الطَّيْشُ وَالزُّجَاجُ الْمَكْسُورُ

يَتَجَاهَلُ وَلَدٌ نَصِيحَةَ جَارَتِهِ فَيَكْسِرُ زُجَاجَ نَافِذَتِهَا، فَيَتَعَلَّمُ دَرْسًا قَاسِيًا فِي احْتِرَامِ الْآخَرِينَ وَتَحَمُّلِ عَوَاقِبِ أَفْعَالِهِ.

الطَّيْشُ وَالزُّجَاجُ الْمَكْسُورُ

كَانَ "عَادِلٌ" يَلْعَبُ بِحَمَاسٍ بِكُرَةِ الْقَدَمِ مَعَ صَدِيقِهِ أَمَامَ مَنْزِلِ الْجِيرَانِ. كَانَتْ أَصْوَاتُ ضَحِكَاتِهِمَا وَارْتِطَامِ الْكُرَةِ بِالْجِدَارِ تَمْلَأُ الشَّارِعَ. بَعْدَ قَلِيلٍ، فَتَحَتِ الْجَارَةُ بَابَهَا وَقَالَتْ بِلُطْفٍ: "يَا أَوْلَادُ، أَرْجُوكُمْ، الْعَبُوا فِي مَكَانٍ آخَرَ. أَخَافُ أَنْ تُصِيبُوا شَيْئًا بِالْكُرَةِ."

لَكِنَّ عَادِلًا، وَفِي غَمْرَةِ حَمَاسِهِ، لَمْ يَسْتَجِبْ لِطَلَبِهَا وَقَالَ لِصَدِيقِهِ: "هَيَّا نُكْمِلُ، لَنْ يَحْدُثَ شَيْءٌ!" وَاسْتَمَرَّ فِي اللَّعِبِ بِقُوَّةٍ أَكْبَرَ، وَرَكَلَ الْكُرَةَ بِكُلِّ عَزْمِهِ.

طَارَتِ الْكُرَةُ عَالِيًا، وَبَدَلًا مِنْ أَنْ تَصِلَ إِلَى صَدِيقِهِ، ارْتَطَمَتْ مُبَاشَرَةً بِنَافِذَةِ الْجِيرَانِ! "طَـــاخ!" صَوْتُ تَحَطُّمِ الزُّجَاجِ دَوَّى فِي الْمَكَانِ، وَتَلَاهُ صَمْتٌ عَمِيقٌ. تَجَمَّدَ الْوَلَدَانِ فِي مَكَانِهِمَا وَقَدِ اتَّسَعَتْ أَعْيُنُهُمَا رُعْبًا.

اتَّصَلَتِ الْجَارَةُ الْغَاضِبَةُ بِوَالِدِ عَادِلٍ وَأَخْبَرَتْهُ بِمَا حَدَثَ. حَضَرَ الْأَبُ عَلَى الْفَوْرِ وَنَظَرَ إِلَى النَّافِذَةِ الْمَكْسُورَةِ ثُمَّ إِلَى ابْنِهِ الْخَائِفِ. قَالَ بِغَضَبٍ وَحَزْمٍ: "لَقَدْ حَذَّرَتْكَ جَارَتُنَا وَأَنْتَ لَمْ تَسْتَمِعْ. سَتَتَحَمَّلُ نَتِيجَةَ فِعْلَتِكَ."

قَرَّرَ الْأَبُ أَنْ يَخْصِمَ ثَمَنَ الزُّجَاجِ الْجَدِيدِ مِنْ مَصْرُوفِ عَادِلٍ الْخَاصِّ كَعِقَابٍ لَهُ. فِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ، شَعَرَ عَادِلٌ بِنَدَمٍ شَدِيدٍ. لَمْ يَكُنِ الْأَمْرُ يَتَعَلَّقُ بِالْمَالِ، بَلْ بِأَنَّهُ أَزْعَجَ جَارَتَهُ وَأَغْضَبَ وَالِدَهُ وَخَيَّبَ أَمَلَهُمَا.

اقْتَرَبَ مِنْ جَارَتِهِ وَقَالَ بِخَجَلٍ: "أَنَا آسِفٌ جِدًّا." ثُمَّ نَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَقَالَ: "أَنَا أَقْبَلُ الْعُقُوبَةَ، وَأَعِدُكَ بِأَلَّا أُكَرِّرَ هَذَا الْخَطَأَ مَرَّةً أُخْرَى." تَعَلَّمَ عَادِلٌ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ دَرْسًا مُهِمًّا: أَنَّ حُرِّيَّتَنَا فِي اللَّعِبِ تَنْتَهِي عِنْدَمَا تَبْدَأُ حُدُودُ الْآخَرِينَ وَرَاحَتُهُمْ.

القيم والدروس الأخلاقية

  • احْتِرَامُ الْجِيرَانِ: مِنْ حَقِّ جِيرَانِنَا عَلَيْنَا أَنْ نَحْتَرِمَ هُدُوءَهُمْ وَمُمْتَلَكَاتِهِمْ وَأَلَّا نُسَبِّبَ لَهُمُ الْإِزْعَاجَ.
  • تَحَمُّلُ الْمَسْؤُولِيَّةِ: عِنْدَمَا نُرْتَكِبُ خَطَأً، يَجِبُ أَنْ نَعْتَرِفَ بِهِ وَنَتَحَمَّلَ عَوَاقِبَهُ بِشَجَاعَةٍ.
  • الِاسْتِمَاعُ لِلنَّصِيحَةِ: تَجَاهُلُ نَصَائِحِ الْكِبَارِ قَدْ يُؤَدِّي إِلَى وُقُوعِنَا فِي الْمَشَاكِلِ.
  • الِاعْتِذَارُ عِنْدَ الْخَطَأِ: الِاعْتِذَارُ الصَّادِقُ هُوَ خُطْوَةٌ مُهِمَّةٌ لِإِصْلَاحِ مَا أَفْسَدْنَاهُ.

أسئلة لفهم القصة

أسئلة بسيطة

  1. مَاذَا كَانَ يَفْعَلُ الْوَلَدُ مَعَ صَدِيقِهِ؟
  2. مَاذَا طَلَبَتِ الْجَارَةُ مِنَ الْوَلَدَيْنِ؟
  3. مَاذَا حَدَثَ لِنَافِذَةِ الْجِيرَانِ؟
  4. مَاذَا كَانَتْ عُقُوبَةُ الْأَبِ لِابْنِهِ؟
  5. بِمَاذَا وَعَدَ الْوَلَدُ وَالِدَهُ فِي النِّهَايَةِ؟

أسئلة للتفكير النقدي

  1. لِمَاذَا تَعْتَقِدُ أَنَّ الْوَلَدَ تَجَاهَلَ كَلَامَ الْجَارَةِ فِي الْبِدَايَةِ؟
  2. هَلْ كَانَتْ عُقُوبَةُ الْأَبِ (خَصْمُ الْمَالِ مِنَ الْمَصْرُوفِ) مُنَاسِبَةً؟ لِمَاذَا؟
  3. بِخِلَافِ كَسْرِ الزُّجَاجِ، مَا هِيَ الْأَخْطَاءُ الْأُخْرَى الَّتِي ارْتَكَبَهَا الْوَلَدُ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ؟

أسئلة لربط القصة بحياتك

  1. اذْكُرْ مَوْقِفًا تَعَرَّضْتَ فِيهِ لِلْعُقُوبَةِ بِسَبَبِ خَطَأٍ ارْتَكَبْتَهُ. مَاذَا تَعَلَّمْتَ؟
  2. مَا هِيَ الْقَوَاعِدُ الْمُهِمَّةُ لِلَّعِبِ بِالْقُرْبِ مِنْ مَنَازِلِ الْآخَرِينَ؟
  3. كَيْفَ تُظْهِرُ احْتِرَامَكَ لِجِيرَانِكَ؟

أنشطة تفاعلية ممتعة

  • صَمِّمْ لَافِتَةَ "مَكَانُ اللَّعِبِ الْآمِنِ": ارْسُمْ لَافِتَةً جَمِيلَةً تُوَضِّحُ الْأَمَاكِنَ الْمُنَاسِبَةَ لِلَّعِبِ بِالْكُرَةِ (مِثْلَ الْمَلْعَبِ أَوِ الْحَدِيقَةِ الْعَامَّةِ) وَالْأَمَاكِنَ غَيْرَ الْمُنَاسِبَةِ (بِجَانِبِ النَّوَافِذِ وَالسَّيَّارَاتِ).
  • تَمْثِيلُ مَشْهَدِ الِاعْتِذَارِ: قُمْ بِتَمْثِيلِ الْمَشْهَدِ الَّذِي يَعْتَذِرُ فِيهِ عَادِلٌ مِنَ الْجَارَةِ وَوَالِدِهِ. حَاوِلْ أَنْ تُظْهِرَ النَّدَمَ الصَّادِقَ فِي تَمْثِيلِكَ.
  • حَصَّالَةُ الْإِصْلَاحَاتِ: اصْنَعُوا حَصَّالَةً عَائِلِيَّةً صَغِيرَةً. عِنْدَمَا يَقُومُ أَحَدٌ بِكَسْرِ شَيْءٍ بِالْخَطَأِ، يُمْكِنُهُ أَنْ يَضَعَ جُزْءًا صَغِيرًا مِنْ مَصْرُوفِهِ فِيهَا لِيُسَاهِمَ فِي إِصْلَاحِهِ، لِلتَّعَلُّمِ عَنِ الْمَسْؤُولِيَّةِ.

إرسال تعليق

أحدث أقدم