تامر والثعبان
كَانَ تَامِرُ يَمْشِي فِي الشَّارِع، فَشَاهَدَ وَلَداً يُمْسِكُ بِقِطَّةٍ مِنْ رَقَبَتِها وَيَخْنُقُها
تَامِرُ: لِمَاذَا تُؤْذِي هَذِهِ الْقِطَّةَ الْمِسْكِينَة؟ أَلا تَعْلَمُ أَنَّ إِيذَاءَ الْقِطَّةِ هَذَا حَرَامٌ، فَقَدْ دَخَلَتْ امْرَأَةٌ النَّارَ لِأَنَّهَا حَبَسَتْ قِطَّة، وَمَنَعَتْ عَنْهَا الطَّعَامَ وَالشَّرَابْ؟
تَامِرُ (مُكملاً): كَمَا أَنَّ الْقِطَّةَ لَهَا فَوَائِدُ كَثِيرَةٍ فِي كُلِّ مَكَانٍ فَهِيَ عَدُوَةُ الْفِئْرَانِ وَالْحَشَرَاتِ الضَّارَةِ، وَتَقْضِي عَلَيْهِمْ وَتُخَلِّصُنَا مِنْهُمْ كَمَا أَنَّهَا لَطِيفَةٌ وَلَا تُؤْذِي الْإِنْسَانَ
. الْوَلَدُ: مَعَكَ حَقٌّ ، لَقَدْ كُنْتُ مُخْطِنَا، كَمَا أَنَّنِي لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُ هَذِهِ الْمَعْلُومَاتِ، فَجَزَاكَ اللَّهُ خَيْراً
.
ثُمَّ تَرَكَ الْوَلَدُ الْقِطَّةَ، وَذَهَبَ بَعْدَ أَنْ وَعَدَ تَامِرُ أَنَّهُ لَنْ يُؤْذِي أَيَّ حَيَوَانِ مَرَّةً أُخْرَى
وَفِي يَوْمِ مِنَ الْأَيَّامِ كَانَ تَامِرُ يَلْعَبُ فِي الْحَدِيقَةِ، ثُمَّ شَاهَدَ ثُعْبَاناً كبيراً
وَعِنْدَمَا نَظَرَ تَامِرُ إِلَى ذَلِكَ الْقِطْ تَذَكَّرَهُ، فَقَدْ كَانَ نَفْسِ الْقِطْ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنْ قَبْلِ