طَائِرُ الرَّفْرَافِ وَالْخِيَارُ الصَّعْبُ
فِي يَوْمٍ مِنَ الْأَيَّامِ، عَلَى طُولِ سَاحِلٍ تُدَاعِبُهُ الشَّمْسُ، عَاشَ طَائِرٌ صَغِيرٌ رَائِعٌ اسْمُهُ سَمَكِي. كَانَ رِيشُهُ يَلْمَعُ بِأَلْفِ ظِلٍّ مِنَ الْأَزْرَقِ وَالْبُرْتُقَالِيِّ، كَأَنَّهُ جَوْهَرَةٌ طَائِرَةٌ. أَحَبَّ سَمَكِي الْعُزْلَةَ وَصَوْتَ الْأَمْوَاجِ، وَلِهَذَا السَّبَبِ عَاشَ دَائِمًا بِالْقُرْبِ مِنَ الْبَحْرِ الْأَزْرَقِ الْكَبِيرِ. كَانَ حَذِرًا لِلْغَايَةِ وَيَعْلَمُ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْهِ الْبَقَاءُ بَعِيدًا عَنِ الْبَشَرِ لِحِمَايَةِ أُسْرَتِهِ الْمُسْتَقْبَلِيَّةِ.
ذَاتَ يَوْمٍ، شَعَرَ أَنَّ الْوَقْتَ قَدْ حَانَ لِبِنَاءِ عُشٍّ لِبَيْضِهِ. طَارَ لِفَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ بَاحِثًا عَنِ الْمَكَانِ الْمِثَالِيِّ. كَانَ يُفَكِّرُ: "يَجِبُ أَنْ يَكُونَ آمِنًا، بَعِيدًا عَنْ أَيِّ خَطَرٍ فِي الْبَرِّ". وَأَخِيرًا، رَأَى جُرْفًا عَالِيًا يَغُطُّ فِي الْبَحْرِ. عَلَى أَحَدِ الْجَوَانِبِ، بَرَزَتْ صَخْرَةٌ كَشُرْفَةٍ صَغِيرَةٍ تُطِلُّ عَلَى الْمَاءِ. صَاحَ بِفَرَحٍ: "مُمْتَازٌ! لَنْ يَسْتَطِيعَ أَحَدٌ الْوُصُولَ إِلَيَّ هُنَا!". وَبِجُهْدٍ كَبِيرٍ، بَنَى عُشًّا دَافِئًا وَوَضَعَ فِيهِ بَيْضَهُ الثَّمِينَ.
فِي أَحَدِ الْأَيَّامِ، بَيْنَمَا كَانَ سَمَكِي بَعِيدًا يَصْطَادُ الْأَسْمَاكَ الصَّغِيرَةَ اللَّامِعَةَ لِعَشَائِهِ، أَظْلَمَتِ السَّمَاءُ. هَبَّتْ رِيحٌ قَوِيَّةٌ وَعَاتِيَةٌ، حَوَّلَتِ الْبَحْرَ الْهَادِئَ إِلَى عِمْلَاقٍ غَاضِبٍ. ارْتَطَمَتْ أَمْوَاجٌ ضَخْمَةٌ بِالْجُرْفِ، وَارْتَفَعَتْ أَعْلَى فَأَعْلَى، حَتَّى وَصَلَتْ إِلَى الصَّخْرَةِ حَيْثُ يُوجَدُ الْعُشُّ. وَبِقُوَّةٍ رَهِيبَةٍ، جَرَفَتِ الْمِيَاهُ كُلَّ شَيْءٍ، وَأَخَذَتْ مَعَهَا أَحْلَامَ سَمَكِي الصَّغِيرَةَ.
عِنْدَمَا عَادَ سَمَكِي وَمِنْقَارُهُ مَلِيءٌ بِالطَّعَامِ، وَجَدَ الصَّخْرَةَ عَارِيَةً وَمُبَلَّلَةً. تَجَمَّدَ قَلْبُهُ. صَاحَ بِيَأْسٍ: "آهِ، يَا لَتَعَاسَتِي! حَاوَلْتُ الْهَرَبَ مِنْ أَخْطَارِ الْيَابِسَةِ، فَاخْتَرْتُ هَذِهِ الصَّخْرَةَ الَّتِي ظَنَنْتُهَا صَدِيقَةً. وَلَكِنْ، الْبَحْرُ نَفْسُهُ الَّذِي أُحِبُّهُ خَانَنِي بِأَقْسَى طَرِيقَةٍ!".
قِيَمٌ وَدُرُوسٌ فِي الْحَيَاةِ
- أَهَمِّيَّةُ الْحَذَرِ: التَّفْكِيرُ جَيِّدًا قَبْلَ الْقِيَامِ بِعَمَلٍ يُسَاعِدُنَا عَلَى تَجَنُّبِ الْخَطَرِ.
- الْأَخْطَارُ الْخَفِيَّةُ: أَحْيَانًا، مَا يَبْدُو آمِنًا قَدْ يُخْفِي تَهْدِيدَاتٍ غَيْرَ مُتَوَقَّعَةٍ.
- تَقْيِيمُ كُلِّ الِاحْتِمَالَاتِ: مِنَ الْحِكْمَةِ التَّفْكِيرُ فِي جَمِيعِ الْمَخَاطِرِ الْمُحْتَمَلَةِ، وَلَيْسَ فَقَطْ تِلْكَ الَّتِي نَعْرِفُهَا.
- الطَّبِيعَةُ لَا يُمْكِنُ التَّنَبُّؤُ بِهَا: يَجِبُ أَنْ نَحْتَرِمَ قُوَّةَ الطَّبِيعَةِ وَأَلَّا نَسْتَهِينَ بِهَا أَبَدًا.
أَسْئِلَةٌ حَوْلَ الْقِصَّةِ
أَسْئِلَةُ الْفَهْمِ:
- مَا هُوَ اسْمُ الطَّائِرِ الصَّغِيرِ فِي الْقِصَّةِ؟
- لِمَاذَا اخْتَارَ سَمَكِي بِنَاءَ عُشِّهِ عَلَى الْجُرْفِ؟
- مَاذَا حَدَثَ لِلْعُشِّ بَيْنَمَا كَانَ سَمَكِي بَعِيدًا؟
- كَيْفَ شَعَرَ الطَّائِرُ عِنْدَمَا عَادَ؟
- مَا هُوَ الْخَطَرُ الَّذِي أَرَادَ سَمَكِي تَجَنُّبَهُ فِي الْبِدَايَةِ؟
أَسْئِلَةُ التَّفْكِيرِ النَّقْدِيِّ:
- هَلْ تَعْتَقِدُ أَنَّ خِيَارَ سَمَكِي كَانَ جَيِّدًا فِي الْبِدَايَةِ؟ لِمَاذَا؟
- مَا هُوَ الْمَكَانُ الْآخَرُ الَّذِي كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يَخْتَارَهُ لِيَكُونَ أَكْثَرَ أَمَانًا؟
- مَاذَا تُعَلِّمُنَا هَذِهِ الْقِصَّةُ عَنِ الثِّقَةِ الزَّائِدَةِ بِفِكْرَةٍ وَاحِدَةٍ؟
أَسْئِلَةٌ عَنِ الْحَيَاةِ الْيَوْمِيَّةِ:
- هَلْ تَذْكُرُ مَرَّةً ظَنَنْتَ فِيهَا أَنَّ شَيْئًا مَا آمِنٌ ثُمَّ تَبَيَّنَ أَنَّهُ لَيْسَ كَذَلِكَ؟
- كَيْفَ تُقَرِّرُ مَا إِذَا كَانَ مَكَانٌ مَا آمِنًا لِلَّعِبِ فِيهِ؟
- مَنْ يُسَاعِدُكَ عَلَى اتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ مُهِمَّةٍ لِسَلَامَتِكَ؟
أَنْشِطَةٌ مُسَلِّيَةٌ
- ارْسُمْ الْبَيْتَ الْمِثَالِيَّ: ارْسُمْ جُرْفَ سَمَكِي، ثُمَّ تَخَيَّلْ وَارْسُمْ عُشًّا جَدِيدًا لَهُ يَكُونُ آمِنًا مِنَ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ مَعًا.
- تَمْثِيلُ الْمَشَاعِرِ: حَاوِلْ أَنْ تُمَثِّلَ بِوَجْهِكَ وَجِسْمِكَ كَيْفَ شَعَرَ سَمَكِي: سَعِيدًا عِنْدَمَا وَجَدَ الصَّخْرَةَ، ثُمَّ حَزِينًا جِدًّا عِنْدَمَا اكْتَشَفَ مَا حَدَثَ.
- لُعْبَةُ "آمِنٌ أَمْ خَطِرٌ؟": يَذْكُرُ أَحَدُ الْكِبَارِ مَكَانًا لِبِنَاءِ بَيْتٍ (مِثْلَ: "عَلَى غُصْنٍ رَفِيعٍ"، "فِي بَيْتٍ لِلطُّيُورِ"، "بِالْقُرْبِ مِنْ جُحْرِ ثَعْلَبٍ") وَعَلَيْكَ أَنْ تَقُولَ إِذَا كَانَ "آمِنٌ!" أَمْ "خَطِرٌ!" وَتَشْرَحُ السَّبَبَ.