أَرْنُوبُ وَالْقُنْبُلَةُ الْخَيَالِيَّةُ

أَرْنُوبُ وَالْقُنْبُلَةُ الْخَيَالِيَّةُ

القصة

كَانَ "أَرْنُوبُ" وَصَدِيقَاهُ "بَطُّوطُ" وَ"قُنْفُذُ" يَجْلِسُونَ أَمَامَ التِّلْفَازِ بِأَعْيُنٍ مُتَّسِعَةٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْحَمَاسِ. كَانُوا يُشَاهِدُونَ فِيلْمًا عَنْ أَبْطَالٍ يُحَاوِلُونَ إِبْطَالَ قُنْبُلَةٍ. وَفَجْأَةً، سَمِعُوا خُطُوَاتِ أُمِّ أَرْنُوبَ، فَقَامُوا بِسُرْعَةٍ بِتَغْيِيرِ الْقَنَاةِ إِلَى قَنَاةِ الْأَطْفَالِ الْآمِنَةِ "زَادُ الْحُرُوفِ".

عِنْدَمَا دَخَلَتِ الْأُمُّ، تَظَاهَرَ الْأَصْدِقَاءُ بِأَنَّهُمْ يَسْتَمْتِعُونَ بِالْبَرْنَامَجِ التَّعْلِيمِيِّ. وَبَعْدَ مُغَادَرَتِهَا، اعْتَرَفُوا لِبَعْضِهِمْ بِخَوْفِهِمْ مِمَّا شَاهَدُوهُ. فِي تِلْكَ الْأَثْنَاءِ، لَمَحُوا عُلْبَةً غَرِيبَةً تَحْتَ الطَّاوِلَةِ، تُشْبِهُ تِلْكَ الَّتِي كَانَتْ فِي الْفِيلْمِ! صَاحُوا بِرُعْبٍ: "إِنَّهَا قُنْبُلَةٌ!"

تَأَثَّرَ الْأَصْدِقَاءُ بِمَشَاهِدِ الْفِيلْمِ وَبَدَأُوا فِي تَقْلِيدِ الْأَبْطَالِ. صَرَخَ بَطُّوطُ فَجْأَةً وَتَجَمَّدَ فِي مَكَانِهِ قَائِلًا: "لَا تَقْتَرِبُوا! أَعْتَقِدُ أَنَّنِي دُسْتُ عَلَى لُغْمٍ!" أَسْرَعَ قُنْفُذُ لِيُسَاعِدَهُ لَكِنَّهُ تَعَثَّرَ وَسَقَطَ، فَتَظَاهَرَ بِأَنَّ ظَهْرَهُ قَدْ أُصِيبَ، تَمَامًا مِثْلَ إِحْدَى شَخْصِيَّاتِ الْفِيلْمِ.

قَالَ أَرْنُوبُ بِشَجَاعَةٍ مُصْطَنَعَةٍ: "يَجِبُ أَنْ أَتَوَلَّى الْمُهِمَّةَ!" حَمَلَ الْعُلْبَةَ "الْقُنْبُلَةَ" بِحَذَرٍ شَدِيدٍ وَرَكَضَ بِهَا نَحْوَ الْبُحَيْرَةِ لِيُلْقِيَهَا فِي الْمَاءِ، كَمَا فَعَلَ بَطَلُ الْفِيلْمِ.

أَلْقَى أَرْنُوبُ بِالْعُلْبَةِ فِي الْمَاءِ مُحْدِثَةً صَوْتَ ارْتِطَامٍ خَفِيفٍ. لَكِنَّهَا لَمْ تَنْفَجِرْ، بَلْ طَفَتْ عَلَى السَّطْحِ. فِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ، وَصَلَتْ خَالَةُ قُنْفُذَ وَسَأَلَتْ: "مَاذَا تَفْعَلُونَ؟ هَذَا هُوَ الْجِهَازُ اللَّوْحِيُّ الَّذِي أَرْسَلْتُهُ هَدِيَّةً لِقُنْفُذَ!"

نَظَرَ الْأَصْدِقَاءُ إِلَى بَعْضِهِمْ بِخَجَلٍ وَصَدْمَةٍ. عَاتَبَتْهُمْ أُمُّ أَرْنُوبَ عَلَى مُشَاهَدَةِ الْقَنَوَاتِ الْمُخِيفَةِ. فَاعْتَرَفُوا بِخَطَئِهِمْ وَتَعَهَّدُوا بِمُشَاهَدَةِ قَنَاةِ "زَادُ الْحُرُوفِ" فَقَطْ فِي الْمُسْتَقْبَلِ، لِأَنَّهَا مُسَلِّيَةٌ وَآمِنَةٌ وَلَا تُسَبِّبُ لَهُمُ الْكَوَابِيسَ.

القيم والدرُوسُ الْأَخْلَاقِيَّةُ

  • اخْتِيَارُ الْمُحْتَوَى الْمُنَاسِبِ: مِنَ الْمُهِمِّ أَنْ نُشَاهِدَ الْبَرَامِجَ وَالْأَفْلَامَ الَّتِي تُنَاسِبُ أَعْمَارَنَا وَلَا تُسَبِّبُ لَنَا الْخَوْفَ أَوِ الْقَلَقَ.
  • الْفَرْقُ بَيْنَ الْخَيَالِ وَالْوَاقِعِ: مَا نَرَاهُ فِي الْأَفْلَامِ هُوَ تَمْثِيلٌ وَلَيْسَ حَقِيقَةً، وَتَقْلِيدُ الْمَشَاهِدِ الْخَطِيرَةِ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ إِلَى حَوَادِثَ حَقِيقِيَّةٍ.
  • الصِّدْقُ مَعَ الْوَالِدَيْنِ: مُحَاوَلَةُ إِخْفَاءِ الْأَشْيَاءِ عَنِ الْوَالِدَيْنِ غَالِبًا مَا تُوقِعُنَا فِي مَشَاكِلَ أَكْبَرَ.
  • التَّفْكِيرُ الْمَنْطِقِيُّ: الْخَوْفُ يُمْكِنُ أَنْ يَجْعَلَنَا نَتَصَرَّفُ بِغَرَابَةٍ، لِذَلِكَ يَجِبُ أَنْ نُحَاوِلَ التَّفْكِيرَ بِهُدُوءٍ قَبْلَ التَّصَرُّفِ.

أسئلة لفهم القصة

أسئلة بسيطة

  1. مَاذَا كَانَ الْأَصْدِقَاءُ يُشَاهِدُونَ فِي بِدَايَةِ الْقِصَّةِ؟
  2. مَاذَا فَعَلُوا عِنْدَمَا دَخَلَتْ أُمُّ أَرْنُوبَ؟
  3. مَاذَا ظَنَّ الْأَصْدِقَاءُ أَنَّ الْعُلْبَةَ كَانَتْ؟
  4. كَيْفَ قَلَّدَ أَرْنُوبُ بَطَلَ الْفِيلْمِ؟
  5. مَاذَا كَانَتِ "الْقُنْبُلَةُ" فِي الْحَقِيقَةِ؟

أسئلة للتفكير النقدي

  1. لِمَاذَا صَدَّقَ الْأَصْدِقَاءُ أَنَّ الْعُلْبَةَ كَانَتْ قُنْبُلَةً بِسُهُولَةٍ؟
  2. كَيْفَ أَثَّرَ الْفِيلْمُ الْمُخِيفُ عَلَى تَصَرُّفَاتِ الْأَصْدِقَاءِ؟
  3. هَلْ كَانَ تَصَرُّفُ أَرْنُوبَ بِإِلْقَاءِ "الْقُنْبُلَةِ" فِي الْمَاءِ شُجَاعًا أَمْ مُتَهَوِّرًا؟ لِمَاذَا؟

أسئلة لربط القصة بحياتك

  1. هَلْ شَعَرْتَ بِالْخَوْفِ مِنْ قَبْلُ بَعْدَ مُشَاهَدَةِ فِيلْمٍ أَوْ بَرْنَامَجٍ؟ مَاذَا فَعَلْتَ؟
  2. مَا هِيَ قَنَاتُكَ أَوْ بَرْنَامَجُكَ التِّلْفِزْيُونِيُّ الْمُفَضَّلُ؟ وَلِمَاذَا تُحِبُّهُ؟
  3. كَيْفَ تَتَأَكَّدُ مِنْ أَنَّ مَا تُشَاهِدُهُ مُنَاسِبٌ لَكَ؟

أنشطة تفاعلية ممتعة

  • صَمِّمْ دَلِيلَ الْقَنَوَاتِ الْآمِنَةِ: ارْسُمْ جَدْوَلًا. فِي عَمُودٍ، اكْتُبْ أَسْمَاءَ بَرَامِجَ تُحِبُّهَا. وَفِي الْعَمُودِ الْمُقَابِلِ، اكْتُبْ لِمَاذَا هِيَ مُسَلِّيَةٌ وَآمِنَةٌ.
  • ارْسُمِ الْمَوْقِفَ الْمُضْحِكَ: ارْسُمْ صُورَةً لِبَطُّوطَ وَهُوَ مُتَجَمِّدٌ فِي مَكَانِهِ لِأَنَّهُ يَظُنُّ أَنَّهُ يَقِفُ عَلَى لُغْمٍ.
  • تَمْثِيلُ "مَاذَا نَفْعَلُ عِنْدَمَا نَخَافُ؟": قُمْ بِتَمْثِيلِ مَشْهَدٍ تَشْعُرُ فِيهِ بِالْخَوْفِ بَعْدَ رُؤْيَةِ شَيْءٍ مُخِيفٍ. كَيْفَ تَتَصَرَّفُ؟ هَلْ تُخْبِرُ وَالِدَيْكَ؟ هَلْ تُشْعِلُ الضَّوْءَ؟

إرسال تعليق

أحدث أقدم