بَطُّوطُ وَمَرَضُ الْحَصْبَةِ الْوَهْمِيُّ
كَانَ "بَطُّوطُ" يَشْعُرُ بِمَلَلٍ شَدِيدٍ. وَبَيْنَمَا كَانَ يَدُورُ فِي مَنْزِلِهِ، اصْطَدَمَ بِالْبَابِ وَآذَى قَدَمَهُ. فِي تِلْكَ الْأَثْنَاءِ، وَصَلَ أَصْدِقَاؤُهُ "أَرْنُوبُ" وَ"رَاكُونُ" وَ"قُنْفُذُ" لِزِيَارَتِهِ. وَجَدُوا عَلَى الْبَابِ رِسَالَةً مِنْ مُدِيرِيَّةِ الصِّحَّةِ مُوَجَّهَةً إِلَيْهِ. بِسَبَبِ قَلَقِهِمْ عَلَيْهِ، قَرَّرُوا قِرَاءَتَهَا.
صُدِمَ الْأَصْدِقَاءُ عِنْدَمَا قَرَأُوا عَنْ أَعْرَاضِ مَرَضِ الْحَصْبَةِ الْخَطِيرِ. وَعِنْدَمَا خَرَجَ بَطُّوطُ وَهُوَ يَعْرُجُ وَيَتَأَلَّمُ مِن قَدَمِهِ، تَأَكَّدُوا مِنْ شُكُوكِهِمْ وأَنَّهُ مَرِيضٌ. قَرَّرُوا الِاهْتِمَامَ بِهِ دُونَ إِخْبَارِهِ بِالْحَقِيقَةِ كَيْ لَا يُصَابَ بِالْهَلَعِ.
بَدَأَ الْأَصْدِقَاءُ فِي تَلْبِيَةِ جَمِيعِ طَلَبَاتِ بَطُّوطَ الْمُسْتَغْرِبِ. قَالَ: "أَنَا أَشْتَهِي سَمَكًا مَشْوِيًّا." فَانْطَلَقُوا جَمِيعًا وَصَادُوا لَهُ أَكْبَرَ سَمَكَةٍ وَقَامُوا بِشَوَيِّهَا. ثُمَّ قَالَ: "أُرِيدُ أَنْ أَلْعَبَ كُرَةَ الْقَدَمِ." فَأَخَذُوهُ إِلَى الْمَلْعَبِ وَتَعَمَّدُوا جَعْلَهُ يَفُوزُ وَيُسَجِّلُ الْكَثِيرَ مِنَ الْأَهْدَافِ وَهُمْ يُصَفِّقُونَ لَهُ.
أَثْنَاءَ اللَّعِبِ، لَدَغَتْهُ حَشَرَةٌ وَظَهَرَتْ حَبَّةٌ حَمْرَاءُ عَلَى يَدِهِ. هَمَسَ قُنْفُذُ لِأَرْنُوبَ بِخَوْفٍ: "انْظُرْ! الْحَبُّ بَدَأَ يَنْتَشِرُ! إِنَّهَا الْحَصْبَةُ بِالتَّأْكِيدِ!" فَزَادُوا مِنِ اهْتِمَامِهِمْ بِهِ.
فِي النِّهَايَةِ، وَبَيْنَمَا كَانُوا فِي مَنَازِلِهِمْ، اكْتَشَفَ أَرْنُوبُ وَأَصْدِقَاؤُهُ أَنَّهُمْ تَلَقَّوْا جَمِيعًا نَفْسَ الرِّسَالَةِ. لَقَدْ كَانَتْ مُجَرَّدَ حَمْلَةِ تَوْعِيَةٍ وَدَعْوَةٍ لِأَخْذِ لُقَاحِ الْحَصْبَةِ، وَلَيْسَتْ تَشْخِيصًا لِمَرَضِ بَطُّوطَ!
أَدْرَكُوا خَطَأَهُمْ وَضَحِكُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ. ذَهَبُوا إِلَى بَطُّوطَ، الَّذِي أَصْبَحَ مُدَلَّلًا جِدًّا وَقَالَ: "أُرِيدُ جَوْلَةً فِي الْغَابَةِ عَلَى أَكْتَافِكُمْ." فَرَفَضُوا جَمِيعًا وَهُمْ يَضْحَكُونَ وَأَخْبَرُوهُ بِالْحَقِيقَةِ. وَتَعَلَّمُوا جَمِيعًا دَرْسًا عَنْ أَهَمِّيَّةِ قِرَاءَةِ الْأُمُورِ بِتَمَعُّنٍ وَعَدَمِ الْقَفْزِ إِلَى الِاسْتِنْتَاجَاتِ.
القيم والدروس الأخلاقية
- الْعِنَايَةُ بِالْأَصْدِقَاءِ: تُظْهِرُ الْقِصَّةُ أَهَمِّيَّةَ الْوُقُوفِ بِجَانِبِ أَصْدِقَائِنَا وَالِاهْتِمَامِ بِهِمْ، خَاصَّةً عِنْدَمَا نَعْتَقِدُ أَنَّهُمْ فِي وَرْطَةٍ.
- خَطَرُ التَّسَرُّعِ فِي الْحُكْمِ: قَفَزَ الْأَصْدِقَاءُ إِلَى اسْتِنْتَاجٍ خَاطِئٍ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَقْرَأُوا الرِّسَالَةَ بِتَمَعُّنٍ، مِمَّا أَدَّى إِلَى سُوءِ فَهْمٍ كَبِيرٍ.
- أَهَمِّيَّةُ الْقِرَاءَةِ الْجَيِّدَةِ: مِنْ الضَّرُورِيِّ أَنْ نَقْرَأَ الْأَشْيَاءَ بِعِنَايَةٍ وَنَفْهَمَهَا فَهْمًا كَامِلًا قَبْلَ اتِّخَاذِ أَيِّ قَرَارٍ.
- النَّوَايَا الطَّيِّبَةُ: عَلَى الرَّغْمِ مِنْ خَطَئِهِمْ، كَانَتْ نِيَّةُ الْأَصْدِقَاءِ طَيِّبَةً وَهِيَ مُسَاعَدَةُ صَدِيقِهِمْ.
أسئلة لفهم القصة
أسئلة بسيطة
- مَاذَا حَدَثَ لِبَطُّوطَ فِي بِدَايَةِ الْقِصَّةِ؟
- مَاذَا وَجَدَ أَصْدِقَاؤُهُ عَلَى بَابِهِ؟
- مَا هُوَ الْمَرَضُ الَّذِي ظَنَّ الْأَصْدِقَاءُ أَنَّ بَطُّوطَ مُصَابٌ بِهِ؟
- اذْكُرْ أَمْرَيْنِ فَعَلَهُمَا الْأَصْدِقَاءُ لِتَدْلِيلِ بَطُّوطَ.
- مَاذَا كَانَتِ الرِّسَالَةُ فِي الْحَقِيقَةِ؟
أسئلة للتفكير النقدي
- لِمَاذَا قَرَّرَ الْأَصْدِقَاءُ عَدَمَ إِخْبَارِ بَطُّوطَ بِحَقِيقَةِ "مَرَضِهِ"؟ هَلْ كَانَ هَذَا قَرَارًا صَائِبًا؟
- كَيْفَ كَانَ يُمْكِنُ تَجَنُّبُ كُلِّ هَذَا الْإِرْبَاكِ؟
- لَوْ كُنْتَ مَكَانَ بَطُّوطَ، كَيْفَ كُنْتَ سَتَشْعُرُ عِنْدَمَا تَكْتَشِفُ الْحَقِيقَةَ؟
أسئلة لربط القصة بحياتك
- اذْكُرْ مَوْقِفًا تَسَرَّعْتَ فِيهِ فِي فَهْمِ شَيْءٍ مَا ثُمَّ اكْتَشَفْتَ أَنَّكَ كُنْتَ مُخْطِئًا.
- كَيْفَ تَعْتَنِي بِأَصْدِقَائِكَ أَوْ أَفْرَادِ أُسْرَتِكَ عِنْدَمَا يَمْرَضُونَ؟
- لِمَاذَا مِنَ الْمُهِمِّ أَنْ نَسْتَمِعَ لِكُلِّ التَّفَاصِيلِ قَبْلَ أَنْ نُصْدِرَ حُكْمًا؟
أنشطة تفاعلية ممتعة
- ارْسُمِ "الْمَرِيضَ الْمُدَلَّلَ": ارْسُمْ صُورَةً مُضْحِكَةً لِبَطُّوطَ وَهُوَ مُسْتَلْقٍ بِرَاحَةٍ، وَأَصْدِقَاؤُهُ يُلَبُّونَ طَلَبَاتِهِ الْكَثِيرَةَ.
- لُعْبَةُ "مَاذَا تَقُولُ الرِّسَالَةُ؟": اكْتُبْ رِسَالَةً قَصِيرَةً وَمُحَيِّرَةً. يَقْرَأُهَا أَوَّلُ طِفْلٍ بِسُرْعَةٍ وَيُخْبِرُ الْآخَرِينَ بِمَا يَظُنُّ أَنَّهَا تَعْنِيهُ. ثُمَّ يَقْرَأُ الثَّانِي بِتَمَعُّنٍ وَيُوَضِّحُ الْمَعْنَى الْحَقِيقِيَّ.
- تَمْثِيلُ مَشْهَدِ كَشْفِ الْحَقِيقَةِ: قُمْ أَنْتَ وَأَصْدِقَاؤُكَ بِتَمْثِيلِ الْمَشْهَدِ الْأَخِيرِ الَّذِي يَكْتَشِفُونَ فِيهِ حَقِيقَةَ الرِّسَالَةِ وَيَرْفُضُونَ حَمْلَ بَطُّوطَ.