قُنْفُذُ وَكَابُوسُ أَبْنَاءِ الْعَمِّ
كَانَ "قُنْفُذُ" يَشْعُرُ بِحَمَاسٍ كَبِيرٍ. كَانَ يَسْتَعِدُّ لِرِحْلَةِ تَخْيِيمٍ مُنْتَظَرَةٍ مَعَ أَصْدِقَائِهِ، وَيُجَهِّزُ أَدَوَاتِهِ بِعِنَايَةٍ: قُبَّعَتُهُ الْجَدِيدَةُ، نَظَّارَتُهُ الشَّمْسِيَّةُ، حِذَاؤُهُ الرِّيَاضِيُّ، وَحَقِيبَةُ ظَهْرِهِ. وَلَكِنْ، قَبْلَ أَنْ يَغَادِرَ، رَنَّ جَرَسُ الْبَابِ.
فَتَحَ الْبَابَ لِيُفَاجَأَ بِزَائِرَيْنِ لَمْ يَرَهُمَا مُنْذُ وَقْتٍ طَوِيلٍ: ابْنَيْ عَمِّهِ. بَدَأَتِ الْمَشَاكِلُ عَلَى الْفَوْرِ. بَدَآ بِالْقَفْزِ وَالْجَرْيِ فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَأَثْنَاءَ لَعِبِهِمَا، قَامَا بِكَسْرِ بَعْضِ الْأَطْبَاقِ فِي الْمَطْبَخِ. شَعَرَ قُنْفُذُ بِضِيقٍ شَدِيدٍ.
تَذَكَّرَ قُنْفُذُ مَوْعِدَهُ مَعَ أَصْدِقَائِهِ، فَذَهَبَ لِيَعْتَذِرَ مِنْهُمْ، تَارِكًا ابْنَيْ عَمِّهِ وَحْدَهُمَا فِي الْمَنْزِلِ لِبَعْضِ الْوَقْتِ. وَفِي غِيَابِهِ، قَرَّرَ الِاثْنَانِ إِعْدَادَ حَلْوَى لِمُفَاجَأَتِهِ. لَكِنَّهُمَا خَلَطَا مُكَوِّنَاتٍ غَرِيبَةً مَعًا، كَالْمِلْحِ وَالْفُلْفُلِ مَعَ الدَّقِيقِ، مِمَّا أَدَّى إِلَى انْفِجَارٍ صَغِيرٍ فِي الْمَطْبَخِ غَطَّى كُلَّ شَيْءٍ بِالرَّمَادِ.
عِنْدَمَا عَادَ قُنْفُذُ، وَجَدَ الْمَنْزِلَ فِي حَالَةِ فَوْضَى عَارِمَةٍ. حَاوَلَ أَنْ يُسَيْطِرَ عَلَى غَضَبِهِ، بَيْنَمَا بَدَأَ ابْنَا عَمِّهِ فِي مُحَاوَلَةِ تَنْظِيفِ الْمَكَانِ. لَكِنَّهُمَا لَمْ يَتَوَقَّفَا عَنِ اللَّعِبِ، فَبَدَآ فِي نَفْخِ بَالُونٍ، مِمَّا أَدَّى إِلَى تَكْسِيرِ مَا تَبَقَّى مِنْ أَغْرَاضٍ فِي الْمَنْزِلِ.
وَفِي ذُرْوَةِ الْفَوْضَى، أَغْمَضَ قُنْفُذُ عَيْنَيْهِ بِقُوَّةٍ... ثُمَّ فَتَحَهُمَا لِيَجِدَ نَفْسَهُ فِي سَرِيرِهِ. كَانَ الْبَيْتُ هَادِئًا وَنَظِيفًا. لَقَدْ كَانَ كُلُّ شَيْءٍ مُجَرَّدَ كَابُوسٍ! شَعَرَ بِارْتِيَاحٍ كَبِيرٍ وَضَحِكَ.
لَكِنْ فِي النِّهَايَةِ، رَنَّ جَرَسُ الْبَابِ. وَقَفَ أَمَامَهُ ابْنَا عَمِّهِ بِحَقَائِبِهِمَا وَابْتِسَامَتِهِمَا الْعَرِيضَةِ! نَظَرَ إِلَيْهِمَا قُنْفُذُ بِقَلَقٍ مُجَدَّدًا، وَهُوَ يَأْمَلُ أَنْ يَكُونَ الْوَاقِعُ أَفْضَلَ مِنَ الْحُلْمِ.
القيم والدروس الأخلاقية
- احْتِرَامُ مُمْتَلَكَاتِ الْآخَرِينَ: عِنْدَمَا نَكُونُ ضُيُوفًا فِي مَنْزِلِ أَحَدٍ، يَجِبُ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى أَغْرَاضِهِ وَلَا نُحْدِثَ الْفَوْضَى.
- الْفَرْقُ بَيْنَ الْمُسَاعَدَةِ وَالْإِزْعَاجِ: النِّيَّةُ الطَّيِّبَةُ (مِثْلُ إِعْدَادِ حَلْوَى) لَا تَكْفِي، بَلْ يَجِبُ أَنْ نَتَصَرَّفَ بِحِكْمَةٍ حَتَّى لَا نُسَبِّبَ مَشَاكِلَ أَكْبَرَ.
- الصَّبْرُ وَضَبْطُ النَّفْسِ: حَاوَلَ قُنْفُذُ أَنْ يَكُونَ صَبُورًا مَعَ ضُيُوفِهِ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ تَصَرُّفَاتِهِمِ الْمُزْعِجَةِ.
- التَّعَامُلُ مَعَ الْقَلَقِ: تُظْهِرُ الْقِصَّةُ كَيْفَ أَنَّ قَلَقَنَا مِنْ مَوْقِفٍ مَا يُمْكِنُ أَنْ يَجْعَلَنَا نَتَخَيَّلُ أَسْوَأَ السِّينَارْيُوهَاتِ.
أسئلة لفهم القصة
أسئلة بسيطة
- إِلَى أَيْنَ كَانَ قُنْفُذُ يَسْتَعِدُّ لِلذَّهَابِ؟
- مَنْ هُمُ الزَّائِرَانِ الْمُفَاجِئَانِ؟
- اذْكُرْ شَيْئَيْنِ مُزْعِجَيْنِ فَعَلَهُمَا أَبْنَاءُ الْعَمِّ.
- كَيْفَ اكْتَشَفَ قُنْفُذُ أَنَّ كُلَّ مَا حَدَثَ كَانَ حُلْمًا؟
- مَاذَا حَدَثَ فِي نِهَايَةِ الْقِصَّةِ الْحَقِيقِيَّةِ؟
أسئلة للتفكير النقدي
- لِمَاذَا تَعْتَقِدُ أَنَّ قُنْفُذَ حَلَمَ بِهَذَا الْكَابُوسِ؟ مَا الَّذِي كَانَ يُقْلِقُهُ؟
- هَلْ كَانَ أَبْنَاءُ الْعَمِّ أَشْرَارًا أَمْ مُجَرَّدَ أَطْفَالٍ مُشَاكِسِينَ لَا يَقْصِدُونَ الْأَذَى؟
- لَوْ كُنْتَ مَكَانَ قُنْفُذَ فِي الْحُلْمِ، كَيْفَ كُنْتَ سَتَتَعَامَلُ مَعَهُمْ؟
أسئلة لربط القصة بحياتك
- صِفْ شُعُورَكَ عِنْدَمَا يَأْتِي لِزِيَارَتِكَ ضَيْفٌ لَمْ تَرَهُ مُنْذُ وَقْتٍ طَوِيلٍ.
- مَا هِيَ قَوَاعِدُ اسْتِقْبَالِ الضُّيُوفِ فِي مَنْزِلِكُمْ؟
- هَلْ سَبَقَ لَكَ أَنْ حَلَمْتَ بِشَيْءٍ ثُمَّ حَدَثَ فِي الْوَاقِعِ؟
أنشطة تفاعلية ممتعة
- ارْسُمِ الْكَابُوسَ: ارْسُمْ صُورَةً مُضْحِكَةً لِلْمَطْبَخِ بَعْدَ "انْفِجَارِ الْحَلْوَى"، وَقُنْفُذُ يَقِفُ فِي حَيْرَةٍ وَسَطَ الْفَوْضَى.
- لَائِحَةُ "قَوَاعِدِ الضَّيْفِ الْمِثَالِيِّ": اكْتُبُوا مَعًا قَائِمَةً بِأَهَمِّ الْقَوَاعِدِ الَّتِي يَجِبُ اتِّبَاعُهَا عِنْدَمَا نَكُونُ ضُيُوفًا عِنْدَ الْآخَرِينَ (مِثْلَ: نَسْتَأْذِنُ قَبْلَ لَمْسِ الْأَشْيَاءِ، نُسَاعِدُ فِي التَّنْظِيفِ).
- أَكْمِلِ الْقِصَّةَ: تَخَيَّلْ مَاذَا سَيَحْدُثُ بَعْدَ أَنْ فَتَحَ قُنْفُذُ الْبَابَ لِأَبْنَاءِ عَمِّهِ فِي الْوَاقِعِ. اكْتُبْ أَوْ ارْسُمْ نِهَايَةً سَعِيدَةً وَمُخْتَلِفَةً لِلْقِصَّةِ.