أَرْنُوبُ وَلُغْزُ سَارِقِ الْبَيْضِ
القصة
عَمَّ الْقَلَقُ وَالْخَوْفُ أَرْجَاءَ الْغَابَةِ، فَقَدْ عَادَ لِصٌّ غَامِضٌ يَسْرِقُ بَيْضَ الطُّيُورِ وَالدَّجَاجِ لَيْلًا. كَانَتْ أُمُّ "أَرْنُوبَ" وَأُمُّ "قُنْفُذَ" قَلِقَتَيْنِ جِدًّا. فِي كُلِّ مَرَّةٍ، كَانَ اللِّصُّ يَنْجَحُ فِي الْهَرَبِ قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ أَحَدٌ، تَارِكًا الْجَمِيعَ فِي حَيْرَةٍ وَغَضَبٍ.
كَانَتْ كُلُّ الشُّكُوكِ تَتَّجِهُ نَحْوَ الثَّعْلَبِ الْمَاكِرِ "ثَعْلُوبَ"، لَكِنْ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ أَيُّ دَلِيلٍ ضِدَّهُ. عِنْدَمَا وَاجَهَتْهُ الْحَيَوَانَاتُ، أَنْكَرَ التُّهْمَةَ وَقَالَ بِتَحَدٍّ: "أَحْضِرُوا دَلِيلًا وَاحِدًا!"
حَاوَلَتْ أُمُّ أَرْنُوبَ أَنْ تَنْصُبَ لَهُ كَمِينًا وَتَنَامَ بِجَانِبِ الْبَيْضِ، لَكِنَّهَا غَلَبَهَا النُّعَاسُ، فَاسْتَغَلَّ ثَعْلُوبُ الْفُرْصَةَ وَسَرَقَ الْبَيْضَ مَرَّةً أُخْرَى. بَعْدَ تَكْرَارِ السَّرِقَاتِ، قَالَ أَرْنُوبُ: "الْقُوَّةُ لَا تَنْفَعُ مَعَهُ، يَجِبُ أَنْ نَسْتَخْدِمَ الْعَقْلَ!"
اقْتَرَحَ أَرْنُوبُ خُطَّةً ذَكِيَّةً: أَنْ يَجْمَعُوا حِجَارَةً مُسْتَدِيرَةً وَيَطْلُوهَا بِاللَّوْنِ الْأَبْيَضِ لِتُشْبِهَ الْبَيْضَ، ثُمَّ يَضَعُوهَا فِي الْعُشِّ بَدَلًا مِنَ الْبَيْضِ الْحَقِيقِيِّ. وَافَقَ الْجَمِيعُ عَلَى الْخُطَّةِ وَبَدَأُوا بِتَنْفِيذِهَا.
فِي مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ، تَسَلَّلَ ثَعْلُوبُ كَعَادَتِهِ وَسَرَقَ "الْبَيْضَ" الْحَجَرِيَّ. ذَهَبَ إِلَى مَكَانٍ بَعِيدٍ وَحَاوَلَ أَنْ يَكْسِرَ إِحْدَى الْبَيْضَاتِ لِيَأْكُلَهَا. "آآآآآآخ!" صَرَخَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ مِنَ الْأَلَمِ، فَقَدِ اصْطَدَمَتْ أَسْنَانُهُ بِالْحَجَرِ الصَّلْبِ وَتَكَسَّرَتْ.
سَمِعَ الْأَصْدِقَاءُ صُرَاخَهُ وَأَسْرَعُوا لِيُمْسِكُوا بِهِ مُتَلَبِّسًا بِالْجَرِيمَةِ. اعْتَرَفَ ثَعْلُوبُ بِفِعْلَتِهِ وَطَلَبَ الْمُسَامَحَةَ، لَكِنَّ الْأَصْدِقَاءَ قَرَّرُوا أَنْ يُلَقِّنُوهُ دَرْسًا لِيَدْفَعَ ثَمَنَ فِعْلَتِهِ. وَهَكَذَا، دَفَعَ ثَعْلُوبُ ثَمَنًا غَالِيًا لِأَفْعَالِهِ، وَتَعَلَّمَ الْجَمِيعُ أَنَّ اسْتِخْدَامَ الْعَقْلِ وَالذَّكَاءِ هُوَ أَفْضَلُ طَرِيقَةٍ لِحَلِّ الْمَشَاكِلِ.
القيم والدروس الأخلاقية
- الذَّكَاءُ يَتَفَوَّقُ عَلَى الْقُوَّةِ: بَدَلًا مِنَ الْمُوَاجَهَةِ الْمُبَاشِرَةِ، اسْتَخْدَامُ خُطَّةٍ ذَكِيَّةٍ يُمْكِنُ أَنْ يَكْشِفَ الْحَقَائِقَ وَيَحُلَّ الْمَشَاكِلَ.
- الْعَدَالَةُ وَالْعِقَابُ: الْأَفْعَالُ السَّيِّئَةُ (مِثْلُ السَّرِقَةِ) لَهَا عَوَاقِبُ، وَمِنَ الْمُهِمِّ أَنْ يَتَحَمَّلَ الْمُخْطِئُ مَسْؤُولِيَّةَ أَفْعَالِهِ.
- التَّعَاوُنُ: بِالْعَمَلِ مَعًا كَفَرِيقٍ وَاحِدٍ، اسْتَطَاعَتْ حَيَوَانَاتُ الْغَابَةِ تَنْفِيذَ الْخُطَّةِ بِنَجَاحٍ.
- الْأَدِلَّةُ ضَرُورِيَّةٌ: لَا يَجِبُ اتِّهَامُ أَحَدٍ دُونَ دَلِيلٍ قَاطِعٍ، وَخُطَّةُ أَرْنُوبَ كَانَتْ تَهْدِفُ لِتَوْفِيرِ هَذَا الدَّلِيلِ.
أسئلة لفهم القصة
أسئلة بسيطة
- مَا هِيَ الْمُشْكِلَةُ الَّتِي كَانَتْ تُوَاجِهُهَا حَيَوَانَاتُ الْغَابَةِ؟
- مَنْ كَانَ الْمُشْتَبَهُ بِهِ الرَّئِيسِيُّ؟
- مَا هِيَ خُطَّةُ أَرْنُوبَ الذَّكِيَّةُ؟
- كَيْفَ كَشَفَتِ الْحَيَوَانَاتُ أَمْرَ ثَعْلُوبَ؟
- مَاذَا حَدَثَ لِأَسْنَانِ ثَعْلُوبَ؟
أسئلة للتفكير النقدي
- لِمَاذَا فَشِلَتْ خُطَّةُ أُمِّ أَرْنُوبَ بَيْنَمَا نَجَحَتْ خُطَّةُ أَرْنُوبَ؟
- هَلْ كَانَ مِنَ الصَّوَابِ أَنْ تُقَرِّرَ الْحَيَوَانَاتُ تَلْقِينَ ثَعْلُوبَ دَرْسًا بَدَلًا مِنْ مُسَامَحَتِهِ؟ لِمَاذَا؟
- كَيْفَ تُظْهِرُ هَذِهِ الْقِصَّةُ أَنَّ "الْجَرِيمَةَ لَا تُفِيدُ"؟
أسئلة لربط القصة بحياتك
- اذْكُرْ مَوْقِفًا اسْتَخْدَمْتَ فِيهِ عَقْلَكَ لِحَلِّ مُشْكِلَةٍ بَدَلًا مِنَ الْغَضَبِ.
- مَاذَا تَفْعَلُ إِذَا شَكَكْتَ فِي أَنَّ أَحَدًا قَدْ أَخَذَ شَيْئًا مِنْكَ دُونَ دَلِيلٍ؟
- كَيْفَ يُمْكِنُكَ أَنْ تُسَاعِدَ فِي حِمَايَةِ مُجْتَمَعِكَ الصَّغِيرِ (الْأُسْرَةِ أَوِ الْفَصْلِ) مِنْ أَيِّ أَذًى؟
أنشطة تفاعلية ممتعة
- صُنْعُ "الْبَيْضِ الْحَجَرِيِّ": ابْحَثْ عَنْ حِجَارَةٍ مُسْتَدِيرَةٍ وَنَاعِمَةٍ، ثُمَّ قُمْ بِتَلْوِينِهَا بِاللَّوْنِ الْأَبْيَضِ لِتُصْنَعَ "بَيْضَ الْخُدْعَةِ" الْخَاصَّ بِكَ.
- لُعْبَةُ "الْمُحَقِّقِ أَرْنُوبَ": يَخْتَبِئُ أَحَدُكُمْ (السَّارِقُ) وَيَتْرُكُ وَرَاءَهُ أَدِلَّةً (مِثْلَ آثَارِ أَقْدَامٍ وَرَقِيَّةٍ). يَقُومُ الْآخَرُونَ (الْمُحَقِّقُونَ) بِتَتَبُّعِ الْأَدِلَّةِ لِلْإِمْسَاكِ بِهِ.
- ارْسُمِ الْمَشْهَدَ الْحَاسِمَ: ارْسُمْ صُورَةً لِثَعْلُوبَ وَهُوَ يَصْرُخُ مِنَ الْأَلَمِ وَحَوْلَهُ "الْبَيْضُ" الْحَجَرِيُّ، وَأَرْنُوبُ وَأَصْدِقَاؤُهُ يَظْهَرُونَ لِلْإِمْسَاكِ بِهِ.