لُعْبَةُ الْقِطِّ وَالْفَأْرِ الْخَطِيرَةُ

لُعْبَةُ الْقِطِّ وَالْفَأْرِ الْخَطِيرَةُ

القصة

كَانَ هُنَاكَ أَخَوَانِ صَغِيرَانِ، "سَامِرُ" وَ"زِيَادُ"، كَانَا يُحِبَّانِ قَضَاءَ الْوَقْتِ فِي مُشَاهَدَةِ بَرَامِجِ الْأَطْفَالِ. ذَاتَ يَوْمٍ، كَانَا يُشَاهِدَانِ بِشَغَفٍ حَلْقَةً مِنْ رُسُومِهِمَا الْمُفَضَّلَةِ "الْقِطُّ وَالْفَأْرُ"، حَيْثُ كَانَ الْقِطُّ يَجْرِي وَرَاءَ الْفَأْرِ وَيُحَطِّمَانِ كُلَّ شَيْءٍ دُونَ أَنْ يُصَابَا بِأَذًى.

صَاحَ سَامِرُ بِحَمَاسٍ: "يَا لَهَا مِنْ لُعْبَةٍ مُمْتِعَةٍ! هَيَّا نُقَلِّدْهُمَا! سَأَكُونُ أَنَا الْقِطَّ وَأَنْتَ الْفَأْرَ يَا زِيَادُ!" وَافَقَ زِيَادُ عَلَى الْفَوْرِ وَبَدَأَ يَرْكُضُ فِي جَمِيعِ أَنْحَاءِ الْمَنْزِلِ، بَيْنَمَا كَانَ سَامِرُ يَجْرِي خَلْفَهُ مُحَاوِلًا الْإِمْسَاكَ بِهِ.

قَفَزَا فَوْقَ الْأَرَائِكِ، وَتَسَلَّقَا الطَّاوِلَاتِ، وَتَنَاثَرَتِ الْوَسَائِدُ فِي كُلِّ مَكَانٍ. تَحَوَّلَتِ الْمُطَارَدَةُ الْمُسَلِّيَةُ إِلَى فَوْضَى عَارِمَةٍ. فِي خِضَمِّ اللَّعِبِ، دَفَعَ سَامِرُ طَاوِلَةً زُجَاجِيَّةً صَغِيرَةً بِالْخَطَأِ، فَسَقَطَتْ مِنْ عَلَيْهَا مَزْهَرِيَّةٌ جَمِيلَةٌ وَتَحَطَّمَتْ إِلَى أَلْفِ قِطْعَةٍ.

لَمْ يَتَوَقَّفَا، بَلْ أَكْمَلَا اللَّعِبَ حَتَّى تَعَثَّرَ زِيَادُ وَاصْطَدَمَ بِخِزَانَةِ الْأَوَانِي، فَسَقَطَتْ مِنْهَا الْأَطْبَاقُ وَتَكَسَّرَتْ. وَفِي مُحَاوَلَتِهِ لِلنُّهُوضِ بِسُرْعَةٍ، دَاسَ زِيَادُ عَلَى قِطْعَةٍ مِنْ زُجَاجِ الْمَزْهَرِيَّةِ وَصَرَخَ بِأَلَمٍ: "آهٍ، قَدَمِي!"

فِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ، عَادَتِ الْأُمُّ إِلَى الْمَنْزِلِ. صُدِمَتْ عِنْدَمَا رَأَتِ الْفَوْضَى الْعَارِمَةَ وَالزُّجَاجَ الْمَكْسُورَ فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَابْنَهَا يَبْكِي مِنْ الْأَلَمِ. بَعْدَ أَنْ طَهَّرَتْ جُرْحَ زِيَادَ وَلَفَّتْهُ بِضِمَادَةٍ، نَظَرَتْ إِلَيْهِمَا بِغَضَبٍ وَحَزْمٍ. "لَا مُشَاهَدَةَ لِلتِّلْفَازِ لِمُدَّةِ أُسْبُوعٍ كَامِلٍ!" قَالَتْ.

جَلَسَ الطِّفْلَانِ فِي غُرْفَتِهِمَا يَشْعُرَانِ بِالنَّدَمِ. أَدْرَكَا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ مَا يَرَوْنَهُ فِي بَرَامِجِ الْأَطْفَالِ هُوَ مُجَرَّدُ خَيَالٍ، وَأَنَّ الْقَفْزَ وَالْجَرْيَ فِي الْحَيَاةِ الْوَاقِعِيَّةِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ خَطِيرًا وَيُسَبِّبَ الْأَذَى وَالْفَوْضَى. لَقَدْ تَعَلَّمَا دَرْسًا مُهِمًّا عَنْ أَهَمِّيَّةِ اللَّعِبِ بِأَمَانٍ وَاحْتِرَامٍ.

القيم والدروس الأخلاقية

  • الْفَرْقُ بَيْنَ الْخَيَالِ وَالْوَاقِعِ: الرُّسُومُ الْمُتَحَرِّكَةُ لِلتَّسْلِيَةِ فَقَطْ، وَمَا يَحْدُثُ فِيهَا لَا يُمْكِنُ تَقْلِيدُهُ فِي الْحَيَاةِ الْحَقِيقِيَّةِ لِأَنَّهُ قَدْ يَكُونُ خَطِيرًا.
  • أَهَمِّيَّةُ اللَّعِبِ الْآمِنِ: اللَّعِبُ شَيْءٌ رَائِعٌ، لَكِنْ يَجِبُ أَنْ نَلْعَبَ بِطُرُقٍ لَا تُؤْذِينَا وَلَا تُؤْذِي الْآخَرِينَ وَلَا تُسَبِّبُ الْفَوْضَى.
  • تَحَمُّلُ الْمَسْؤُولِيَّةِ: أَفْعَالُنَا لَهَا عَوَاقِبُ، وَعِنْدَمَا نُرْتَكِبُ خَطَأً، يَجِبُ أَنْ نَتَحَمَّلَ النَّتَائِجَ، مِثْلَ الْعُقُوبَةِ الَّتِي فَرَضَتْهَا الْأُمُّ.
  • احْتِرَامُ الْمُمْتَلَكَاتِ: الْمَنْزِلُ مَكَانٌ لِلرَّاحَةِ وَلَيْسَ لِلتَّدْمِيرِ، وَيَجِبُ الْحِفَاظُ عَلَى الْأَشْيَاءِ فِيهِ.

أسئلة لفهم القصة

أسئلة بسيطة

  1. مَا هِيَ اللُّعْبَةُ الَّتِي قَرَّرَ الْأَخَوَانِ تَقْلِيدَهَا؟
  2. مَاذَا حَدَثَ لِلْمَزْهَرِيَّةِ وَالْأَطْبَاقِ فِي الْمَنْزِلِ؟
  3. كَيْفَ أُصِيبَ أَحَدُ الْأَخَوَيْنِ؟
  4. مَاذَا كَانَتْ عُقُوبَةُ الْأُمِّ لَهُمَا؟
  5. مَا هُوَ الدَّرْسُ الْمُهِمُّ الَّذِي تَعَلَّمَهُ الطِّفْلَانِ؟

أسئلة للتفكير النقدي

  1. لِمَاذَا تَعْتَقِدُ أَنَّ الشَّخْصِيَّاتِ فِي الرُّسُومِ الْمُتَحَرِّكَةِ لَا تُصَابُ بِأَذًى عِنْدَمَا تَسْقُطُ أَوْ تَصْطَدِمُ؟
  2. هَلْ كَانَتْ عُقُوبَةُ الْأُمِّ عَادِلَةً؟ لِمَاذَا؟
  3. كَيْفَ كَانَ يُمْكِنُ لِلْأَخَوَيْنِ أَنْ يَلْعَبَا لُعْبَةَ "الْقِطِّ وَالْفَأْرِ" بِطَرِيقَةٍ آمِنَةٍ؟

أسئلة لربط القصة بحياتك

  1. هَلْ سَبَقَ لَكَ أَنْ حَاوَلْتَ تَقْلِيدَ شَيْءٍ رَأَيْتَهُ فِي التِّلْفَازِ؟ مَاذَا حَدَثَ؟
  2. مَا هِيَ قَوَاعِدُ اللَّعِبِ الْآمِنِ فِي مَنْزِلِكَ؟
  3. صِفْ مَوْقِفًا شَعَرْتَ فِيهِ بِالنَّدَمِ بَعْدَ أَنْ أَحْدَثْتَ فَوْضَى.

أنشطة تفاعلية ممتعة

  • لَائِحَةُ "اللَّعِبِ الْآمِنِ": بِالْمُشَارَكَةِ مَعَ عَائِلَتِكَ، اكْتُبُوا أَوْ ارْسُمُوا لَائِحَةَ قَوَاعِدَ لِلَّعِبِ دَاخِلَ الْمَنْزِلِ (مِثْلَ: لَا قَفْزَ عَلَى الْأَثَاثِ، لَا جَرْيَ بِالْقُرْبِ مِنَ الزُّجَاجِ) وَعَلِّقُوهَا فِي مَكَانٍ وَاضِحٍ.
  • تَمْثِيلُ "الْقِطِّ وَالْفَأْرِ" الْهَادِئِ: الْعَبُوا لُعْبَةَ "الْقِطِّ وَالْفَأْرِ" وَلَكِنْ بِاسْتِخْدَامِ الْإِشَارَاتِ وَالْهَمْسِ فَقَطْ، حَيْثُ يَجِبُ عَلَى "الْقِطِّ" أَنْ يُمْسِكَ "الْفَأْرَ" دُونَ إِصْدَارِ أَيِّ ضَجِيجٍ أَوْ إِحْدَاثِ فَوْضَى.
  • ابْتَكِرْ نِهَايَةً جَدِيدَةً: تَخَيَّلْ أَنَّ الْأَخَوَيْنِ فَكَّرَا فِي طَرِيقَةٍ أَفْضَلَ لِلَّعِبِ بَعْدَ مُشَاهَدَةِ الْبَرْنَامَجِ. ارْسُمْ أَوْ اكْتُبْ مَاذَا كَانَا سَيَفْعَلَانِ بَدَلًا مِنْ نَشْرِ الْفَوْضَى.

إرسال تعليق

أحدث أقدم