خصام أرنوب وبطوط

خِصَامُ أَرْنُوبَ وَبَطُّوطَ

القصة

كَانَ "أَرْنُوبُ" وَ"بَطُّوطُ" يَلْعَبَانِ بِسَعَادَةٍ عَلَى الْأُرْجُوحَةِ. كَانَ أَرْنُوبُ يَدْفَعُ بَطُّوطَ عَالِيًا وَأَعْلَى. قَالَ بَطُّوطُ بِخَوْفٍ: "كَفَى يَا أَرْنُوبُ! هَذَا مُرْتَفِعٌ جِدًّا!" لَكِنَّ أَرْنُوبَ لَمْ يَأْخُذْ كَلَامَهُ عَلَى مَحْمَلِ الْجِدِّ وَدَفَعَهُ بِقُوَّةٍ أَكْبَرَ، مِمَّا أَدَّى إِلَى سُقُوطِ بَطُّوطَ وَارْتِطَامِهِ بِشَجَرَةٍ.

شَعَرَ بَطُّوطُ بِأَلَمٍ فِي كُلِّ جَسَدِهِ. أَسْرَعَ أَرْنُوبُ وَاعْتَذَرَ، لَكِنَّ بَطُّوطَ كَانَ غَاضِبًا وَمُتَأَلِّمًا فَرَفَضَ اعْتِذَارَهُ. فِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ، تَدَخَّلَ الرَّاكُونُ الْمَاكِرُ الَّذِي اسْتَغَلَّ الْمَوْقِفَ لِيُفْسِدَ صَدَاقَتَهُمَا.

ذَهَبَ الرَّاكُونُ إِلَى بَطُّوطَ وَقَالَ لَهُ بِخُبْثٍ: "لَقَدْ رَأَيْتُ أَرْنُوبَ، إِنَّهُ غَيْرُ مُهْتَمٍّ بِكَ عَلَى الْإِطْلَاقِ وَيُكْمِلُ اللَّعِبَ وَالْمَرَحَ." ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَرْنُوبَ وَقَالَ: "بَطُّوطُ غَاضِبٌ جِدًّا وَيَرْفُضُ رُؤْيَتَكَ وَسَيَطْرُدُكَ إِذَا حَاوَلْتَ زِيَارَتَهُ."

اسْتَمَرَّ الْخِصَامُ بَيْنَ الصَّدِيقَيْنِ لِعِدَّةِ أَيَّامٍ. كَانَ كُلٌّ مِنْهُمَا حَزِينًا فِي مَنْزِلِهِ، يَعْتَقِدُ أَنَّ الْآخَرَ لَا يَهْتَمُّ لِأَمْرِهِ. أَخِيرًا، ذَهَبَ كُلٌّ مِنْهُمَا إِلَى أُمِّهِ وَشَكَى لَهَا مَا حَدَثَ.

قَرَّرَتِ الْأُمَّهَاتُ الْحَكِيمَاتُ التَّدَخُّلَ. أَخَذَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ ابْنَهَا إِلَى مَكَانٍ فِي الْغَابَةِ دُونَ أَنْ يَعْرِفَا أَنَّ الْآخَرَ سَيَكُونُ هُنَاكَ. عِنْدَمَا الْتَقَى الصَّدِيقَانِ، سَادَ الصَّمْتُ فِي الْبِدَايَةِ، ثُمَّ قَالَ أَرْنُوبُ: "كُنْتُ قَلِقًا عَلَيْكَ." وَقَالَ بَطُّوطُ: "وَأَنَا أَيْضًا."

فِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ، اكْتَشَفَا سُوءَ الْفَهْمِ الَّذِي حَدَثَ بِسَبَبِ الرَّاكُونِ. ظَهَرَ الرَّاكُونُ فَجْأَةً وَانْدَهَشَ لِتَصَالُحِهِمَا، وَعِنْدَمَا وَاجَهَاهُ بِمَا فَعَلَ، هَرَبَ خَجِلًا. تَعَانَقَ أَرْنُوبُ وَبَطُّوطُ، وَعَادَتْ صَدَاقَتُهُمَا أَقْوَى مِنْ قَبْلُ.

تَعَلَّمَ الصَّدِيقَانِ دَرْسًا مُهِمًّا عَنِ التَّسَامُحِ وَأَهَمِّيَّةِ التَّحَدُّثِ مُبَاشَرَةً مَعَ بَعْضِهِمَا الْبَعْضِ بَدَلًا مِنَ الِاسْتِمَاعِ لِلْفِتْنَةِ.

القيم والدروس الأخلاقية

  • التَّوَاصُلُ الْمُبَاشِرُ: مِنَ الْمُهِمِّ أَنْ نَتَحَدَّثَ مَعَ أَصْدِقَائِنَا مُبَاشَرَةً لِحَلِّ الْمَشَاكِلِ بَدَلًا مِنَ الِاسْتِمَاعِ لِأَطْرَافٍ أُخْرَى قَدْ تُفْسِدُ الْعَلَاقَةَ.
  • خَطَرُ النَّمِيمَةِ: نَقْلُ الْكَلَامِ بِشَكْلٍ خَاطِئٍ (النَّمِيمَةُ) هُوَ سَبَبٌ رَئِيسِيٌّ فِي إِفْسَادِ الصَّدَاقَاتِ.
  • التَّسَامُحُ وَالْعَفْوُ: التَّسَامُحُ هُوَ أَسَاسُ الصَّدَاقَاتِ الْقَوِيَّةِ وَالْمُسْتَمِرَّةِ.
  • الْحَذَرُ عِنْدَ اللَّعِبِ: يَجِبُ أَنْ نَحْرِصَ عَلَى سَلَامَةِ أَصْدِقَائِنَا أَثْنَاءَ اللَّعِبِ وَنَحْتَرِمَ مَخَاوِفَهُمْ.

أسئلة لفهم القصة

أسئلة بسيطة

  1. مَاذَا حَدَثَ لِبَطُّوطَ عَلَى الْأُرْجُوحَةِ؟
  2. هَلْ قَبِلَ بَطُّوطُ اعْتِذَارَ أَرْنُوبَ فِي الْبِدَايَةِ؟
  3. مَنْ هِيَ الشَّخْصِيَّةُ الَّتِي حَاوَلَتْ إِفْسَادَ صَدَاقَتِهِمَا؟
  4. مَاذَا أَخْبَرَ الرَّاكُونُ كُلًّا مِنْ أَرْنُوبَ وَبَطُّوطَ؟
  5. كَيْفَ تَصَالَحَ الصَّدِيقَانِ فِي النِّهَايَةِ؟

أسئلة للتفكير النقدي

  1. لِمَاذَا صَدَّقَ أَرْنُوبُ وَبَطُّوطُ كَلَامَ الرَّاكُونِ بِسُهُولَةٍ؟
  2. مَا هُوَ الْخَطَأُ الْأَكْبَرُ الَّذِي ارْتَكَبَهُ أَرْنُوبُ: دَفْعُ الْأُرْجُوحَةِ بِقُوَّةٍ، أَمْ تَصْدِيقُ الرَّاكُونِ؟
  3. كَيْفَ أَظْهَرَتِ الْأُمَّهَاتُ حِكْمَتَهُنَّ فِي حَلِّ الْخِلَافِ؟

أسئلة لربط القصة بحياتك

  1. هَلْ تَخَاصَمْتَ مَعَ صَدِيقٍ لَكَ مِنْ قَبْلُ بِسَبَبِ سُوءِ فَهْمٍ؟ كَيْفَ حَلَلْتُمُ الْمُشْكِلَةَ؟
  2. مَاذَا تَفْعَلُ إِذَا جَاءَ شَخْصٌ وَأَخْبَرَكَ بِشَيْءٍ سَيِّئٍ عَنْ صَدِيقِكَ؟
  3. كَيْفَ تَعْتَذِرُ لِصَدِيقِكَ عِنْدَمَا تُخْطِئُ فِي حَقِّهِ؟

أنشطة تفاعلية ممتعة

  • لُعْبَةُ "الْهَاتِفِ الْمَكْسُورِ": اجْلِسُوا فِي دَائِرَةٍ. يَهْمِسُ أَوَّلُ طِفْلٍ بِجُمْلَةٍ فِي أُذُنِ الَّذِي يَلِيهِ، وَهَكَذَا حَتَّى تَصِلَ إِلَى آخِرِ طِفْلٍ، الَّذِي يَقُولُ الْجُمْلَةَ بِصَوْتٍ عَالٍ. شَاهِدُوا كَيْفَ يَتَغَيَّرُ الْكَلَامُ عِنْدَمَا يُنْقَلُ مِنْ شَخْصٍ لِآخَرَ.
  • ارْسُمِ الصُّلْحَ: ارْسُمْ صُورَةً لِأَرْنُوبَ وَبَطُّوطَ وَهُمَا يَتَعَانَقَانِ بَعْدَ أَنْ تَصَالَحَا، وَالرَّاكُونُ يَنْظُرُ إِلَيْهِمَا مِنْ بَعِيدٍ وَهُوَ نَادِمٌ.
  • تَمْثِيلُ "طَلَبِ الْمُسَاعَدَةِ مِنَ الْأُمِّ": قُمْ بِتَمْثِيلِ الْمَشْهَدِ الَّذِي يَشْكُو فِيهِ أَحَدُ الْأَطْفَالِ لِأُمِّهِ مِمَّا حَدَثَ مَعَ صَدِيقِهِ، وَكَيْفَ تُقَدِّمُ لَهُ الْأُمُّ النَّصِيحَةَ.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

لحظة من فضلك!

يبدو أنك تستخدم أداة لمنع الإعلانات. لدعم استمرارية الموقع، نرجو منك التكرم بتعطيلها ثم تحديث الصفحة.

شكرًا لدعمك وتقديرك.