الثَّعْلَبُ الَّذِي أَرَادَ أَنْ يَكُونَ مَلِكًا
عَادَ ثَعْلَبٌ مِنْ رِحْلَةٍ خَارِجَ الْغَابَةِ، لَكِنَّ اللَّيْلَ حَلَّ وَهُوَ فِي الطَّرِيقِ. شَعَرَ بِالتَّعَبِ فَقَرَّرَ أَنْ يَجِدَ مَكَانًا يَسْتَرِيحُ فِيهِ. وَجَدَ كَهْفًا مُظْلِمًا وَدَخَلَ إِلَيْهِ، فَتَفَاجَأَ بِوُجُودِ بَقَايَا أَسَدٍ مَيِّتٍ، وَكَانَ مِنْ بَيْنِهَا رَأْسُ الْأَسَدِ كَامِلًا.
خَطَرَتْ لِلثَّعْلَبِ فِكْرَةٌ شَيْطَانِيَّةٌ. قَرَّرَ أَنْ يَرْتَدِيَ رَأْسَ الْأَسَدِ عَلَى رَأْسِهِ، مُعْتَقِدًا أَنَّ ذَلِكَ سَيَجْعَلُهُ مَلِكَ الْغَابَةِ الْجَدِيدَ. دَخَلَ الْغَابَةَ وَهُوَ يَتَبَخْتَرُ، فَرَأَتْهُ الْحَيَوَانَاتُ وَأَصَابَهَا الذُّعْرُ وَالْخَوْفُ.
هَرَبَ الْأَرْنَبُ وَهُوَ يَصِيحُ: "أَسَدٌ! لَقَدْ عَادَ الْأَسَدُ!" حَتَّى النَّمِرُ، الَّذِي كَانَ يُدِيرُ شُؤُونَ الْغَابَةِ، ذَهَبَ لِيَرَى الْأَسَدَ الْمَزْعُومَ وَصَدَّقَ الْخُدْعَةَ. اسْتَغَلَّ الثَّعْلَبُ الْفُرْصَةَ وَاخْتَارَ بَيْتَ النَّمِرِ الْجَمِيلَ لِيَكُونَ عَرِينًا لَهُ.
عَاشَ الثَّعْلَبُ حَيَاةَ الرَّفَاهِيَةِ. كَانَتِ الْحَيَوَانَاتُ تَخْدِمُهُ وَتُجَهِّزُ لَهُ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ. وَلِتَكْتَمِلَ خُدْعَتُهُ، طَلَبَ الثَّعْلَبُ مِنَ الْحَيَوَانَاتِ أَنْ يُحْضِرُوا لَهُ تَاجَ الْمَلِكِ السَّابِقِ مِنْ بَيْتِ الْفِيلِ.
لَكِنَّ الْحَيَوَانَاتِ بَدَأَتْ تَشْعُرُ بِالْمَلَلِ وَالِاسْتِيَاءِ مِنْ خِدْمَةِ هَذَا الْمَلِكِ الَّذِي لَا يَفْعَلُ شَيْئًا. وَعِنْدَمَا حَاوَلَ الْفِيلُ أَنْ يَضَعَ التَّاجَ الْكَبِيرَ عَلَى رَأْسِ "الْمَلِكِ"، لَمْ يَنْجَحْ. فَوَضَعَهُ عَلَى رَأْسِ الْأَسَدِ الْمُزَيَّفِ الَّذِي يَرْتَدِيهِ الثَّعْلَبُ. بِسَبَبِ ثِقَلِ التَّاجِ، سَقَطَ رَأْسُ الْأَسَدِ فَانْكَشَفَ رَأْسُ الثَّعْلَبِ الصَّغِيرُ تَحْتَهُ!
أَدْرَكَتِ الْحَيَوَانَاتُ أَنَّهَا خُدِعَتْ وَبَدَأَتْ تَضْحَكُ بِصَوْتٍ عَالٍ. غَضِبَ الثَّعْلَبُ وَحَاوَلَ الْهَرَبَ، لَكِنَّ الْحَيَوَانَاتِ أَمْسَكَتْ بِهِ لِتُلَقِّنَهُ دَرْسًا قَاسِيًا. وَهَكَذَا، تَنْتَهِي قِصَّةُ الثَّعْلَبِ الَّذِي حَاوَلَ أَنْ يُصْبِحَ مَلِكًا بِالْخِدَاعِ، لَكِنَّ الْحَقِيقَةَ دَائِمًا مَا تَظْهَرُ فِي النِّهَايَةِ.
القيم والدروس الأخلاقية
- الْحَقِيقَةُ تَظْهَرُ دَائِمًا: يُمْكِنُ لِلْخِدَاعِ أَنْ يَنْجَحَ لِفَتْرَةٍ، لَكِنَّ الْحَقِيقَةَ لَا بُدَّ أَنْ تَنْكَشِفَ فِي النِّهَايَةِ.
- خَطَرُ الطَّمَعِ وَالْغُرُورِ: رَغْبَةُ الثَّعْلَبِ فِي السُّلْطَةِ وَالرَّفَاهِيَةِ قَادَتْهُ إِلَى نِهَايَةٍ مُخْزِيَةٍ.
- لَا تَتَظَاهَرْ بِمَا لَسْتَ عَلَيْهِ: مُحَاوَلَةُ ادِّعَاءِ شَخْصِيَّةٍ غَيْرِ شَخْصِيَّتِنَا الْحَقِيقِيَّةِ غَالِبًا مَا تَنْتَهِي بِالْفَشَلِ وَالْإِحْرَاجِ.
- الْوَحْدَةُ قُوَّةٌ: عِنْدَمَا اتَّحَدَتِ الْحَيَوَانَاتُ بَعْدَ اكْتِشَافِ الْخُدْعَةِ، اسْتَطَاعُوا مُوَاجَهَةَ الثَّعْلَبِ.
أسئلة لفهم القصة
أسئلة بسيطة
- أَيْنَ وَجَدَ الثَّعْلَبُ رَأْسَ الْأَسَدِ؟
- مَا هِيَ الْخُدْعَةُ الَّتِي قَامَ بِهَا الثَّعْلَبُ؟
- كَيْفَ كَانَتْ حَيَاةُ الثَّعْلَبِ كَـ "مَلِكٍ"؟
- مَا هُوَ الشَّيْءُ الَّذِي كَشَفَ خُدْعَةَ الثَّعْلَبِ؟
- مَاذَا فَعَلَتِ الْحَيَوَانَاتُ بِالثَّعْلَبِ فِي النِّهَايَةِ؟
أسئلة للتفكير النقدي
- لِمَاذَا صَدَّقَتِ الْحَيَوَانَاتُ الْقَوِيَّةُ مِثْلُ النَّمِرِ خُدْعَةَ الثَّعْلَبِ بِسُهُولَةٍ؟
- هَلْ كَانَ الثَّعْلَبُ سَيَنْجَحُ لَوْ لَمْ يَطْلُبِ ارْتِدَاءَ التَّاجِ؟
- مَاذَا تُعَلِّمُنَا هَذِهِ الْقِصَّةُ عَنْ الْقَادَةِ الْحَقِيقِيِّينَ وَالْقَادَةِ الْمُزَيَّفِينَ؟
أسئلة لربط القصة بحياتك
- هَلْ سَبَقَ لَكَ أَنْ تَظَاهَرْتَ بِشَيْءٍ غَيْرِ حَقِيقَتِكَ؟ مَاذَا حَدَثَ؟
- صِفْ شُعُورَكَ عِنْدَمَا تَكْتَشِفُ أَنَّ أَحَدًا قَدْ خَدَعَكَ.
- مَا هِيَ الصِّفَاتُ الَّتِي تَجْعَلُ شَخْصًا مَا قَائِدًا جَيِّدًا فِي رَأْيِكَ؟
أنشطة تفاعلية ممتعة
- صُنْعُ قِنَاعِ الْأَسَدِ: بِاسْتِخْدَامِ طَبَقٍ وَرَقِيٍّ وَأَلْوَانٍ بُنِّيَّةٍ وَصَفْرَاءَ، اصْنَعْ قِنَاعَ أَسَدٍ. ثُمَّ قُمْ بِتَمْثِيلِ مَشْهَدِ الثَّعْلَبِ وَهُوَ يُحَاوِلُ أَنْ يَكُونَ مَلِكًا.
- ارْسُمِ "لَحْظَةَ الْحَقِيقَةِ": ارْسُمِ الْمَشْهَدَ الْمُضْحِكَ الَّذِي يَسْقُطُ فِيهِ رَأْسُ الْأَسَدِ الْمُزَيَّفِ وَيَظْهَرُ الثَّعْلَبُ الْخَائِفُ، وَالْحَيَوَانَاتُ تَنْظُرُ بِدَهْشَةٍ وَضَحِكٍ.
- لُعْبَةُ "مَنْ أَنَا؟": يَقُومُ أَحَدُكُمْ بِتَقْلِيدِ شَخْصِيَّةٍ (حَيَوَانٍ أَوْ شَخْصٍ مَشْهُورٍ) دُونَ أَنْ يَتَكَلَّمَ، وَعَلَى الْآخَرِينَ أَنْ يَحْزِرُوا مَنْ هُوَ.