الأولاد الكسالى الثلاثة

درس في الغابة



في صباح يوم دراسي عادي، كان هناك ثلاثة أولاد كسالى يجرون أقدامهم بتثاقل في طريقهم إلى المدرسة. لم تكن لديهم أي رغبة في الجلوس في الفصل والتعلم. توقف أحدهم فجأة، ونظر إلى الغابة القريبة التي تبدو ممتعة ومليئة بالحياة، وقال لأصدقائه بحماس: "دعونا نذهب ونلعب في الغابة مع الحيوانات!" لم يتردد الصديقان الآخران، فوافقوا فوراً وغيروا مسارهم بعيداً عن المدرسة ونحو أشجار الغابة.

لقاءات في الغابة



بمجرد دخولهم الغابة، سمعوا طنينًا خفيفًا. لقد قابلوا نحلة صغيرة تنتقل بنشاط من زهرة إلى أخرى. اقترب الأولاد منها وقالوا: "أيتها النحلة، اتركي ما تفعلينه وتعالي العبي معنا!". توقفت النحلة للحظة وقالت بجدية: "لا أستطيع. يجب أن أجمع غبار الطلع اليوم لأجل خلية النحل! لدينا الكثير من العمل لنصنع العسل." ثم طارت بعيداً لإكمال مهمتها.


واصل الأولاد سيرهم باحثين عن رفيق آخر للعب. بعد قليل، قابلوا طائراً صغيراً وسريع الحركة، يُعرف باسم "صياد الذباب"، كان يراقب الجو بتركيز. نادوه قائلين: "أيها الطائر، هل تود أن تلعب معنا لعبة ممتعة؟". رد الطائر وهو يهز رأسه معتذراً: "أنا آسف، لا يمكنني اللعب الآن. يجب أن أصطاد بعض الذباب الصغير لأجل صغاري الجائعين الذين ينتظرونني في العش!"


شعر الأولاد بقليل من الإحباط، لكنهم استمروا في المحاولة. تعمقوا أكثر في الغابة حتى رأوا سنجاباً رشيقاً يقفز بخفة بين الأغصان وهو يحمل ثمرة بلوط في فمه. صاحوا به بأمل: "أيها السنجاب النشيط، توقف قليلاً والع ب معنا!". أجاب السنجاب دون أن يتوقف عن عمله الدؤوب: "آسف، لا يمكنني اللعب اليوم. يجب أن أجمع الجوز والبلوط وأخزنه لأجل فصل الشتاء، حتى لا أجوع عندما يغطّي الثلج الأرض!"



العودة إلى المدرسة

جلس الأولاد الثلاثة على جذع شجرة ساقط، وشعروا بالملل الشديد وخيبة الأمل لأن كل حيوان قابلوه رفض اللعب معهم. لقد أدركوا أن الغابة ليست مكاناً للعب فقط، بل هي مكان عمل وجدّ لكل من يسكنها.


نظروا إلى بعضهم البعض، وقال أحدهم بصوت خافت: "حسناً، ما دامت الحيوانات كلها مشغولة ولديها مسؤوليات، فربما الأفضل أن نعود إلى المدرسة ونقوم بعملنا نحن أيضاً!"

وهكذا، نهض الأولاد الثلاثة وعادوا مسرعين إلى المدرسة. لقد تعلموا في ذلك اليوم درساً مهماً لم يكونوا ليتعلموه داخل الفصل: أن الجميع في هذا العالم، من أصغر نحلة إلى أكبر سنجاب، لديه عمل مهم يجب أن يفعله، وأن للوقت قيمة لا يجب إضاعتها في الكسل.


إرسال تعليق

أحدث أقدم