عِنْدَمَا يَكْتَشِفُ مِيدُو أَنَّ أَلْوَانَهُ نَاقِصَةٌ، تُعَلِّمُهُ أُخْتُهُ كَيْفَ يَصْنَعُ أَلْوَانًا جَدِيدَةً، فَيَتَعَلَّمُ دَرْسًا رَائِعًا فِي الْإِبْدَاعِ.
مِيدُو وَسِرُّ الْأَلْوَانِ الْمَفْقُودَةِ
القصة
كَانَ "مِيدُو" طِفْلًا صَغِيرًا وَمَوْهُوبًا يُحِبُّ الرَّسْمَ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ آخَرَ. فِي أَحَدِ الْأَيَّامِ، عَادَ وَالِدُهُ مِنَ الْعَمَلِ وَأَهْدَاهُ عُلْبَةَ أَلْوَانٍ جَدِيدَةً وَلَامِعَةً. طَارَ مِيدُو مِنَ الْفَرَحِ وَرَكَضَ إِلَى غُرْفَتِهِ لِيُلَوِّنَ رَسْمَتَهُ الْجَدِيدَةَ الَّتِي صَوَّرَ فِيهَا حَدِيقَةً جَمِيلَةً.
جَلَسَ عَلَى مَكْتَبِهِ وَأَخْرَجَ قَلَمَ التَّلْوِينِ الْأَخْضَرَ لِيُلَوِّنَ الْعُشْبَ، لَكِنَّهُ لَمْ يَجِدْهُ! بَحَثَ فِي الْعُلْبَةِ مِرَارًا وَتَكْرَارًا، وَلَكِنْ لَا أَثَرَ لِلَّوْنِ الْأَخْضَرِ. شَعَرَ بِحُزْنٍ شَدِيدٍ وَكَادَ أَنْ يَبْكِيَ. دَخَلَتْ عَلَيْهِ أُخْتُهُ "لَيْلَى" وَسَأَلَتْهُ: "مَا بِكَ يَا مِيدُو؟"
"لَا يُوجَدُ لَوْنٌ أَخْضَرُ فِي عُلْبَتِي!" قَالَ بِأَسَفٍ. ابْتَسَمَتْ لَيْلَى وَقَالَتْ: "لَا تَحْزَنْ، يُمْكِنُنَا أَنْ نَصْنَعَهُ بِأَنْفُسِنَا!" أَخَذَتِ اللَّوْنَ الْأَصْفَرَ وَاللَّوْنَ الْأَزْرَقَ وَمَزَجَتْهُمَا مَعًا عَلَى طَبَقٍ صَغِيرٍ. وَفَجْأَةً، ظَهَرَ لَوْنٌ أَخْضَرُ زَاهٍ! فَرِحَ مِيدُو جِدًّا وَبَدَأَ يُلَوِّنُ الْعُشْبَ وَأَوْرَاقَ الْأَشْجَارِ بِحَمَاسٍ.
بَعْدَ ذَلِكَ، أَرَادَ أَنْ يُلَوِّنَ حَبَّاتِ الْبُرْتُقَالِ الْمُعَلَّقَةِ عَلَى الشَّجَرَةِ، لَكِنَّهُ اكْتَشَفَ أَنَّ اللَّوْنَ الْبُرْتُقَالِيَّ مَفْقُودٌ أَيْضًا. هَذِهِ الْمَرَّةَ، لَمْ يَحْزَنْ، بَلْ ذَهَبَ مُبَاشَرَةً إِلَى لَيْلَى. قَالَتْ لَهُ: "جَرِّبْ أَنْ تَمْزُجَ الْأَحْمَرَ مَعَ الْأَصْفَرِ." فَعَلَ مِيدُو ذَلِكَ وَحَصَلَ عَلَى لَوْنٍ بُرْتُقَالِيٍّ رَائِعٍ لَوَّنَ بِهِ الثِّمَارَ.
ثُمَّ جَاءَ دَوْرُ السَّمَاءِ. أَرَادَ مِيدُو أَنْ يُلَوِّنَهَا بِاللَّوْنِ السَّمَاوِيِّ الْفَاتِحِ. هَذِهِ الْمَرَّةَ، لَمْ يَسْأَلْ أُخْتَهُ، بَلْ فَكَّرَ بِنَفْسِهِ. "إِذَا كَانَ الْأَصْفَرُ وَالْأَزْرَقُ يُعْطِيَانِ الْأَخْضَرَ، فَرُبَّمَا..." أَخَذَ اللَّوْنَ الْأَزْرَقَ وَأَضَافَ إِلَيْهِ قَلِيلًا مِنَ الْأَبْيَضِ، فَحَصَلَ عَلَى الدَّرَجَةِ الْمِثَالِيَّةِ مِنَ اللَّوْنِ السَّمَاوِيِّ.
أَخِيرًا، بَقِيَتِ الشَّمْسُ. أَخَذَ يُفَكِّرُ: "كَيْفَ أَصْنَعُ اللَّوْنَ الْأَصْفَرَ؟" دَخَلَتْ لَيْلَى وَرَأَتْهُ مُحْتَارًا، فَضَحِكَتْ وَقَالَتْ: "لَا دَاعِيَ لِمَزْجِ أَيِّ شَيْءٍ، فَاللَّوْنُ الْأَصْفَرُ مَوْجُودٌ أَمَامَكَ فِي الْعُلْبَةِ!" شَعَرَ مِيدُو بِالْخَجَلِ قَلِيلًا ثُمَّ ضَحِكَ. أَخَذَ اللَّوْنَ الْأَصْفَرَ وَلَوَّنَ الشَّمْسَ بِأَشِعَّتِهَا الذَّهَبِيَّةِ.
عِنْدَمَا انْتَهَى مِيدُو، أَصْبَحَتْ لَوْحَتُهُ تُحْفَةً فَنِّيَّةً جَمِيلَةً وَمُلَوَّنَةً بِالْأَلْوَانِ الزَّاهِيَةِ. كَانَتْ لَيْلَى سَعِيدَةً جِدًّا بِهِ، وَنَامَ مِيدُو فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَهُوَ يَحْلُمُ بِأَحْلَامٍ سَعِيدَةٍ وَمُلَوَّنَةٍ مِثْلَ لَوْحَتِهِ.
القيم والدروس الأخلاقية
- الْإِبْدَاعُ فِي حَلِّ الْمُشْكِلَاتِ: عِنْدَمَا نُوَاجِهُ مُشْكِلَةً، يُمْكِنُنَا التَّفْكِيرُ بِطَرِيقَةٍ إِبْدَاعِيَّةٍ لِإِيجَادِ حُلُولٍ جَدِيدَةٍ بَدَلًا مِنَ الْحُزْنِ.
- أَهَمِّيَّةُ الْأَلْوَانِ الْأَسَاسِيَّةِ: تُعَلِّمُنَا الْقِصَّةُ أَنَّ الْأَلْوَانَ الْأَسَاسِيَّةَ (الْأَحْمَرَ وَالْأَصْفَرَ وَالْأَزْرَقَ) يُمْكِنُهَا أَنْ تَصْنَعَ لَنَا عَالَمًا كَامِلًا مِنَ الْأَلْوَانِ الْأُخْرَى.
- التَّعَلُّمُ مِنَ الْآخَرِينَ: سَاعَدَتْ لَيْلَى أَخَاهَا فِي الْبِدَايَةِ، وَهَذَا يُظْهِرُ أَهَمِّيَّةَ طَلَبِ الْمُسَاعَدَةِ وَالتَّعَلُّمِ مِمَّنْ يَعْرِفُونَ أَكْثَرَ مِنَّا.
- الثِّقَةُ بِالنَّفْسِ: بَعْدَ أَنْ تَعَلَّمَ مِيدُو الْفِكْرَةَ، اسْتَطَاعَ أَنْ يَحُلَّ الْمُشْكِلَةَ التَّالِيَةَ بِنَفْسِهِ، مِمَّا زَادَ مِنْ ثِقَتِهِ بِقُدُرَاتِهِ.
أسئلة لفهم القصة
أسئلة بسيطة
- مَا هِيَ هَدِيَّةُ الْوَالِدِ لِمِيدُو؟
- مَا هُوَ أَوَّلُ لَوْنٍ اكْتَشَفَ مِيدُو أَنَّهُ مَفْقُودٌ؟
- كَيْفَ صَنَعَ مِيدُو اللَّوْنَ الْأَخْضَرَ؟
- كَيْفَ صَنَعَ اللَّوْنَ الْبُرْتُقَالِيَّ؟
- هَلْ كَانَ اللَّوْنُ الْأَصْفَرُ مَفْقُودًا حَقًّا؟
أسئلة للتفكير النقدي
- لِمَاذَا تَعْتَقِدُ أَنَّ لَيْلَى لَمْ تُخْبِرْ مِيدُو بِكُلِّ الْحُلُولِ مَرَّةً وَاحِدَةً، بَلْ تَرَكَتْهُ يَكْتَشِفُ بَعْضَهَا بِنَفْسِهِ؟
- مَا هُوَ الشُّعُورُ الَّذِي أَحَسَّ بِهِ مِيدُو عِنْدَمَا نَجَحَ فِي صُنْعِ اللَّوْنِ السَّمَاوِيِّ بِمُفْرَدِهِ؟
- هَذِهِ الْقِصَّةُ تُعَلِّمُنَا عَنِ الْأَلْوَانِ، لَكِنْ مَا هُوَ الدَّرْسُ الْأَكْبَرُ الَّذِي يُمْكِنُ أَنْ نُطَبِّقَهُ فِي حَيَاتِنَا؟
أسئلة لربط القصة بحياتك
- اذْكُرْ مَرَّةً شَعَرْتَ فِيهَا بِالْإِحْبَاطِ لِأَنَّ شَيْئًا مَا كَانَ نَاقِصًا، ثُمَّ وَجَدْتَ حَلًّا إِبْدَاعِيًّا.
- مَنْ هُوَ الشَّخْصُ الَّذِي تَذْهَبُ إِلَيْهِ عَادَةً عِنْدَمَا تَحْتَاجُ لِلْمُسَاعَدَةِ فِي حَلِّ مُشْكِلَةٍ؟
- إِذَا كَانَ لَدَيْكَ ثَلَاثَةُ أَلْوَانٍ فَقَطْ (أَحْمَرُ، أَصْفَرُ، أَزْرَقُ)، مَا هِيَ الرَّسْمَةُ الَّتِي سَتَرْسُمُهَا بِاسْتِخْدَامِ كُلِّ الْأَلْوَانِ الَّتِي يُمْكِنُكَ صُنْعُهَا مِنْهَا؟
أنشطة تفاعلية ممتعة
- مُخْتَبَرُ الْأَلْوَانِ: أَحْضِرْ أَلْوَانًا مَائِيَّةً (أَحْمَرَ، أَصْفَرَ، أَزْرَقَ، أَبْيَضَ) وَطَبَقًا لِلْمَزْجِ. جَرِّبْ أَنْ تَصْنَعَ لَوْنَكَ الْأَخْضَرَ وَالْبُرْتُقَالِيَّ وَالسَّمَاوِيَّ. مَا هِيَ الْأَلْوَانُ الْأُخْرَى الَّتِي يُمْكِنُكَ اكْتِشَافُهَا؟
- تَحَدِّي الْأَلْوَانِ الثَّلَاثَةِ: ارْسُمْ رَسْمَةً كَامِلَةً بِاسْتِخْدَامِ ثَلَاثَةِ أَقْلَامِ تَلْوِينٍ فَقَطْ: الْأَحْمَرِ وَالْأَصْفَرِ وَالْأَزْرَقِ. حَاوِلْ مَزْجَهَا عَلَى الْوَرَقَةِ لِتَحْصُلَ عَلَى تَأْثِيرَاتٍ جَدِيدَةٍ.
- قِصَّةٌ مُلَوَّنَةٌ: اكْتُبْ قِصَّةً قَصِيرَةً جَدِيدَةً عَنْ مِيدُو وَلَيْلَى، وَلَكِنْ هَذِهِ الْمَرَّةَ، يَقُومَانِ بِمُغَامَرَةٍ لِلْبَحْثِ عَنْ لَوْنٍ نَادِرٍ جِدًّا، مِثْلَ "لَوْنِ قَوْسِ قُزَحَ".