حِكْمَةُ السُّلَحْفَاةِ الْعَجُوزِ
القصة
فِي يَوْمٍ صَيْفِيٍّ حَارٍّ، كَانَتِ الشَّمْسُ تُرْسِلُ أَشِعَّتَهَا الذَّهَبِيَّةَ عَلَى الْغَابَةِ. كَانَ الْأَرْنَبُ "نَشِيطُ" وَالْغَزَالُ "غُصْنُ" وَالْقُنْفُذُ "شَوْكِي" فِي طَرِيقِهِمْ إِلَى الْبُحَيْرَةِ لِيَسْتَمْتِعُوا بِالْمَاءِ الْبَارِدِ. وَفِي طَرِيقِهِمْ، رَأَوْا سُلَحْفَاةً عَجُوزًا حَكِيمَةً اسْمُهَا "صَدَفَةُ"، وَهِيَ تَجْمَعُ الثِّمَارَ وَالْجُذُورَ بِبُطْءٍ وَصَبْرٍ.
سَأَلَهَا غُصْنُ ضَاحِكًا: "لِمَاذَا تَعْمَلِينَ بِجِدٍّ فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ الْحَارِّ يَا صَدَفَةُ؟ الْبُحَيْرَةُ تَنْتَظِرُنَا!"
نَظَرَتْ إِلَيْهِمُ السُّلَحْفَاةُ بِعَيْنَيْنِ هَادِئَتَيْنِ وَقَالَتْ: "الْأَيَّامُ الْجَمِيلَةُ لَا تَدُومُ يَا صِغَارِي. أَشْعُرُ فِي عِظَامِي الْقَدِيمَةِ أَنَّ الشِّتَاءَ الْقَادِمَ سَيَكُونُ طَوِيلًا وَقَاسِيًا. مَنْ يَجْمَعُ فِي الصَّيْفِ، يَشْبَعُ فِي الشِّتَاءِ."
تَذَكَّرَ الْأَرْنَبُ نَشِيطُ كَلِمَاتِ أُمِّهِ الَّتِي كَانَتْ تَقُولُ دَائِمًا: "اسْتَمِعْ لِخِبْرَةِ الْكِبَارِ، فَقَدْ رَأَوْا مِنَ الْحَيَاةِ أَكْثَرَ مِمَّا رَأَيْتَ." فَقَالَ لِأَصْدِقَائِهِ: "أَعْتَقِدُ أَنَّهَا عَلَى حَقٍّ. سَأَبْدَأُ بِجَمْعِ الطَّعَامِ أَنَا أَيْضًا." لَكِنَّ غُصْنَ وَشَوْكِي سَخِرَا مِنْهُ وَقَالَا: "لَا تَكُنْ مُتَشَائِمًا! أَمَامَنَا وَقْتٌ طَوِيلٌ!" وَانْطَلَقَا نَحْوَ الْبُحَيْرَةِ لِلَّهْوِ وَاللَّعِبِ.
وَمَرَّتِ الْأَيَّامُ، وَكَمَا تَوَقَّعَتِ السُّلَحْفَاةُ، حَلَّ شِتَاءٌ قَاسٍ. تَسَاقَطَتِ الثُّلُوجُ بِكَثَافَةٍ وَغَطَّتْ كُلَّ شَيْءٍ بِالْأَبْيَضِ، وَهُبَّتْ رِيَاحٌ بَارِدَةٌ جَعَلَتِ الْخُرُوجَ مِنَ الْجُحُورِ مُسْتَحِيلًا. سُرْعَانَ مَا نَفِدَ الطَّعَامُ الْقَلِيلُ الَّذِي كَانَ لَدَى الْغَزَالِ وَالْقُنْفُذِ. بَدَأَ الْجُوعُ وَالْبَرْدُ يَنْهَشَانِ أَجْسَادَهُمَا الضَّعِيفَةَ.
بَعْدَ أَنْ بَلَغَ بِهِمَا الْيَأْسُ مَبْلَغَهُ، قَرَّرَا الذَّهَابَ إِلَى بَيْتِ صَدِيقِهِمَا نَشِيطٍ. وَجَدَاهُ فِي بَيْتِهِ الدَّافِئِ، يَجْلِسُ بِجَانِبِ مَوْقِدٍ مُشْتَعِلٍ، وَلَدَيْهِ مَخْزُونٌ كَبِيرٌ مِنَ الْجَزَرِ وَالْبُنْدُقِ وَالْفَوَاكِهِ الْمُجَفَّفَةِ.
اسْتَقْبَلَهُمَا نَشِيطُ بِكَرَمٍ وَقَدَّمَ لَهُمَا طَعَامًا دَافِئًا دُونَ أَنْ يَلُومَهُمَا. وَبَيْنَمَا كَانَا يَأْكُلَانِ، قَالَ بِلُطْفٍ: "لَقَدْ كَانَتْ أُمِّي عَلَى حَقٍّ عِنْدَمَا قَالَتْ: لَا تَسْتَكْبِرْ عَلَى النَّصِيحَةِ، فَخِبْرَاتُ الْآخَرِينَ قَدْ تُفِيدُكَ أَكْثَرَ مِنْ تَجَارِبِكَ الْخَاصَّةِ." شَعَرَ غُصْنُ وَشَوْكِي بِالْخَجَلِ وَأَدْرَكَا أَنَّ الْحِكْمَةَ لَا تُقَاسُ بِالْقُوَّةِ أَوِ السُّرْعَةِ، بَلْ بِالْخِبْرَةِ وَاحْتِرَامِ نَصَائِحِ مَنْ هُمْ أَكْبَرُ سِنًّا.
القيم والدروس الأخلاقية
- احْتِرَامُ خِبْرَةِ الْكِبَارِ: الْكِبَارُ فِي السِّنِّ يَمْتَلِكُونَ حِكْمَةً وَخِبْرَةً مِنَ الْحَيَاةِ يُمْكِنُ أَنْ تُرْشِدَنَا وَتَحْمِيَنَا.
- أَهَمِّيَّةُ التَّخْطِيطِ لِلْمُسْتَقْبَلِ: التَّفْكِيرُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ وَالِاسْتِعْدَادُ لَهُ (مِثْلَ ادِّخَارِ الطَّعَامِ لِلشِّتَاءِ) هُوَ عَادَةٌ حَكِيمَةٌ.
- التَّوَاضُعُ وَقُبُولُ النَّصِيحَةِ: الْقُوَّةُ لَيْسَتْ فِي رَفْضِ النَّصَائِحِ، بَلْ فِي الْقُدْرَةِ عَلَى الِاسْتِمَاعِ وَالتَّعَلُّمِ مِنْ تَجَارِبِ الْآخَرِينَ.
- الْكَرَمُ وَالْمُسَامَحَةُ: عَلَى الرَّغْمِ مِنْ سُخْرِيَةِ صَدِيقَيْهِ، سَامَحَهُمَا الْأَرْنَبُ وَسَاعَدَهُمَا فِي وَقْتِ الْحَاجَةِ.
أسئلة لفهم القصة
أسئلة بسيطة
- مَنْ هُمُ الْأَصْدِقَاءُ الثَّلَاثَةُ فِي الْقِصَّةِ؟
- مَنْ هِيَ الشَّخْصِيَّةُ الْحَكِيمَةُ الَّتِي الْتَقَوْا بِهَا؟
- بِمَاذَا نَصَحَتِ السُّلَحْفَاةُ الْأَصْدِقَاءَ؟
- مَنْ قَرَّرَ أَنْ يَسْتَمِعَ لِلنَّصِيحَةِ، وَمَنْ سَخِرَ مِنْهَا؟
- كَيْفَ سَاعَدَ الْأَرْنَبُ صَدِيقَيْهِ عِنْدَمَا جَاعَا فِي الشِّتَاءِ؟
أسئلة للتفكير النقدي
- لِمَاذَا تَعْتَقِدُ أَنَّ الْغَزَالَ وَالْقُنْفُذَ لَمْ يُصَدِّقَا كَلَامَ السُّلَحْفَاةِ فِي الْبِدَايَةِ؟
- مَا الَّذِي جَعَلَ الْأَرْنَبَ مُخْتَلِفًا عَنْ أَصْدِقَائِهِ فِي تَقَبُّلِهِ لِلنَّصِيحَةِ؟
- لَوْ أَنَّ الشِّتَاءَ لَمْ يَكُنْ قَاسِيًا، هَلْ كَانَ الْغَزَالُ وَالْقُنْفُذُ سَيَتَعَلَّمَانِ الدَّرْسَ؟
أسئلة لربط القصة بحياتك
- اذْكُرْ مَرَّةً قَدَّمَ لَكَ فِيهَا شَخْصٌ أَكْبَرُ مِنْكَ نَصِيحَةً وَكَانَتْ مُفِيدَةً لَكَ.
- كَيْفَ تَسْتَعِدُّ لِشَيْءٍ مُهِمٍّ فِي الْمُسْتَقْبَلِ (مِثْلَ امْتِحَانٍ أَوْ رِحْلَةٍ)؟
- مَاذَا تَفْعَلُ إِذَا سَخِرَ مِنْكَ أَصْدِقَاؤُكَ لِأَنَّكَ فَعَلْتَ الشَّيْءَ الصَّحِيحَ؟
أنشطة تفاعلية ممتعة
- صُنْدُوقُ الشِّتَاءِ: قُمْ بِتَزْيِينِ صُنْدُوقٍ صَغِيرٍ وَأَطْلِقْ عَلَيْهِ اسْمَ "صُنْدُوقُ الشِّتَاءِ". ضَعْ فِيهِ أَشْيَاءَ صَغِيرَةً "تَدَّخِرُهَا" لِوَقْتٍ لَاحِقٍ، مِثْلَ رَسْمَةٍ جَمِيلَةٍ، أَوْ حَلْوَى صَغِيرَةٍ، أَوْ لُعْبَةٍ.
- مُقَابَلَةٌ مَعَ الْجَدِّ أَوِ الْجَدَّةِ: اطْلُبْ مِنْ جَدِّكَ أَوْ جَدَّتِكَ (أَوْ أَيِّ شَخْصٍ كَبِيرٍ فِي الْعَائِلَةِ) أَنْ يُخْبِرَكَ بِقِصَّةٍ مِنْ طُفُولَتِهِ أَوْ يُعْطِيَكَ نَصِيحَةً مُهِمَّةً تَعَلَّمَهَا.
- ارْسُمِ الْفُصُولَ الْأَرْبَعَةَ: ارْسُمْ أَرْبَعَ صُوَرٍ لِلْغَابَةِ: وَاحِدَةً لِلصَّيْفِ الْمُشْمِسِ، وَالثَّانِيَةَ لِلْخَرِيفِ وَفِيهَا الْحَيَوَانَاتُ تَجْمَعُ الطَّعَامَ، وَالثَّالِثَةَ لِلشِّتَاءِ الْقَاسِي، وَالرَّابِعَةَ لِلرَّبِيعِ وَفِيهَا الْجَمِيعُ سُعَدَاءُ.