قَفْزَةُ قُنْفُذَ الشُّجَاعَةُ

قَفْزَةُ قُنْفُذَ الشُّجَاعَةُ

كَانَ يَوْمًا ثَلْجِيًّا رَائِعًا، وَكَانَ الْأَصْدِيقَاءُ الثَّلَاثَةُ، "أَرْنُوبُ" وَ"بَطُّوطُ" وَ"قُنْفُذُ"، يَسْتَمْتِعُونَ بِاللَّعِبِ فِي الثَّلْجِ. اقْتَرَحَ أَرْنُوبُ بِحَمَاسٍ: "هَيَّا نَقُمْ بِتَحَدِّي الْقَفْزِ مِنْ فَوْقِ تِلْكَ التَّلَّةِ الْعَالِيَةِ!"

وَكَالْعَادَةِ، كَانَ أَرْنُوبُ أَوَّلَ مَنْ يَقْفِزُ. أَخَذَ نَفَسًا عَمِيقًا وَقَامَ بِقَفْزَةٍ رَائِعَةٍ وَهَبَطَ بِخِفَّةٍ عَلَى الثَّلْجِ. بَعْدَهُ، جَاءَ دَوْرُ بَطُّوطَ الَّذِي كَانَ يَشْعُرُ بِالْخَوْفِ قَلِيلًا، لَكِنَّهُ نَجَحَ فِي قَفْزَةٍ مُمَيَّزَةٍ أَيْضًا.

عِنْدَمَا حَانَ دَوْرُ قُنْفُذَ، شَعَرَ بِخَوْفٍ شَدِيدٍ. كَانَتِ التَّلَّةُ تَبْدُو مُرْتَفِعَةً جِدًّا. حَاوَلَ أَنْ يَتَشَجَّعَ حَتَّى لَا يَسْخَرَ مِنْهُ أَصْدِقَاؤُهُ، فَقَفَزَ، لَكِنَّهُ سَقَطَ بِشَكْلٍ سَيِّئٍ فِي حُفْرَةٍ مِنَ الثَّلْجِ. بَدَلًا مِنْ مُسَاعَدَتِهِ، انْفَجَرَ أَرْنُوبُ وَبَطُّوطُ فِي الضَّحِكِ.

شَعَرَ قُنْفُذُ بِالْخِذْلَانِ وَالْحُزْنِ مِنْ تَصَرُّفِهِمَا وَغَادَرَ. بَعْدَ أَنْ أَصْبَحَ وَحْدَهُ، قَرَّرَ أَنْ يُثْبِتَ لِنَفْسِهِ وَلَهُمْ أَنَّهُ قَادِرٌ. بَدَأَ بِالتَّدْرِيبِ مِرَارًا وَتَكْرَارًا. كَانَ يَسْقُطُ فِي الْبِدَايَةِ، لَكِنَّهُ لَمْ يَيْأَسْ وَوَاصَلَ الْمُحَاوَلَةَ حَتَّى نَجَحَ أَخِيرًا فِي الْقَفْزِ مِنْ فَوْقِ التَّلَّةِ بِشَكْلٍ مِثَالِيٍّ.

فِي الْيَوْمِ التَّالِي، وَأَثْنَاءَ لَعِبِ أَرْنُوبَ وَبَطُّوطَ، فَاجَأَهُمَا قُنْفُذُ بِقَفْزَةٍ مُذْهِلَةٍ مِنْ أَعْلَى التَّلَّةِ. وَقَفَا مَذْهُولَيْنِ. لَقَدْ أَثْبَتَ لَهُمَا أَنَّهُ لَيْسَ جَبَانًا. شَعَرَ أَرْنُوبُ وَبَطُّوطُ بِالْخَجَلِ الشَّدِيدِ وَأَسْرَعَا لِيَعْتَذِرَا لِقُنْفُذَ.

سَامَحَهُمَا قُنْفُذُ لِأَنَّهُ يُحِبُّهُمَا، وَعَادَ الْأَصْدِقَاءُ لِلَّعِبِ مَعًا. وَتَعَلَّمَ أَرْنُوبُ وَبَطُّوطُ أَنَّ الصَّدَاقَةَ الْحَقِيقِيَّةَ هِيَ دَعْمُ الْأَصْدِقَاءِ وَتَشْجِيعُهُمْ فِي الْأَوْقَاتِ الصَّعْبَةِ، لَا السُّخْرِيَةُ مِنْهُمْ.

القيم والدروس الأخلاقية

  • الْإِصْرَارُ وَعَدَمُ الْيَأْسِ: عَلَى الرَّغْمِ مِنْ فَشَلِهِ فِي الْبِدَايَةِ، لَمْ يَسْتَسْلِمْ قُنْفُذُ وَوَاصَلَ التَّدْرِيبَ حَتَّى حَقَّقَ هَدَفَهُ.
  • دَعْمُ الْأَصْدِقَاءِ: الصَّدِيقُ الْحَقِيقِيُّ يُشَجِّعُ صَدِيقَهُ وَيُسَاعِدُهُ عِنْدَمَا يَكُونُ خَائِفًا، وَلَا يَسْخَرُ مِنْهُ أَبَدًا.
  • الِاعْتِذَارُ عِنْدَ الْخَطَأِ: أَدْرَكَ أَرْنُوبُ وَبَطُّوطُ خَطَأَهُمَا وَاعْتَذَرَا، وَهَذَا سُلُوكٌ شُجَاعٌ.
  • الثِّقَةُ بِالنَّفْسِ: أَثْبَتَ قُنْفُذُ لِنَفْسِهِ قَبْلَ الْآخَرِينَ أَنَّهُ قَادِرٌ عَلَى التَّغَلُّبِ عَلَى مَخَاوِفِهِ.

أسئلة لفهم القصة

أسئلة بسيطة

  1. مَنْ هُمُ الْأَصْدِقَاءُ الثَّلَاثَةُ فِي الْقِصَّةِ؟
  2. مَا هُوَ التَّحَدِّي الَّذِي قَرَّرُوا الْقِيَامَ بِهِ؟
  3. مَاذَا حَدَثَ لِقُنْفُذَ فِي مُحَاوَلَتِهِ الْأُولَى؟
  4. كَيْفَ كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِ أَرْنُوبَ وَبَطُّوطَ؟
  5. كَيْفَ فَاجَأَ قُنْفُذُ أَصْدِقَاءَهُ فِي الْيَوْمِ التَّالِي؟

أسئلة للتفكير النقدي

  1. لِمَاذَا قَرَّرَ قُنْفُذُ أَنْ يَقْفِزَ فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى رَغْمَ خَوْفِهِ؟
  2. مَا الَّذِي دَفَعَ قُنْفُذَ لِلتَّدْرِيبِ وَحْدَهُ بَدَلًا مِنَ الْغَضَبِ فَقَطْ؟
  3. هَلْ كَانَ اعْتِذَارُ أَرْنُوبَ وَبَطُّوطَ كَافِيًا؟ مَاذَا كَانَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَفْعَلَا أَيْضًا؟

أسئلة لربط القصة بحياتك

  1. اذْكُرْ مَوْقِفًا شَعَرْتَ فِيهِ بِالْخَوْفِ مِنْ تَجْرِبَةِ شَيْءٍ جَدِيدٍ.
  2. كَيْفَ تُشَجِّعُ أَصْدِقَاءَكَ عِنْدَمَا يَكُونُونَ قَلِقِينَ أَوْ خَائِفِينَ؟
  3. صِفْ شُعُورَكَ عِنْدَمَا تَنْجَحُ فِي فِعْلِ شَيْءٍ كُنْتَ تَظُنُّ أَنَّهُ صَعْبٌ.

أنشطة تفاعلية ممتعة

  • ارْسُمِ "قَفْزَةَ النَّصْرِ": ارْسُمْ صُورَةً لِقُنْفُذَ وَهُوَ يَقْفِزُ قَفْزَتَهُ الْمُذْهِلَةَ فِي الْهَوَاءِ، وَأَرْنُوبُ وَبَطُّوطُ يَنْظُرَانِ إِلَيْهِ بِدَهْشَةٍ وَإِعْجَابٍ.
  • لُعْبَةُ "التَّشْجِيعِ": قُمْ بِتَحَدٍّ بَسِيطٍ (مِثْلَ الْوُقُوفِ عَلَى قَدَمٍ وَاحِدَةٍ لِأَطْوَلَ وَقْتٍ). وَلْيَقُمْ بَاقِي الْأَصْدِقَاءِ بِتَشْجِيعِكَ بِعِبَارَاتٍ مِثْلَ "أَنْتَ تَسْتَطِيعُ!" وَ"لَا تَسْتَسْلِمْ!".
  • تَمْثِيلُ الْمَشْهَدَيْنِ: قُمْ بِتَمْثِيلِ مَشْهَدِ قَفْزَةِ قُنْفُذَ الْأُولَى وَسُخْرِيَةِ أَصْدِقَائِهِ، ثُمَّ مَشْهَدِ قَفْزَتِهِ الثَّانِيَةِ وَاعْتِذَارِهِمْ.

إرسال تعليق

أحدث أقدم