رَامِي وَالْحَمَامَةُ ذَاتُ الْجَنَاحِ الْمَكْسُورِ

رَامِي وَالْحَمَامَةُ ذَاتُ الْجَنَاحِ الْمَكْسُورِ

كَانَ يَا مَا كَانَ، فِي ظُهْرِ يَوْمٍ مُشْمِسٍ، طِفْلٌ طَيِّبُ الْقَلْبِ اسْمُهُ "رَامِي" يَلْعَبُ بِكُرَتِهِ فِي حَدِيقَةِ مَنْزِلِهِ الْخَضْرَاءِ. وَفَجْأَةً، لَمَحَ حَرَكَةً ضَعِيفَةً تَحْتَ شُجَيْرَةِ الْوَرْدِ. اقْتَرَبَ بِهُدُوءٍ لِيَجِدَ حَمَامَةً جَمِيلَةً تَرْتَجِفُ عَلَى الْأَرْضِ، وَأَحَدُ جَنَاحَيْهَا يَبْدُو مُلْتَوِيًا بِشَكْلٍ غَرِيبٍ.

شَعَرَ رَامِي بِالْأَسَى مِنْ أَجْلِهَا. هَمَسَ لَهَا بِصَوْتٍ حَنُونٍ: "لَا تَخَافِي أَيَّتُهَا الصَّغِيرَةُ، أَنَا هُنَا لِأُسَاعِدَكِ." ثُمَّ حَمَلَهَا بِرِفْقٍ شَدِيدٍ بَيْنَ كَفَّيْهِ الصَّغِيرَتَيْنِ وَأَسْرَعَ بِهَا إِلَى دَاخِلِ الْمَنْزِلِ حَيْثُ كَانَ وَالِدُهُ يَقْرَأُ كِتَابًا.

"أَبِي، أَبِي! انْظُرْ مَاذَا وَجَدْتُ!" قَالَ رَامِي بِقَلَقٍ. أَخَذَ الْأَبُ الْحَمَامَةَ وَفَحَصَهَا بِعِنَايَةٍ، ثُمَّ قَالَ: "أَحْسَنْتَ يَا رَامِي، لَقَدْ كُنْتَ شُجَاعًا وَرَحِيمًا. هَيَّا بِنَا نَأْخُذُهَا إِلَى الطَّبِيبِ الْبَيْطَرِيِّ."

أَخْبَرَهُمُ الطَّبِيبُ أَنَّ جَنَاحَ الْحَمَامَةِ مَكْسُورٌ وَأَنَّهَا تَحْتَاجُ إِلَى الرَّاحَةِ وَالرِّعَايَةِ حَتَّى تَشْفَى. عَادَ رَامِي إِلَى الْمَنْزِلِ وَقَدْ أَصْبَحَ لَدَيْهِ مَسْؤُولِيَّةٌ كَبِيرَةٌ. جَهَّزَ لَهَا صُنْدُوقًا صَغِيرًا مُبَطَّنًا بِالْقُطْنِ النَّاعِمِ وَوَضَعَ لَهَا الْمَاءَ وَالْحُبُوبَ.

كُلَّ يَوْمٍ، كَانَ رَامِي هُوَ أَوَّلُ مَنْ يَسْتَيْقِظُ لِيُطْمَئِنَّ عَلَى صَدِيقَتِهِ الْجَدِيدَةِ. كَانَ يُطْعِمُهَا بِيَدِهِ وَيَقْضِي سَاعَاتٍ يَتَحَدَّثُ مَعَهَا عَنْ أَحْلَامِهِ وَمُغَامَرَاتِهِ. وَبِفَضْلِ اهْتِمَامِهِ وَحُبِّهِ، بَدَأَ جَنَاحُ الْحَمَامَةِ يَلْتَئِمُ شَيْئًا فَشَيْئًا حَتَّى شُفِيَتْ تَمَامًا وَأَصْبَحَتْ قَادِرَةً عَلَى الطَّيَرَانِ.

فِي صَبَاحٍ جَمِيلٍ، حَمَلَ رَامِي الْحَمَامَةَ وَوَقَفَ بِجَانِبِ نَافِذَةِ غُرْفَتِهِ. كَانَ قَلْبُهُ يَشْعُرُ بِالْفَرَحِ وَالْحُزْنِ فِي آنٍ وَاحِدٍ. قَالَ لَهَا: "لَقَدْ أَصْبَحْتِ بِخَيْرٍ الْآنَ، وَحَانَ وَقْتُ عَوْدَتِكِ إِلَى السَّمَاءِ." فَتَحَ يَدَيْهِ، فَطَارَتِ الْحَمَامَةُ عَالِيًا فِي السَّمَاءِ الزَّرْقَاءِ، حُرَّةً وَسَعِيدَةً. ظَلَّ رَامِي يُلَوِّحُ لَهَا حَتَّى اخْتَفَتْ عَنِ الْأَنْظَارِ، وَهُوَ يَشْعُرُ بِسَعَادَةٍ غَامِرَةٍ لِأَنَّهُ فَعَلَ الشَّيْءَ الصَّحِيحَ.

القيم والدروس الأخلاقية

  • الرَّحْمَةُ بِالْحَيَوَانِ: مُسَاعَدَةُ الْمَخْلُوقَاتِ الضَّعِيفَةِ وَالرِّفْقُ بِهَا هُوَ فِعْلٌ نَبِيلٌ وَإِنْسَانِيٌّ.
  • الْمَسْؤُولِيَّةُ وَالِالْتِزَامُ: عَلَّمَتْ رِعَايَةُ الْحَمَامَةِ رَامِي مَعْنَى الِالْتِزَامِ وَالِاهْتِمَامِ بِالْآخَرِينَ.
  • الْحُبُّ غَيْرُ الْمَشْرُوطِ: أَحَبَّ رَامِي الْحَمَامَةَ بِمَا يَكْفِي لِيُطْلِقَ سَرَاحَهَا لِتَعِيشَ حَيَاتَهَا الطَّبِيعِيَّةَ، حَتَّى لَوْ كَانَ ذَلِكَ يَعْنِي فِرَاقَهَا.
  • جَمَالُ الْعَطَاءِ: السَّعَادَةُ الْحَقِيقِيَّةُ تَكْمُنُ فِي الْعَطَاءِ وَمُسَاعَدَةِ الْآخَرِينَ دُونَ انْتِظَارِ مُقَابِلٍ.

أسئلة لفهم القصة

أسئلة بسيطة

  1. مَاذَا وَجَدَ رَامِي فِي حَدِيقَةِ مَنْزِلِهِ؟
  2. مَنْ أَخَذَ الْحَمَامَةَ إِلَى الطَّبِيبِ الْبَيْطَرِيِّ؟
  3. مَاذَا كَانَتْ مُشْكِلَةُ الْحَمَامَةِ؟
  4. كَيْفَ اهْتَمَّ رَامِي بِالْحَمَامَةِ؟
  5. مَاذَا فَعَلَ رَامِي بِالْحَمَamَةِ بَعْدَ أَنْ شُفِيَتْ؟

أسئلة للتفكير النقدي

  1. لِمَاذَا تَعْتَقِدُ أَنَّ رَامِي لَمْ يَخَفْ مِنَ الْحَمَامَةِ الْمُصَابَةِ؟
  2. لَوْ أَنَّ رَامِي قَرَّرَ أَنْ يُبْقِيَ الْحَمَامَةَ فِي قَفَصٍ بَعْدَ شِفَائِهَا، هَلْ كَانَ ذَلِكَ سَيَكُونُ فِعْلًا صَحِيحًا؟ لِمَاذَا؟
  3. مَاذَا تَعَلَّمَ رَامِي مِنْ هَذِهِ التَّجْرِبَةِ عَنْ نَفْسِهِ؟

أسئلة لربط القصة بحياتك

  1. هَلْ سَبَقَ لَكَ أَنْ سَاعَدْتَ حَيَوَانًا فِي وَرْطَةٍ؟ صِفْ مَا حَدَثَ.
  2. مَاذَا يَعْنِي لَكَ أَنْ تَكُونَ "رَحِيمًا" بِالْآخَرِينَ؟
  3. كَيْفَ تَشْعُرُ عِنْدَمَا تُسَاعِدُ أَحَدًا مَا دُونَ أَنْ تَطْلُبَ شَيْئًا فِي الْمُقَابِلِ؟

أنشطة تفاعلية ممتعة

  • صُنْعُ مُغْذِيَةٍ لِلطُّيُورِ: بِاسْتِخْدَامِ قِنِّينَةٍ بِلَاسْتِيكِيَّةٍ فَارِغَةٍ وَبَعْضِ الْخُيُوطِ، اصْنَعْ مُغْذِيَةً بَسِيطَةً لِلطُّيُورِ وَعَلِّقْهَا فِي حَدِيقَتِكَ أَوْ شُرْفَةِ مَنْزِلِكَ.
  • ارْسُمِ الْحُرِّيَّةَ: ارْسُمْ صُورَةً لِلْحَظَةِ الَّتِي أَطْلَقَ فِيهَا رَامِي سَرَاحَ الْحَمَامَةِ وَهِيَ تَطِيرُ عَالِيًا فِي السَّمَاءِ.
  • تَمْثِيلُ دَوْرِ الطَّبِيبِ الْبَيْطَرِيِّ: أَحْضِرْ إِحْدَى أَلْعَابِكَ الْمَحْشُوَّةِ وَتَظَاهَرْ بِأَنَّهَا مُصَابَةٌ. قُمْ بِدَوْرِ الطَّبِيبِ الَّذِي يَعْتَنِي بِهَا وَيَلُفُّ لَهَا ضِمَادَةً.

إرسال تعليق

أحدث أقدم