تَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ مَسْمُوحٍ؟
  3. مَا هُوَ الشَّيْءُ الَّذِي أَنْتَ شَغُوفٌ بِهِ مِثْلَ شَغَفِ لَيْلَى بِالْقِرَاءَةِ وَاللَّعِبِ؟

أَنْشِطَةٌ مُمْتِعَةٌ

  • الطَّرِيقُ الْآمِنُ: ارْسُمْ طَرِيقًا يَعْبُرُ غَابَةً. عَلَى طُولِ الطَّرِيقِ، ارْسُمْ أَشْيَاءً آمِنَةً وَوَدُودَةً (سَنَاجِبُ، زُهُورٌ قَرِيبَةٌ مِنَ الطَّرِيقِ، صَدِيقٌ). وَبَعِيدًا عَنِ الطَّرِيقِ، ارْسُمْ أَشْيَاءً قَدْ تَكُونُ خَطِرَةً (شُجَيْرَاتٌ شَائِكَةٌ، مَمَرٌّ مَجْهُولٌ، ظِلَالٌ عَمِيقَةٌ).
  • مَاذَا سَتَقُولُ؟: مَعَ صَدِيقٍ، قُمَا بِلَعِبِ الْأَدْوَارِ. أَحَدُكُمَا هُوَ لَيْلَى وَالْآخَرُ هُوَ الذِّئْبُ. عِنْدَمَا يَطْرَحُ الذِّئْبُ سُؤَالًا، تَدَرَّبَا عَلَى إِعْطَاءِ إِجَابَةٍ آمِنَةٍ، مِثْلَ "لَا يُسْمَحُ لِي بِالتَّحَدُّثِ مَعَ الْغُرَبَاءِ. يَجِبُ أَنْ أَذْهَبَ الْآنَ".
  • صَمِّمْ رِدَاءَكَ الْخَاصَّ: تَشْتَهِرُ لَيْلَى بِرِدَائِهَا. لَوْ كَانَ لَدَيْكَ رِدَاءٌ سِحْرِيٌّ، كَيْفَ سَيَبْدُو؟ ارْسُمْهُ وَأَعْطِهِ اسْمًا مُمَيَّزًا.

إرسال تعليق

أحدث أقدم